شظايا الحرب تصيب السياحة اللبنانية بخسائر كبيرة

شظايا الحرب تصيب السياحة اللبنانية بخسائر كبيرة

30 أكتوبر 2023
نشطت حركة المغادرة عبر مطار بيروت الدولي إثر تصاعد العمليات الحربية جنوباً (فرانس برس)
+ الخط -

تستمر الانعكاسات الاقتصادية للمناوشات الدائرة بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة والخشية من توسع رقعة الاشتباكات لتطاول لبنان.

وأعلن رئيس اتحاد النقابات السياحية ورئيس المجلس الوطني للسياحة في لبنان، بيار الأشقر، أن "نسب الحجوزات التي كانت متوقعة في فنادق لبنان قبل عملية "طوفان الأقصى" وما رافقها من أحداث في الجنوب اللبناني كانت تتراوح بين 30 و40%، بينما هي اليوم بين الصفر و10%".

وكشف الأشقر في بيان اليوم الاثنين، أن "فنادق العاصمة بيروت بات وضعها صعباً للغاية، فهناك عدد لا بأس به من الفنادق شاغر وخالٍ كلياً من النزلاء".

كما لفت إلى أن "القطاع السياحي خسر موسم أعياد الميلاد ورأس السنة، بعدما ألغيت الحجوزات في الفنادق وكذلك تذاكر الطيران"، مشيراً إلى "خسائر كبيرة سيتكبّدها القطاع السياحي من جراء ما يجري، ومن السابق لأوانه تقديرها قبل معرفة اتجاه الأحداث".

ونبه إلى أن "هناك مؤسسات أقفلت، ولا سيما في المناطق النائية وفي الجبال"، مشيراً إلى أنه "بطبيعة الحال هذه المؤسسات ستتحوّل إلى مؤسسات موسمية كونها غير قادرة على تحمّل كلفة الطاقة وتأمين المياه في ظل عدم تسجيل نسب أشغال مقبولة نسبياً".

وأكد أيضاً أن "المشكلة الكبرى أن انتهاء الحرب في غزة لا يعني أننا سنعاود فوراً الانطلاق في الموسم السياحي في لبنان، إذ إن عودة انطلاق الموسم تحتاج إلى شهرين أو لثلاثة أشهر، فرجال الأعمال والمؤتمرات والمعارض يحتاجون إلى وقتٍ للعودة إلى البلد، والأهم أن عودة لبنان إلى خريطة السياحة الغربية ستحتاج إلى وقت طويل".

واعتبر أنه "في حال توقفت الأحداث في غزة، لن يشهد الموسم السياحي في لبنان أي انطلاقة قبل ربيع 2024"، مشيراً إلى أنه "لا شك في أن هناك خسائر كبيرة قد وقعت، لكن لا يمكن لأحد أن يعطي أرقام دقيقة عنها في الوقت الحالي".

في الإطار نفسه، أعلنت إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية "الريجي" في بيان أنه "انسجاماً مع دورها الوطني، استحدثت مراكز لتسلّم المحاصيل في قرى مجاورة لبلدات جنوبية غادرها عدد كبير من مزارعي التبغ فيها بسبب تعرّضها للقصف المستمر ولم يتمكنوا من إخراج محاصيلهم".

وأشارت إلى أنها "تتواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ومع مخابرات الجيش للمساعدة في إخراج المحاصيل من القرى التي يتعذر على مزارعيها دخولها وذلك بمواكبة قوات الطوارئ الدولية اليونيفيل"، آملة في "أن يتسنى ذلك في أسرع وقت ممكن".

كما أعلنت أنها تسلّمت حتى تاريخه نصف كميات البلدات الأكثر عرضة للقصف.

من جهته، أبدى رئيس مجلس رجال الأعمال اللبناني - الكويتي أسعد صقال في بيان، تخوفه من "استمرار التراجع الدراماتيكي للأوضاع الاقتصادية في لبنان والجمود شبه التام الذي يطاول الكثير من القطاعات الاقتصادية نتيجة تصاعد الأحداث في الجنوب والحرب الدائرة في غزة".

واعتبر أن "استمرار الأمور على حالها ستكون تداعياته كارثية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، خصوصاً أن كل المؤشرات الاقتصادية تظهر انكماشاً كبيراً في الأعمال ما ينذر بالانهيار الاقتصادي الشامل".

وشدد صقال على أن "لبنان المنهك على مختلف المستويات بعد 4 سنوات من الأزمة المالية والاقتصادية لا يمكنه تحمّل أعباء دخول الحرب، لذلك ومع إدانتنا وشجبنا للعدوان الإسرائيلي الهمجي والمتوحش على غزة وأهلها، فإن من واجب كل المسؤولين العمل على تجنيب لبنان الحرب قبل وقوع الكارثة".

وفي سياقٍ متصل، قال وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصّار، اليوم الاثنين: "إننا نمرّ بأزمة غير مسبوقة بالنسبة إلى الأحداث التي تحصل في غزة، وسيكون هناك اجتماع لمجلس الوزراء هذا الأسبوع سنتطرق فيه إلى مواضيع عدة اهمها القرارات التي اتخذناها في السعودية والتي تتعلق بمشاركة لبنان في المشاريع الانمائية الحاصلة في المملكة وسيكون للبنان دور مهم فيها في المستقبل".

وقال نصّار بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إنه "وضع ميقاتي في أجواء جولته الخليجية التي شملت قطر والامارات، ومشاركته في مبادرة مستقبل الاستثمار التي عقدت في المملكة العربية السعودية".

وأضاف: "يمكن أن تعتبر الناس بأننا في مكان والوضع في لبنان في مكان آخر، ولكن بالرغم من كل شيء، على كل الوزراء أن يتحركوا وعلى كل وزير أن يتحرك في وزارته ويفتش عن الفرص والأمور الإيجابية والمستدامة للبنان وللبنانيين خصوصاً في الدول العربية الشقيقة".

المساهمون