قلق على الرغيف في لبنان بسبب العدوان الإسرائيلي

قلق على الرغيف في لبنان بسبب العدوان الإسرائيلي

28 أكتوبر 2023
تحذير من التأثير على عمل الأفران (حسين بيضون)
+ الخط -

يحوز "ملف الخبز" على حيّزٍ واسعٍ من مخاوف اللبنانيين في حال حصل عدوان إسرائيلي على لبنان، وتوسّعت رقعة الاشتباكات الدائرة بين جيش الاحتلال و"حزب الله" على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بالتزامن مع بدء عملية "طوفان الأقصى".

ويُعزّز مخاوف اللبنانيين واقع الخبز في السنوات الأخيرة والأزمة التي تطلّ برأسها عند كلّ حدثٍ ولو كان خارجياً، وتدفعهم إلى الوقوف بطوابير طويلة لشراء الربطة أو حتى الرغيف عند "ترشيد بيعه"، والسعي إلى التخزين خشية من انقطاع المادة أو حتى مشتقاتها، وسط قلق من احتكارها وبيعها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة تزيد من ضرب قدرتهم الشرائية.

واشتدّت أزمة الخبز في لبنان منذ الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد أواخر عام 2019، وفاقمها انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب 2020 الذي دمّر صوامع القمح الرئيسية، في حين زادت الحرب الروسية على أوكرانيا من حدّة الوضع، خصوصاً أن لبنان يستورد نسبة كبيرة من القمح تتخطى 60 في المائة من أوكرانيا، والنسبة الباقية من روسيا ورومانيا.

وأعلن رئيس نقابة الأفران والمخابز العربية في بيروت وجبل لبنان النقيب ناصر سرور، في مؤتمر صحافي عقده الجمعة، عن جملة قرارات جرى الاتفاق عليها ومطالب جرى رفعها إلى المعنيين ضمن الخطط الاستباقية في ظلّ الأوضاع الأمنية التي تشهدها البلاد والخشية من سيناريو الحرب.

وقال سرور إنه جرى الاتفاق مع وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام على تشكيل لجنة طوارئ من نقابة الأفران، تتابع تحت إشرافه أدق التفاصيل خلال أي مواجهة قد تحصل، كما تدير لجنة أمنية توزيع الطحين إلى الأفران من أجل نقل الحصص من مكان إلى آخر، حسب الظروف الأمنية أو خلال توزيعه من الأفران على المحلات.

جرى أيضاً الاتفاق على إعطاء الأفران مخزوناً لا يقل عن 10 أيام من حصصها المدعومة من الطحين، التي توزَّع عبر وزارة الداخلية، على أن تتعهّد الأفران بألّا تفرّط بهذا الطحين وتعتبر حصة ثابتة لشهر كامل، إلا إذا حصل أي تطوّر أمني يستدعي استخدام هذا الطحين.

وأعلن سرور أن الأفران بادرت أمام وزير الاقتصاد، ومن تلقاء نفسها عبر النقابة، لشراء طحين بالدولار وبيعه بالسعر الرسمي المدعوم، مؤكداً: "سنشتري بالدولار ونبيع بالليرة اللبنانية من دون تحقيق أرباح، لا بل سنخسر 10 آلاف ليرة في كل ربطة خبز، لكن نسبة النقص لا تتعدى 10 إلى 15 في المائة عند بعض الأفران، لكن ذلك من شأنه أن يؤمن مخزوناً خلال الأزمات".

ومن المطالب التي رفعتها نقابة الأفران والمخابز العربية، تجميد قرار فرض ضريبة جمركية بنسبة 14 في المائة على الطحين المدعوم وذلك لمدة ثلاثة أشهر، حتى يصار إلى استيراد الطحين من قبل التجار والأفران ويصبح لدى لبنان كميات كبيرة من هذه المادة.

وطالبت النقابة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري بـ"التواصل مع مصرف لبنان لشراء باخرتي طحين بمعدّل 60 ألف طن، وذلك بغية تأمين مخزون منه".