هكذا تعيش مخيمات صيدا يوميات العدوان على غزة
إنقلبت يوميات المخيمات الفلسطينية في لبنان رأساً على عقب، منذ اليوم الأول لبدء عملية «طوفان الأقصى» والعدوان الاسرائيلي على غزة، وانصرف أبناؤها إلى متابعة تفاصيل ما يجري عبر شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي التي تحوّلت وسيلة رئيسية لمعرفة الأخبار.
في عين الحلوة، عاصمة الشتات الفلسطيني، استعاد المخيم هدوءه وأمنه بعد اشتباكات حركة «فتح» وتجمّع الشباب المسلم، أزيلت الدشم والمتاريس وأعيد فتح الطرقات بعد إقفالها، وقرّرت القوى السياسية التفرّغ لدعم غزة وصمود شعبها ومقاومتها تعبيراً عن الوحدة.
اللافت في يوميات المخيم أنّ أبناءه تفرّغوا لتنظيم المسيرات والوقفات الاحتجاجية عند كل حدث، غالبيتها عفوي ومن دون سابق تحضير، وتأتي تفاعلاً مع الغضب والاستنكار على مجزرة ارتكبتها إسرائيل ضدّ المدنيين أو استهدفت مستشفى أو كنيسة أو مسجداً مركز إيواء.
ويقول الناشط الشبابي محمد حسون لـ»نداء الوطن»: «إنّ يوميات المخيم انسلخت عن رتابة واقعها المعيشي العادي لجهة البحث عن لقمة العيش أو التفكير بالمعاناة، وتعلّقت بكلّ تفاصيلها بغزة وما يجري فيها. الشباب ليسوا فقط متحمّسين للمشاركة في مسيرة احتجاج أو وقفة تضامن، بل في الانضمام إلى جبهات القتال، فالمخيمات كانت وستبقى عنواناً لدعم المقاومة والصمود في وجه المخططات الإسرائيلية في تصفية القضية الفلسطينية وشطب حق العودة».
كذلك اللافت في يوميات المخيم، أنّ كثيراً من السياسيين والناشطين قد تمّ حظر حساباتهم الشخصية على «الواتساب» أو «الفايسبوك» لمجرّد تعميم أخبار العدوان الإسرائيلي أو نقل صور المجازر واستهداف الأطفال والنساء أو الدمار الهائل في الأحياء. «مربّعات بأكملها من المنازل سوّيت بالأرض وأخرى أزيلت عن خريطة غزة، وعائلات بالكامل شطبت عن سجل النفوس بعدما قتلت جماعياً»، يقول الناشط حسام الميعاري وقد تمّ حظر الواتساب الخاص به، ويضيف لـ»نداء الوطن»: «رغم ذلك لن يخنقوا صوتنا، وسنبقى نقاوم على طريقتنا في فضح المجازر الى أن تتم معاقبة إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية».