صيدا سيتي

الشغف المعرفي ودوره في تشكيل المسار العلمي الحاج حسن محمود غنوم العينا (أبو وائل) في ذمة الله الحاج أحمد جمال الجردلي في ذمة الله فعاليات رسائل النور في عدة مناطق في لبنان أحمد أمين الديماسي في ذمة الله مصطفى محمد أمين البيلاني في ذمة الله رحلة العودة إلى الجوهر واستعادة البوصلة الأصيلة الشباب والفتن... كيف نصمد؟ الصوت الداخلي إعادة الارتباط بهوسك الطفولي وأثره في مسار الحياة المهنية تشك إن… مكافأة الأسبوع لكل تلميذ شاطر! رحلة الإتقان: من اكتشاف الدافع الداخلي إلى التميز المستدام بيان صادر عن مؤسسة مياه لبنان الجنوبي مشهد جديد لزيرة صيدا من الجو ازرع المسؤولية في طفلك… قبل أن تطلبها منه برامج ودورات الإمام ابن الجزري لتحفيظ القرآن ونشر علومه - صيدا معهد عودة للدروس الخصوصية يعلن عن بدء التسجيل للعام 2025-2026 موقع صيدا سيتي يفتح المجال أمام الأقلام لكتابة حكايات المدينة لإعلانك في قسم | خاص صيدا سيتي | (أنظر التفاصيل)

فادي شامية: جدلية الدخول في الحرب

صيداويات - الثلاثاء 17 تشرين أول 2023 - [ عدد المشاهدة: 1602 ]
فادي شامية: جدلية الدخول في الحرب

كتب د. فادي شامية:

احتفلوا فخرا بـ "طوفان الأقصى"، ويستبشرون بالقادم.. هذا هو الشعور الغالب لدى الجماهير المناصرة للقضية الفلسطينية والقوى السياسية التي تمثلها في لبنان، لكن هذه الجماهير والقوى نفسها تعيش صراعا شعوريا؛ ما بين واجب النصرة المسلح وما بين واجب الحفاظ على ما تبقى من لبنان.

الذين يحملون هم القضية الفلسطينية؛ كل حسب مستوى تمسكه بها، عبروا عن مواقفهم، أيدوا، تعاطفوا، تظاهروا، تبرعوا، ناصروا.. لكن كثيرين منهم يعتقدون أن مستوى المعركة يتطلب المزيد؛ فتح الجبهة في جنوب لبنان لإشغال العدو والتخفيف عن أهل غزة، لكن الذين يقرؤون جيدا يدركون أن الأمر ليس بهذه البساطة، وأن العدو يخوض معركة وجود – على حد وصف وزير حربه-، وأن أميركا بثقلها على الخط، ووزير خارجيتها جزء من مجلس الحرب الإسرائيلي، والغرب عموما مؤيد لـ "إسرائيل"، ودائم التحذير من أي "مغامرة" على جبهة أخرى. 

لا يغيب عن بال هؤلاء؛ المحرقة التي تحل بغزة، والغزو البري قيد الإعداد، واحتمال ذبح المقاومة في غزة، كما لا يغيب عن العقل السياسي لحماس أن رأسها مطلوب، وأن العدو لن يتوقف حتى يتأكد من فقدان حماس لقدرتها على شن هجوم مماثل لـ "الطوفان"، الذي أذهل الصهاينة والعالم، لذلك انتقل المستوى السياسي في الحركة – للمرة الأولى- من لغة الحرص على أمن البلدان التي تستضيف الفلسطينيين، وتحديدا لبنان، إلى المطالبة بل المشاركة الفعلية في فتح جبهة الجنوب، في أكثر من عملية تسلل أو قصف باتجاه شمال فلسطين المحتلة.

بدورها؛ تدرس إيران الواقع بتأن كبير. سياستها ما تزال نفسها؛ دعم القوى التابعة أو المتحالفة معها، دون أن تنخرط هي في أي حرب، لكن المطلوب دوليا، -هذه المرة - أن لا ينخرط "حزب الله" أيضا في الحرب، وأن لا يتعدى الأمر التسخين الحاصل راهنا في الجنوب، بالحد الأقصى، وإلا فإن لبنان – كل لبنان- سيدفع الثمن، فضلا عن تحمل الحزب وإيران الثمن أيضا، وهو باهظ، رغم إدراك الجميع ما لدى الحزب من قدرات مؤذية جدا لـ "إسرائيل". صمت الحزب يفسر صعوبة القرار.. والأمر متروك لمجريات الأمور، وواقع الميدان، سيما أن الحزب يدرك أن كسر المقاومة في غزة سيؤثر عليه، ليس فقط على نظرية "وحدة الساحات" التي لا ينفك يتبناها ويتحدث عنها، وإنما على احتمالية أن يكون هدفا تاليا، بعد غزة.

أما بقية القوى المناصرة للمقاومة الفلسطينية، فهي تدرك أنها لا تملك القدرة بذاتها على فتح جبهة جنوب لبنان، وأن القرار أكبر طاقتها، وأنها محكومة بحسابات لبنانية لا يمكن أن تغيبها التزاماتها القومية، وذلك مهما كانت درجة قربها من حماس - الجماعة الإسلامية" وحماس فصيلان من مدرسة فكرية وتنظيمية واحدة-، لذلك هي أيضا تنتظر مجريات الأمور، وتشارك بحسب قدراتها في التسخين الجاري على الجبهة، لا سيما في القرى السنية.

أما ما هو عدا ذلك؛ سواء في الشارع المسيحي أو المسلم؛ فالأمر محسوم؛ "لبنان دفع الكثير وهو لا يحتمل حربا جديدة"، سيما مع تردي أوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وعليه؛ فإن "جدلية دخول الحرب" هي النقاش السائد اليوم في لبنان؛ في السر أكثر منه في العلن، نقاش يتعدى القوى السياسية فيما بينها؛ ليحل ضيفا ثقيلا على المجالس السياسية الداخلية للقوى السياسية نفسها، سيما أن الحكومة رهينة نقل المواقف والتحذيرات، وهي فاقدة القدرة على أخذ القرار، فضلا عن فرضه.

وإزاء ذلك؛ فإن العين ستبقى على غزة، ومصير لبنان مربوط بمراحل الحرب؛ التي لا يبدو أنها ستنتهي قريبا.


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير وبرمجة: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 1007214273
الموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه.
موقع صيداويات © 2025 جميع الحقوق محفوظة