مخيّم عين الحلوة يترقّب الخطوة الثالثة
يراوح الهدوء الهشّ مكانه في عين الحلوة بعد تنفيذ بندين من مسار معالجة الاشتباكات التي اندلعت بين حركة «فتح» و»تجمع الشباب المسلم» منذ 30 تموز الماضي، عقب اغتيال اللواء «أبو أشرف» العرموشي .
وفيما صمد البند الأول المتمثل بوقف إطلاق النار حيث لم يشهد خروقات كبيرة منذ إعلانه بمساعٍ من رئيس مجلس النواب نبيه بري تتويجاً للجهود الفلسطينية واللبنانية الحثيثة، يشقّ البند الثاني طريقه إلى التنفيذ بعد الاتفاق على تعزيز القوة الأمنية المشتركة في المخيم ورفدها بالعناصر المطلوبة حيث من المقرر أن تكون جاهزة بدءاً من اليوم الأربعاء لتطبيق الأوامر السياسية المعطاة لها.
واليوم، تتّجه الأنظار إلى البند الثالث، حيث كشفت مصادر فلسطينية لـ»نداء الوطن» أن هيئة العمل المشترك الفلسطيني في لبنان بصدد عقد اجتماع لبحث تفاصيل هذه الخطوة، حيث يتوقع نشر القوة الأمنية للحفاظ على الأمن ومنع الاحتكاك تمهيداً لسحب المسلحين من مدارس «الأونروا» الثماني بهدف إبعاد المسلحين عن بعضهم البعض، وترميمها لفتحها أمام 5900 طالب فلسطيني.
وأشارت المصادر إلى أنّ الجهود لم تعطِ حتى الآن النتائج المطلوبة، إذ يدور نقاش حول أهمية تأجيل هذه الخطوة أياماً إضافية من أجل تنفيس الاحتقان وتهيئة الأجواء ومنع الاحتكاك إذا نفّذت قبل أوانها، فيما قال أمين سرّ «فتح» في لبنان فتحي أبو العردات: «لقد أعطينا فرصة لكل الذين نادوا بحل وضغط سياسي لإخراجهم من المخيم، ولكن بعد هذه الفرصة كانوا يرسلون إشارات إيجابية ولكنها لم تعطِ شيئاً، بل عملوا أثناء فترة الهدوء على الدخول الى ثلاث مدارس لوكالة «الأونروا» وتحصنوا داخلها مما زاد الأمور تعقيداً. وأقرّ بأنّ «كل جهود الفصائل وهيئة العمل المشترك والقوى الإسلامية فشلت في إخراجهم من المدارس بعدما اعتمدوا المماطلة والتسويف، لذلك هذه القوة الأمنية المشتركة اليوم، عمرها أكثر من 10 سنوات وواجهت كثيراً من الصعاب في المخيم ونجحت، لأنّها مُشكّلة من كافة الفصائل الفلسطينية وعمادها قوات الأمن الوطني التي تساندها عند الضرورة وفق الاتفاق الذي وقع عند الرئيس بري».
ونفى «تجمّع الشباب المسلم» في بيان «أن يكون منتمياً أو مرتبطاً بأي تنظيم أو جماعة محلية أو عالمية»، وقال: «نحن مجموعات شبابية من مخيم عين الحلوة معروفون بأسمائنا وأسماء آبائنا ومن عائلات المخيم المعروفة وعشائرها المشهورة ليس فينا غريب واحد»، مضيفاً «لسنا إمارة ولا علينا أمير، ولا يوجد هيكلية تنظيمية، نكرّر ليس لدينا أي مشروع أو هدف ضدّ أي جهة داخلية أو خارجية، ولم ولن نرتبط بأي جماعة محلية أو عالمية أو ننفذ أجندات ومشاريع مهما كانت أو من أين أتت».
صيداوياً، عادت الحياة إلى طبيعتها في المدينة وأعلن رئيس مجلس إدارة ومدير عام مستشفى صيدا الحكومي الجامعي الدكتور أحمد الصمدي إعادة فتح المستشفى واستئناف العمل فيه واستقبال المرضى في جميع الأقسام بعد توقّف قسري بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدها مخيم عين الحلوة، آملاً في تثبيت واستمرار الهدوء ليتمكّن مستشفى صيدا الحكومي من متابعة القيام بواجبه تجاه المرضى.
وقرّرت إدارات المدارس والجامعات الخاصة في صيدا التي تقع في محيط المخيم وبعد التشاور مع الفاعليات الصيداوية والأجهزة الأمنية، استقبال طلابها خلال الأسبوع الحالي.