صيدا ترفض تطبيع الشذوذ الجنسي
وقّع المئات من أبناء صيدا عريضة رفضاً لتطبيع الشذوذ الجنسي والمسّ بالمادة 534 من قانون العقوبات اللبناني، وذلك خلال وقفة احتجاجية سلمية نظّمها «فريق فطرتي»، في ساحة الشهداء وسط المدينة، بمشاركة رجال دين وناشطين من جيل الشباب والنساء ومن مختلف الأعمار رفعوا لافتات باللغتين العربية والأجنبية، محذّرين من الوقوع في فخ تدمير العائلة الممنهج تحت شعارات الحرية والاختيار.
إكتسبت الوقفة الاحتجاجية أهمية خاصة، كونها جاءت لتعبر عن قناعة أبنائها بالالتزام بالشرع الحنيف وبالعادات المبنية على الفطرة السلمية، وبعد الشعور المتزايد بالخطر الداهم على جيل الناشئة والشباب أمام الكمّ الهائل من ضخ الرسائل عبر الهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي باختلافها والأفلام وألعاب الأطفال والأغاني من التشجيع على هذا الشذوذ أو القبول به للآخرين.
كذلك جاءت لتعبّر عن موقف المدينة المحافظ في رفض تغيير الفطرة أو المساس بقيم العائلات وتقاليدها ومواد حمايتها، واستكمالاً لحملة أطلقها رجال الدين في المساجد ومن على منابرها للتحذير من خطورة ما يجري الترويج له تحت شعار الحق الإنساني والحرية.
ويقول الشاب الجامعي حسين الزعتري، وقد شارك في الوقفة «لم نفكر يوماً في الظروف الاقتصادية والمعيشية التي تشغلنا أن نقف مثل هذه الوقفة للتصدّي للشذوذ الجنسي الذي يحارب فطرتنا السليمة. ما يجري مخطط له من أجل تدمير العائلة وجعلها بلا معنى».
وقالت الحاجة «أم محمود» نسب وهي توقّع العريضة «الخطر داهم على أولادنا وعلينا أن ندافع عن قيمنا، لقد نزلنا إلى الساحات كرمال حقوق الإنسان ونحمي لبنان».
في أروقة المدينة، لم تتقبّل العائلات الصيداوية المحافظة فكرة المساس بالطبيعة البشرية، ويقول الناشط الاجتماعي محمد البابا «إن الأسرة هي أساس المجتمع وصلاحها وهو أساس صلاحه، أما اليوم فإن ما نواجهه لا نستطيع إلا أن نصفه بالمخطط الشيطاني لنسف الأسرة والعائلة، تارة يتحجّجون بالحرية الشخصية وطوراً باستيعاب حالات مرضية، فهل الحل بجعل كل المجتمع مريضاً إرضاء لعدّة حالات شاذة من الممكن معالجتها».
هي ليست المرة الاولى التي تقف فيها صيدا في وجه كل خطر يداهم أخلاق عائلاتها ويحاول تفكيك الأسر، ولكن اليوم اللافت أن الجهود تتكامل بين رجال الدين والناشطين الاجتماعيين. ويقول الشاب وجيه حنقير: «جئنا نرفع الصوت ضدّ هذه الآفة الخطيرة التي تنخر بالمجتمع، ونرفض إقحام الشذوذ في مختلف نواحي الحياة حتى في الرياضة والعلوم والفنون، ونرفض تعديل المادة 534 لأنها أساس لحماية العائلات».
بينما أوضح الشيخ خالد عارفي «حُكم الشرع الإلهي على مرّ العصور في فاحشة قوم لوط، داعياً إلى ضرورة تضافر الجهود كافةً لكسر حركة التطبيع معها ومنع مس القوانين المجرّمة لها، مشدّداً على أن «حكم الدين واضح ولا لبس فيه أو جدال».
وقالت الناشطة الاجتماعية المهندسة سهاد عفارة إنّ «الخطر الأكبر يتهدّد العائلات المسلمة التي تقيم في الدول الأوروبية وكندا وسواها، لأن أنظمتها تدعم الأولاد من دون العودة إلى قرارهم، معددة حالات كثيرة عما يصيب هؤلاء في بلاد المهجر، مؤكدة أن «حماية أطفالنا من واجبنا ويجب عدم التساهل بها أبداً».
المصدر | محمد دهشة - نداء الوطن
الرابط | http://tinyurl.com/bdd66ma5