صيدا سيتي

عين الحلوة يواجه تحديات سياسية وأمنية كبيرة... ومخاوف من تجدد الاشتباكات

صيداويات (أخبار صيدا والجوار) - الإثنين 14 آب 2023 - [ عدد المشاهدة: 1726 ]
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

وضعت اشتباكات عين الحلوة بين حركة "فتح" و"المجموعات الإسلامية" المتشددة والتي أسفرت عن سقوط 12 قتيلا وأكثر من 65 جريحا، أوزارها على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب"، كل طرف بقي في منطقته دون تقدم أو تراجع، ما يفتح الأبواب مجددا على معادلة "المربعات الأمنية" التي سيطرت على المخيم ردحا طويلا من الزمن بعد الفرز السياسي كل إلى مربعه.

وتؤكد مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، أن عين الحلوة وقواها تواجه تحديات كثيرة أبرزها: الأمنية إذ إن الاشتباكات لم تنتهِ كلياً وفق اتفاق وقف إطلاق النار، وإنما توقفت جولة من جولاتها، فالحياة لم تعد إلى طبيعتها بعد... والدشم والسواتر العازلة للرؤية ما زالت موجودة، والطرقات مقطوعة في منطقتي "الطوارئ"-"البركسات" في الشارع الفوقاني، في مؤشر ميداني على المخاوف من تجدّدها عند أيّ توتير أو إشكال مع ضخّ سيل من الإشاعات "المغرضة" و"المشبوهة".

وتشدد المصادر على ضرورة مواصلة القوى السياسية لجهودها لتحصين الأمن والاستقرار منعا لاهتزازه مجددا، خاصة وأن البعض بدأ يربط بين الهدوء وبين تطبيق باقي بنود اتفاق وقف إطلاق النار ونتائج "لجنة التحقيق" التي شكلتها "هيئة العمل المشترك" الفلسطيني في لبنان، في جريمة اغتيال قائد "قوات الأمن الوطني" الفلسطيني في منطقة صيدا اللواء محمد العرموشي "أبو أشرف" مع عدد من مرافقيه، ومقتل عبد الرحمن فرهود... لجهة كشف الجناة وتسليمهم إلى العدالة اللبنانية.

واللجنة التي جرى تشكيلها من الأطر الثلاثة الرئيسية، هي برئاسة اللواء الفتحاوي معين كعوش ممثلاً حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية"، إضافة إلى قائد "القوة المشتركة" الفلسطينية اللواء محمود العجوري، ممثل "تحالف القوى الفلسطيني" أبو حسن كردية، وممثل "القوى الإسلامية" (عصبة الأنصار والحركة المجاهدة) نصر المقدح، وقد عقدت سلسلة اجتماعات وباشرت عملها.

ووفق المصادر، فإن "اللجنة" تفقدت مكان وقوع جريمة اغتيال العرموشي وراجعت كاميرات المراقبة واستمعت إلى إفادات عدد من الجرحى ومن المرافقين والشخصيات والشهود، ولم تحدد مدة زمنية لإنجاز مهمتها أو تعلن عن مهلة وفق ما يُشاع في المخيم وخارجه، وإنما يتوقع أن ترفع تقريرها النهائي إلى "الهيئة" ليبنى على الشيء مقتضاه.

يُذكر أنّ حركة "فتح" ممثلة بعضو اللجنة المركزية والمشرف على الساحة اللبنانية عزّام الأحمد (الذي زار لبنان عقب الاشتباكات) والسفير الفلسطيني أشرف دبور وأمين سرها في لبنان فتحي أبو العردات، قد تجاوبت مع المطالب السياسية والأمنية اللبنانية الرسمية بالعضّ على جراحها وعدم الإنجرار إلى جولة جديدة من الاشتباكات في المخيم، على خلفية أنّ المرحلة التي يعيشها لبنان لا تتحمل المزيد من التوتير عقب التحذيرات التي أطلقتها بعض السفارات العربية لمواطنيها بتجنب السفر إلى لبنان أو مغادرته.

ويعتبر أحد التحديات سياسيا، إذ ان القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية أمام امتحان جديد لتعزيز التعاون والتنسيق عبر "هيئة العمل المشترك" والحفاظ عليها على اعتبارها تشكل مظلة حماية للمخيمات وأمنها واستقرارها، مقابل كل الإشاعات أو الاتهامات التي تزامنت وأعقبت الاشتباكات وأعطتها أبعادا كبرى لجهة الرغبة بإضعاف حركة "فتح" وفصائل "المنظمة" أو ضرب المرجعية الرسمية، في ظل المساعي لإنهاء الخلافات الداخلية وتحقيق المصالحة الوطنية من تركيا إلى القاهرة.

وتؤكد مصادر فلسطينية عبر "النشرة"، أنه رغم الإشاعات فإن التعاون "الفتحاوي-الحمساوي" كان في أوجه سواء على مستوى القيادة المحلية في منطقة صيدا أو الرئيسية في بيروت أو المركزية لبحث سبل تطويق الاشتباكات وحماية المخيمات كونها رمزاً للقضية الفلسطينية وحق العودة، وقد أجرى رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية اتصالا هاتفيا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس لهذه الغاية.

فيما التحدي الآخر يتمثل في إعادة تمتين العلاقة مع القوى السياسية الصيداوية على خلفية سقوط قذائف ورصاص طائش في المدينة، وقد حاول بعض الإعلام تسليط الأضواء عليها واستغلالها لفصل الاحتضان اللبناني في دعم القضية الفلسطينية وشعبها، غير أن القوى الصيداوية أفشلتها ووحدت موقفها بإطلاق نداء أخوي لوقف الاشتباكات بعدما ساهمت في تهدئة الأطراف عبر لقاءات مختلفة.

ومن التحديات أيضًا، الإغاثية والمالية، إذ ان أبناء المخيم بحاجة إلى بلسمة جراحهم بعدما تبين أن حجم الأضرار جسيمة ويتطلب التعاون بين جميع الجهات المعنية سواء في وكالة "الأونروا" أو القوى والفصائل الفلسطينية، أو الجمعيات والمؤسسات المحلية والدولية من أجل التعويض على المتضررين وإعادة إعمار المنازل وترميمها قبل بدء فصل الشتاء.

ووفق تقديرات "الأونروا" الأولية، فإن أضرار الاشتباكات أسفرت عن دمار ما بين 200 و400 منزل داخل المخيم وفي المناطق المحيطة به وفق ما قالت مديرة وكالة "الأونروا" في لبنان دوروثي كلاوس، مؤكدة أن الوضع لا يزال غير مستقر، بينما احترقت أكثر من خمسين سيارة بالكامل بينهم 30 في موقف "أبو عالول"–موقف المدارس في الشارع الفوقاني وحده. فضلا عن أماكن متفرقة في الطوارئ و"حطين" و"عكبرة" وسواها.

المصدر | خاص النشرة 


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 981496501
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة