الدولار يُربك صيدا... توارى الصرّافون الجوّالون وأقفلت المحطات والسوبرماركت والصيدليات
لم تسلم صيدا من الفوضى التي أحدثها الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار الأميركي ولساعات عدّة، قبل أن يعاود انخفاضه واستقراره ثم ارتفاعه مجدّداً، تاركاً وراءه مشاهد من الإرباك العشوائية، حيث سارعت بعض السوبرماركت والصيدليات وحتى محطات الوقود إلى الإقفال تفادياً للخسائر المالية.
لم يرق المشهد للصيداوي حسين عفارة الذي تفاجأ بإقفال عدد من محطات الوقود، أو ازدحام أخرى بطوابير السيارات التي تنتظر دورها، للوهلة الأولى لم يستوعب الصدمة، قبل أن يدرك أن السبب هو ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي بلا أسباب اقتصادية، وإنما في إطار لعبة تبادل الرسائل السياسية.
ويقول عفارة لـ»نداء الوطن»: «المشهد أعاد ذاكرتي إلى أزمة المحروقات حين كنت أنتظر ساعات لتعبئة خزان الوقود، لقد تهافت الناس على المحطات من أجل تزويد سياراتهم بالبنزين خشية من الإقفال، ولكن للأسف ذهبوا ضحية اللعبة وقاموا بتعبئة سياراتهم على سعر الصرف الأعلى، لقد ربحوا مليارات في غضون ساعات قليلة». مع كل أزمة مالية أو معيشية يدفع المواطنون الثمن مجدّداً، من جيوبهم ومن أعصابهم ويعيشون القلق خشية فقدان احتياجاتهم، ما جرى خلال السنوات الأربع الماضية لقّنهم درساً قاسياً بأن يعتمدوا على أنفسهم، فالدولة غائبة عن الاهتمام بهم وتأمين احتياجاتهم وهم متروكون لمصيرهم.
ما جرى بالون اختبار لما يمكن أن يحصل في الأيام المقبلة مع انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، اللبنانيون يحبسون أنفاسهم ويخشون انفلات الدولار من عقاله، وفق ما يؤكّد بسام مستو لـ»نداء الوطن»، ويقول «إنها مسرحية سياسية يتحكّم بها الزعماء والمافيات».
في ساعات الفوضى القليلة، توارى الصرّافون الجوّالون عن الأنظار من شارع رياض الصلح الرئيسي، لاذوا بأرباحهم المجزية بانتظار اتضاح الرؤية واستقرار سعر الصرف ومعرفة حقيقة ما جرى، وتقول آمنة حبال: «الإرباك سيد الموقف، لم يتجرّأ أي صرّاف على فرط مئة دولار، لقد توقّفت عمليات البيع والشراء حتى إشعار آخر وكلّ يبرّر الأسباب».