صيدا سيتي

تجربة جديدة بدأت بعض المدارس في صيدا تعيشها على مشارف انتهاء العام الدراسي، وتتمثل في كيفية التعامل مع أي طارئ في حال وقوع زلزال أو هزة، انسجاماً مع الاهتمام العالمي الجديد في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وأجزاء من سوريا وخلف عشرات آلاف الضحايا والجرحى.

في التجربة الجديدة، دوَّت صفَّارات الإنذار في المدرسة العُمانيّة النموذجيّة الرسميّة، هرع الطلاب من صفوفهم إلى نقطة أكثر أمناً، وفق خطة أعِدَّت مسبقاً، حيث نفذوا مناورة إخلاء حيَّة تُحاكي وقوع زلزال في المدينة، بهدف معرفة كيفية التصرف في حال الطوارئ وطرد شعور الخوف بهدف النجاة من الموت.

ومناورة الإجلاء، جاءت بعدما تعرّضت المنطقة إلى زلازل قويّة عدة وهزّات أرضية، خلّفت خسائر في الأرواح ودماراً في المباني والطرق كما حصل في تركيا وسوريا، بينما عاش اللبنانيون هذه التجربة بقلق وشعروا بهذه الهزات التي خطفت الأنفاس. فماذا لو حدثت مجدداً هزّة وكانت قوية؟

يوضح رئيس المدرسة الأستاذ حذيفة الملاح ان المناورة التي جرت بإشراف لجنة الكوارث والطوارئ في المدرسة، وبالتنسيق مع الإرشاد الصحي في وزارة التربية والتعليم العالي هدفها كيفية التصرّف في حال حدوث زلزال أو هزّة أرضية قوية، لتجنّب أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية والمادية، مشيراً إلى أن المناورة تخلّلتها مشاهد تحاكي الواقع لجهة قرع جرس الإنذار أو لجهة إخلاء المبنى إلى نقطة تجمع آمنة، وسط استنفار لفرق الإسعاف والإطفاء تحسباً.

الناظرة المسؤولة منى الخطيب أعدت مع لجنة الطوارئ خطة الإخلاء ورسمت مع فريق العمل سيناريو المناورة، بينما المرشدة الصحيّة رمزية حبلي شرحت للتلامذة الإجراءات وأشرفت على تنفيذ ومتابعة خطة الإخلاء. والتزم فريق العمل من النظّار ومعلّمين وعمّال وتلامذة تنفيذ الخطة بدقة وعناية ومن دون أي مشاكل. أكثر من نصف ساعة استغرقت المناورة الحية وسط حماسة الطلاب الذين عاشوا أوقاتا صعبة في معرفة كيفية التعامل مع هكذا حدث في وقت سابق وانتهت بالتصفيق للنجاح في تجنب الشرب من الكأس المرّ والنجاة.

ومن المتوقع، أن تنفذ مدارس أُخرى في المدينة مناورات مماثلة بهدف وضع خطط للتجمع في نقاط آمنة مسبقا في سياق خطة متكاملة، تساعد الطلاب أيضاً في تطبيق قواعد السلامة في منازلهم والمكان الذي يكونون فيه وقت حدوث أي زلزال أو هزة.

ويؤكد أمين سر تجمع المؤسسات الأهلية في منطقة صيدا ماجد حمتو لـ "نداء الوطن"، أن التغير المناخي والزلازل والهزَّات ملفان ساخنان على المستوى العالمي وباتا يحظيان باهتمام كبير، ومن الطبيعي أن ينعكسا على المستوى اللبناني"، مشيراً إلى أنه بعد زلزال تركيا المدمر ازدادت المخاوف على اعتبار أن منطقتنا مُعرَّضة للكثير من الزلازل والهزات القوية، ما يتطلب الحذر ووضع خطط لكيفية التعامل معها".

حمتو أكد، أن تشكيل خلية إدارة الكوارث والطوارئ اللبنانية في وقت سابق كانت تحسباً لمثل هذه المرحلة، وهي تحاكي الملفات المطروحة عالمياً، وقد سبق أن تعاملنا مع أزمة "كورونا" بنجاح وقبلها وبعدها الأزمة الاقتصادية والمعيشية من خلال تخفيف تداعياتها على المواطنين، واليوم مع التغير المناخي والزلازل سنواصل مهمتنا في حملات التوعية ونشر الثقافة، لأنه بعد التفجير في إحدى كسارات منطقة البقاع باتت المخاوف جدية من تحريك الفوالق بفعل البشر وليس من عوامل الطبيعة فقط. 

المصدر | محمد دهشة - نداء الوطن

الرابط | https://tinyurl.com/4d9x3ps6