صيدا سيتي

"حلاوة النُّص" من شعبان: تقليد صيداوي اجتماعي يسبق شهر رمضان

X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

يحافظ الصيداويون في النصف من شعبان الهجري كل عام، على شراء "حلاوة النُّص" أو "الجزرية" وهي حلوى تصنع من "اليقطين" ولا علاقة للجزر بها وإنما الأمر يعود إلى لونها، يتناولوها في منازلهم أو يقدمونه ضيافة أو هدية للأهل كتقليد ينبئ ببدء العد العكسي لموعد حلول شهر رمضان المبارك.
وصناعة حلاوة النُّص اشتهرت بها مدينة صيدا منذ أكثر من ثمانية عقود من الزمن، وقد وصارت "ماركة مسجّلة" باسمها، وقد احترفتها بعض العائلات ومنها السمرة والأرناؤوط تحديداً بعدما توارثها الأبناء عن الأباء والأجداد، إلى جانب حلويات كثيرة مختلفة الأصناف والأنواع.
ويستغرق إعداد هذه الحلاوة أياماً عديدة، اذ تمر بمراحل كثيرة، تبدأ بـ"تقشير" اليقطين بواسطة منشار خاص عبارة عن سكين كبيرة ذي أسنان حادة ومربوط بخشبة للتحكم به، ثم يُقطع ويُبرش، قبل أن تُنقع بالكلس، ثم تُصفى ويُغسل بالمياه الحلوة وتُطبخ في "حلة" نحاسيّة على نار قوية مع القطْر وماء الزهر.
في أحد أحياء صيدا القديمة، ينهمك المعلم خالد أرناؤوط "أبو محمود" (42 عاماً) الذي ورث المهنة الممتعة والمتعبة معاً، مع شقيقه عمر (36 عاماً) بعدما تعلما من والدهم الحاج محمود "أبو مصعب" الملقب "الحنون"، ويقول لـ"نداء الوطن": "هذه الحلوى باتت تصنع على مدار العام خلافاً للسابق، ولكنها تتميز في النصف من شعبان ببعدها الروحي والديني".
ويؤكد ان صناعة هذه الحلاوة تتطلب خبرة وجهداً كبيرين في "تحريك" الطبخة بشكل دائم وقلبها بين الحين والآخر"، مشيراً إلى أن الوعاء المتعارف عليه يتسع عادة بين 30 - 35 كيلو من "اليقطين" تتحول في نهاية المطاف الى ما يقارب 20 - 25 كيلو من "حلاوة النص" أو الجزرية".
أضاف: "مع اقتراب الانتهاء من الطبخة تعطي الجزرية لونها البرتقالي - لون الجزر، ولذلك سميت بهذا الاسم، قبل أن يضاف إليها ماء الزهر ثم تُترك كي تبرد وتباع في اليوم التالي، بعد أن يُضاف إليها نوع من المكسرات وغالباً الجوز أو اللوز كي تعطي نكهة خاصة".
وتباع "حلاوة النص" أو "الجزرية" في المحال بثلاث أنواع "المفرطة" وهي الجزرية العادية، و"المضغوطة" وهي الجزرية الناشفة وتوضع وتضغط في قالب خاص ويضاف إليها السكر الناعم حتى تقسو أكثر و"السوداء" وهي تطبخ مثل العادية لكن يضاف إليها لون الكولا والجوز بكثافة.
ويباع كيلو الجزرية وفق نوعيته والمكسرات المضافة اليه وهي عادة الجوز واللوز، وتختلف اختلافاً متبايناً بين المحل الشعبي والباتيسري "المودرن"، ويبلغ متوسطها هذا العام السادة 400 الف ليرة لبنانية، والمشكل 500 بسبب غلاء موادها من اليقطين إلى السكر والجوز واللوز والغاز وأجرة العمال وسواهم.
ويؤكد الأرناؤوط أن الاقبال على الشراء تراجع كثيراً ارتباطاً بالأزمة المعيشية، ولكن الصيداويين ما زالوا يحافظون على هذا التقليد مهما كان غالياً، واعتمدوا أسلوباً جديداً يقوم على شراء كيلو واحد من اكثر من ذلك، لتبقى حلاوة النص من شعبان لها رمزية خاصة قبيل بدء شهر رمضان.
المصدر | محمد دهشة - نداء الوطن
الرابط | https://tinyurl.com/3hjct74d


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 981189139
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة