صيدا سيتي

المصدر: محمد صالح - موقع جريدة السفير

ربما يعكس المبنى الجديد لـ «الجماعة الاسلامية» في صيدا الوجه الآخر للقيادة الجديدة لـ «الجماعة» في الجنوب.
المبنى الحديث والفخم تم انجازه والانتهاء من تأهيله منذ فترة قريبة في محلة الوسطاني، ويضم مكاتب الهيئات السياسية والتنظيمية لقيادة الحركة في صيدا والجنوب.. ومنه يطل التنظيم على المرحلة المقبلة، ولعل البداية ستكون من الانتخابات التي تشمل الأطر السياسية والتنظيمية كافة.
هذه الانتخابات في صيدا والجنوب لاختيار قيادة «الجماعة» للمرحلة المقبلة، هي محط انظار الخصوم كما الاصدقاء بما ستسفر عنه من معطيات تحدد الدور السياسي الذي قد يقع على عاتق «الجماعة» ان تلعبه صيداويا وجنوبيا وفلسطينيا، انطلاقا من انها ما زالت تشكل حلقة «وسطية» او «تنظيما اسلاميا وسطيا» على الساحة الاسلامية اللبنانية.
وثمة اسئلة من نوع «هل ستأتي الانتخابات باسماء معتدلة ووسطية في مواقفها السياسية العامة، وبنخب شابة طامحة للقيادة وتعد نفسها لتقوم بأدوار اخرى؟ وهل ستحمل الانتخابات جديدا ما على صعيد العلاقات السياسية مع «حزب الله» ام انها ستأتي بتشكيلة قيادية تحافظ على «الستاتيكو» القائم حاليا؟
الا ان «الجماعة الاسلامية»، على لسان مصدر مسؤول فيها، تعتبر انها «باتت او تكاد تكون الحزب اللبناني الوحيد الذي ما زال يمارس الاستحقاق الانتخابي داخل صفوفه من أعلى الهرم المتمثل بالأمين العام وصولاً إلى كل الأقسام الحزبية في المناطق والشعب. ولهذا شكلت هذه الانتخابات كل هذا الاهتمام من قبل الجميع».
وتؤكد الجماعة ان «موقفها السياسي واحد على مستوى لبنان، مع مراعاة الخصوصية المناطقية».
ويتدرج المصدر في رسم الخطوط العريضة لعلاقات «الجماعة» على صعيد صيدا والجنوب، مشيرا الى ان «علاقتنا السياسية مع القوى الصيداوية الأساسية علاقة جيدة، وتربطنا بالرئيس فؤاد السنيورة وبالنائبة بهية الحريري علاقة جيدة قد تكون الأفضل على مستوى لبنان بين الجماعة وتيار المستقبل، وتحديدا حول القضايا الصيداوية.. الا ان هذا لا يعني التوافق الكلي في القضايا السياسية».
ويضيف انه «تربطنا علاقة جيدة بالنائب السابق الدكتور أسامة سعد والتنظيم الشعبي الناصري، بما يعني الحرص المشترك على الأمن والاستقرار في صيدا والمطالب الاجتماعية والحياتية والمعيشية للمواطنين»، الا انه يشير الى ان هذه العلاقة قائمة بمعزل عن التباين السياسي في الكثير من القضايا المطروحة لبنانياً وإقليمياً. وكذلك الحال مع الدكتور عبد الرحمن البزري ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي».
اما جنوبا، فيـؤكد المصــدر «حرص الجماعة على علاقة صيدا مع امتدادها الجنوبي والشرقي».
ويشير الى ان الحال هو كذلك في «العلاقة مع الفصائل الفلسطينية بما يخدم القضية الفلسطينية لجهة التاكيد الدائم على تثبيت الأمن والاستقرار في المخيمات، ومعها ومع الجوار، والسعي لتأمين الحقوق المدنية والسياسية للشعب الفلسطيني في لبنان».