طوني كرم

"إئتلاف الوسط": إتفاق على جذب الأطراف وتضارب في الرؤية!

15 تشرين الأول 2022

02 : 00

جانب من الجلسة الأخيرة (فضل عيتاني)

في إطار توحيد الجهود الراميّة إلى انتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية، تتكثّف الإتصالات واللقاءات بين غالبيّة القوى السياسيّة عشيّة اقتراب موعد تسليم رئيس الجمهورية ميشال عون مقاليد السلطة وإدارة «الفراغ» إلى حكومة تصريف الأعمال، ما يفتح الباب أمام جولة جديدة من الإجتهادات الدستورية كما «الخضات الأمنيّة» التي قد تمهّد أو تفرض دخول أو تقدّم لاعبين أساسيين صامتين، صلب السباق الرئاسي على غيرهم من المرشحين المفترضين الذين يملأون الوقت الضائع.

واذا كانت الجولة الرئاسيّة الأولى قد أعادت جمع ما تبقى من أحزاب قوى 14 آذار سابقاً، حول النائب ميشال معوض، فإن الجولة الثانيّة كرّست قدرة قوى 8 آذار على التعطيل، وسط تلاقي نواب «التكتل الوطني» برئاسة طوني فرنجيّة مع اعتراض واحتجاج «تكتل لبنان القوي» برئاسة جبران باسيل على المشاركة في جلسة 13 تشرين، لتتفرغ التكتلات النيابيّة «الجديدة» لمحاولة توسيع القواسم المشتركة في ما بينها، عبر «إطار وسطي» أو «كتلة وسطيّة»، تشكّل أرضيّة متينة وواضحة لإجتذاب الكتل الأخرى والولوج في عمليّة إصلاح متكاملة بُعيد انتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهوريّة.

وفي هذا الإطار، تنشط الإتصالات بين تكتل «نواب الـ 13» وكتلة «الإعتدال الوطني»، والعديد من النواب المستقلين (من صيدا وجزين وبيروت)، وكذلك النائب نعمة إفرام وزميله جميل عبود، (اللذين لن يكونا بعيدين عن «تكتل الوسط» في حال رسا خيار «الوسط» على تعزيز حظوظ افرام الرئاسيّة)، من أجل التوصّل إلى تفاهم لكيفيّة المشاركة في الجولة الرئاسيّة الثالثة، وسط تضارب في مواقفهم أيضاً، حول ما إذا كان التوقيت ملائماً لتبني مرشحٍ وخوض معركته الرئاسيّة منذ الآن أو التروي أكثر إلى أن تنضج الظروف وتتوسع «قاعدة الوسط» التي سيتم التعبير عنها عبر التصويت برسائل سياسية من بينها «لبنان الجديد»، والتي كان يفترض أن تظهر معالمها خلال جلسة 13 تشرين.

في الغضون، يشير النائب وليد البعريني لـ»نداء الوطن» إلى أنّ الإتصالات لم تثمر حتى الآن بين «الكتل الوسطيّة»، آملاً أن تتكلل المساعي في التوصّل إلى انتخاب رئيسٍ جديد، بعيداً عن الإنقسامات الحادة، مؤكداً عدم نضوج الظروف لطرح مرشح رئاسي خلال الجلسة القادمة، مستبعداً الدخول في لعبة «حرق الأسماء» التي لا تسمح الظروف في إيصالها إلى بعبدا، وسط مطالبة بعض النواب باختيار رئيسٍ والتوجه إلى انتخابه في الجلسة القادمة، مشدداً على أن الإعلان عن تبني أيٍّ من المرشحين يتطلب احتضانه وتكثيف الجهود لتأمين ظروف النجاح له... مستبعداً نضوج الظروف الملائمة اليوم، لحسم الخيار واختيار المرشح الرئاسي المناسب.

بدوره، اعتبر النائب عبد الرحمن البزري، (كتلة نواب صيدا جزين)، أن موقعهم ومواقفهم السياسيّة تدفع بالآخرين إلى الإقتراب منهم من أجل «تكبير المساحة الوسطيّة»، بعد عجز أيٍّ من الإئتلافات النيابيّة الكبيرة عن تأمين الظروف المطلوبة لانتخاب رئيسٍ للجمهورية، مؤكداً وجوب تجنيب لبنان المزيد من الإنقسامات، على أن تكون إعادة بناء الدولة وإصلاحها، الهدف الأساسي والمشترك بين الجميع. وإذ توقف عند مشهديّة وتركيبة المجلس النيابي وتوازناته، لفت إلى أن توسيع المساحة الوسطيّة يفسح في المجال أكثر لجذب الأطراف، إلى مساحة مشتركة في الوسط، على أن تتبلور تلك المساعي في شخصيّة قادرة على التغيير، تملك الرؤية والقدرة على مواكبة التطورات السياسيّة والإقتصادية والإجتماعية القادمة على البلد. ومع ملاقاته النائب البعريني واستبعاده الدخول في «حرق الأسماء»، شدد على ان الأولوية اليوم للمبادرة وتوسيع «الإئتلاف الوسطي»، ليكون قادراً على المبادرة أكثر وبطريقة أقوى في السباق الرئاسي، مؤكداً التوجه إلى أن يضم «الإئتلاف الوسطي» ما بين 25 و 30 نائباً، تجمع بينهم الرغبة في الإصلاح وبناء الدولة، قبل الولوج في اختيار المرشح أو المرشحة المناسب/ة من لائحة المرشحين/ات الضيقة، على ألّا يكون بعيداً عن خياراتهم أحد «اللاعبين الصامتين»، والحاضر أيضاً، من دون الدخول في تأويلات ترشيحه من عدمه، مشدداً بذلك على الإنطباع الجيّد الذي يتمتع به العماد جوزاف عون لدى الجمهور.