إعتصام في عين الحلوة يحمّل الاونروا مسؤولية التقاعس عن رعاية اللاجئين ودفعهم الى الهجرة
لم تنتهِ بعد تداعيات "قارب الموت" الذي غرق قبالة شاطئ طرطوس السوري قبل أسابيع، وعلى متنه لبنانيون وسوريون ولاجئون الفلسطينيون، وقد وحدتهم المعاناة وقرار "الفرار" من "الموت البطيء" – جوعاً، وسعياً وراء حياة كريمة، مع تفاقم الازمة المعيشية والاقتصادية الخانقة التي يرزح تحت وطأتها لبنان منذ نحو ثلاث سنوات من دون أن تلوح في الأفق حلول حقيقية.
وفيما تتواصل فصول المأساة الانسانية بالعثور على جثث الضحايا وآخرها لطفل فلسطينيّ في مخيم نهر البارد شمالا، عبَّر اللاجئون عن غضبهم من صمت وكالة "الاونروا" المعنيّة برعاية شؤونهم وتشغليهم، وهي تقف صامتة بلا حراك ازاء ما يجري، ومن دون أن تطلق حتى الآن خطة طوارئ صحية وإغاثية تساهم في تخفيف ضنك العيش وكلفة الطبابة بعدما تجاوز 80% منهم خط الفقر المدقع.
واحتشد المئات في مخيم عين الحلوة، من الاطفال والنساء أمام مكتب مدير "الاونروا" في الشارع الفوقاني، تحملقوا حول مجسم لقارب كرتوني وقد رفعوا عليه صوراً للضحايا وفيهم عائلات بأكملها، الى جانب لافتات كتب عليها "مفقود"، في دلالة لوجود آخرين ما زال مصيرهم مجهولاً ولم يتم العثور عليهم أحياء او أمواتاً حتى اليوم، الى جانب شعارات "كفى استهتارا بحقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان"، و"من الموت الى الموت"، في اشارة الى حياة الفقر داخل المخيمات التي تشبه الموت إلى ركوب البحر وسط أمواجه المتلاطمة والموت سعياً وراء لقمة العيش وحياة كريمة، ونطالب "الاونروا" بتحمل مسؤولياتها واطلاق خطة طوارئ صحية إغاثية فوراً".
الناشطة السياسية والاجتماعية الفلسطينية ابتسام ابو سالم قالت لـ "نداء الوطن"، إنّ اعتصام اليوم، رسالة إلى المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته كاملة تجاه رعاية اللاجئين لحين العودة إلى فلسطين، وندعوه إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومنها القرار 194 الذي ينصّ على العودة والتعويض المادي"، مشيرةً إلى أنّنا "رفعنا شعاراً وهو: "اللاجئون الفلسطينيون في لبنان بين الموت البطيء والموت السريع "، للتعبير عن رفضنا أن تتحوّل أجسادنا إلى طعوم للأسماك هرباً من الفقر المدقع وحياة البؤس والتشريد".
والاعتصام الذي نظمه قطاع المرأة في الجبهة الديمقراطية"، شارك فيه ممثلون عن اللجان الشعبية الفلسطينية ولجان القواطع والاحياء وعدد من القوى النسوية والشبابية والمجتمعية وبحضور مدير خدمات مخيم عين الحلوة عبد الناصر السعدي وقائد القوة المشتركة الفلسطينية العقيد عبد الهادي الاسدي.
الناشطة النسوية فاطمة ابراهيم، طالبت "الاونروا" باسم "قطاع المرأة" في "الجبهة الديمقراطية"، الخروج من سياسة المماطلة والتسويف"، ودعتها إلى تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين ومتطلباتهم الاغاثية، الصحية، التربوية، الاجتماعية، البيئية والتشغيلية"، مؤكدةً على أهمية توفير التمويل اللازم لوضع خطة طوارئ مستدامة وشاملة لتأمين حياة كريمة لهم من خلال تفعيل برنامج الطوارئ ليشمل جميع اللاجئين الفلسطينيين من دون استثناء وتأمين المساعدات المالية لتتناسب مع الوضع الاقتصادي الصعب وزيادة حالات العسر الشديد وشمول كل الاسر التي تعيلها نساء وتفعيل برنامج شبكة الامان الاجتماعي ورفع نسبة الاستشفاء الى مئة بالمئة.
وهدّد أمين سر "اللجان الشعبية" في منطقة صيدا، الدكتور عبد الرحمن ابو صلاح، بتصعيد التحركات الشعبية الاحتجاجية للضغط على "الاونروا" بتحقيق المطالب العادلة وخصوصاً في ظل تفاقم الازمة المعيشية في لبنان"، قائلاً: "إننا نرفض رفضاً قاطعاً سياسة الصمت المطبق والقاتل الذي تنتهجه إدارة "الأونروا" وتهرّبها من تحمُّل مسؤولياتها كافة"، مؤكداً "أنّ اللاجئ الفلسطيني لا يتحمل مواقف وتبريرات الاونروا التي لا تقدّم أي حلول تطمئنه وتضمن حقوقه".
المصدر | محمد دهشة - نداء الوطن
الرابط | https://tinyurl.com/2p9e6p8s