كامل كزبر: دور الأسرة والمدرسة في تحسين التحصيل الدراسي للأبناء
بقلم : كامل عبد الكريم كزبر
مع إنطلاق العام الدراسي الجديد نتوجه بالتحية الى زملائنا المعلمين والى أبنائنا الطلاب وأسرهم سائلين الله ان يجعله عاما دراسيا مثمرا مكللا بالنجاح والتوفيق.
الاسرة هي الحضن وهي المؤسسة التربوية الأولى المسؤولة عن تربية وإعداد الابناء ، ثم يأتي دور المدرسة لتشاركها في صقل شخصيات الابناء وتعليمهم التعليم الصحيح والمنهج الاجتماعي القويم.
فمعظم الاهالي يحرصون على نجاح أولادهم وحصولهم على الشهادات العالية ومن بين هؤلاء من يعتمد على تكوين علاقات اجتماعية بينهم وبين المدرسين في إطار التواصل الفعال بين الاسرة والمدرسة والتي غالبا ما يكون مبدؤها تبادل الافكار حول سبل رفع جودة التحصيل وكيفية معالجة مشاكل اولادهم الدراسية ضمن الضوابط والاصول وهذا ما يعتبر من صميم العملية التعليمية لا سيما في زماننا هذا.
كما أن المدرسة تسعى الى القيام بدورها التربوي والتعليمي لأنها الوعاء الذي يحتضن أبناءنا منذ نعومة أظفارهم لارشادهم وتعليمهم ، وكلما كانت المدرسة مرنة وفعالة في بناء علاقات إيجابية مع الاسرة كلما انعكس ذلك على جودة تحصيل الابناء.
وتعتبر الشراكة بين الاسرة والمدرسة من أهم عوامل التميز عند التلميذ ، فالواقع الجديد للتعليم يؤكد الحاجة الى إقامة شراكة حقيقية يكون فيها التلاميذ والمعلمون والاسرة في علاقة تبادلية.
كما تؤكد الدراسات أن التدخل الأسري في العملية التعليمة من أهم العوامل التي تؤثر على مستوى التحصيل الدراسي وأن تدخل الأسرة يعمل على تحسين تقدير الطلبة لذاتهم وتقديرهم لأهمية التعلم ويعزز الأداء المعرفي ويقلل عملية التغيب ويزيد من تفاعل الأبناء وحرصهم على الفهم والتفوق.
وهنا أنصح بعدم تدخل الأسرة كثيراً في دراسة الأبناء في المنزل سوى في مساعدتهم على وضع برنامجهم الدراسي في المنزل، أما حل الواجبات و المذاكرة فالواجب تعليم الابن التعلم الذاتي و عدم التدخل إلا وقت الحاجة الضرورية، والتدخل الأسري الإيجابي في عملية التعلم يختلف باختلاف المستوى التعليمي للوالدين ومدى تفرغهما.
ومن المهم متابعة المدرسة وتحديد نقاط الضعف والقوة والحوار مع المدرسة حول كيفية تقوية نقاط الضعف وزيادة نقاط القوة بالتعاون مع الأسرة والمعلمين، ومراقبة النتائج أولاً بأول، والتعزيز الإيجابي عند حصول الأبناء على درجات جيدة والحوار مع الأبناء عند الحصول على درجات متدنية للاستفسار حول الصعوبات التي واجهتهم ومحاولة معالجة الصعوبات بالتعاون مع المدرسة، وكلما كان السعي في معالجة المشاكل الدراسية باكرا كلما كانت النتائج أفضل ، كما يجب مساعدة الأبناء على التخطيط السليم لأوقاتهم، وكيفية تقليل أوقات التعرض للشاشات الرقمية والألعاب والهواتف الذكية، وتهيئة بيئة منزلية مشجعة على المذاكرة.
وبدورها يجب على المدرسة وضع برنامج للتواصل الفعال مع الاهل و تأمين البيئة المدرسية الصحية والايجابية للتلميذ وإشعاره بالامان التعليمي بحيث يكون قادرا على طرح مشاكله دون خوف او حرج والاهم من ذلك كله وجود اشراف تربوي يعمل على متابعة المعلمين ويشرف ويراقب سير العملية التعليمية من كل جوانبها.
كامل كزبر: دور الأسرة والمدرسة في تحسين التحصيل الدراسي للأبناءhttps://t.co/OB3I731Ggc pic.twitter.com/A7sKAkHO6U
— Saidacity.net (@Saidacity1) October 3, 2022