هيثم زعيتر: المُحامي مصطفى صالح.. التزام بالقضايا الوطنية والقومية
يطوي الأُستاذ مصطفى أحمد صالح "أبو هاني" 91 عاماً من عُمره، مُنذ أن أبصرَ النور في العام 1931، في حارة صيدا.
كُل مَنْ عرفَ الأُستاذ مصطفى صالح، يتحدّث عن شخصية تمتاز بدماثة الخُلق والمصداقية، والتفاني من أجل القضايا الوطنية القومية.
كذلك، حُب الخير ومُساعدة المُحتاجين، ونُصرة المظلومين، لذلك كان اختياره التدريس بدايةً في "تكميلية صيدا الرسمية"، قبل دراسة الحُقوق ليتخرّج مُحامياً من الجامعة اللبنانية في العام 1962.
كنتُ أسمعُ مُنذ صغري من والدي المُحامي سليم زعيتر، عن رفاق نضال وإياهم في "حركة القوميين العرب"، وبينهم أبرز 3 قياديين من الحركة في حارة صيدا: المُحامي مصطفى صالح (رحمه الله) وأطال بعمر فؤاد الزين والمُختار حسين الزين، ودورهم في تعبئة الشباب، نُصرةً لعدالة القضية الفلسطينية، وكيف كانت تُعقد اللقاءات في منزل الوالد في مُخيم عين الحلوة أو في خيمة "ديوان الأمير" حسين علي (عم صلاح صلاح)، أو في منزل عبد الكريم حمد "أبو عدنان" في صيدا، ومن ثم في مقر "نادي الجهاد"، الذي كان يلتقي فيه: محسن إبراهيم، الدكتور جورج حبش، الدكتور وديع حداد، أحمد اليماني "أبو ماهر"، شوقي الأسعد، سليم أبو سالم، الدكتور غسان حمود، فيصل العابد، المُهندس أمين حمود، مهى لطفي ونازك الأسعد، الذين شكّلوا النُواة الأولى لـ"حركة القوميين العرب"، التي انضم إليهم (الرئيس) رفيق الحريري، عدنان الزيباوي، وآخرون.
كما كانت تُعقد اللقاءات ليلاً في محل "حلويات كنعان"، الذي افتُتح عند ساحة النجمة في صيدا.
حدّثني المُربي فؤاد الزين - أطال الله بعمره - عن أنه والأُستاذ مصطفى صالح والمُختار حسين الزين، كانوا يلتقون في صيدا أو مُخيم عين الحلوة أو في حارة صيدا مع مسؤولي "حركة القوميين العرب".
وأن الأُستاذ مصطفى، خلال توليه التدريس، انتسب إلى كُلية الحقوق في الجامعة اللبنانية، التي تخرّج منها مُحامياً في العام 1962، وتدرّج بمكتب المُحامي عبدالله البيضاوي، قبل أن يفتتح مكتباً خاصاً للمُحاماة.
دعمت "حركة القوميين العرب" ترشيح مصطفى صالح لرئاسة بلدية حارة صيدا، بعد استحداثها في العام 1963، ففاز على رأس اللائحة، كما فاز أيضاً بمنصب المُختار حسين الزين.
شهدت حارة صيدا أولى اللُبُنات لتطويرها ونقلها من بلدة إلى مدينة نموذجية، تحتضن اليوم أبناء صيدا واللاجئين الفلسطينيين وكُثُراً من أبناء الجنوب والشوف والبقاع.
بعد اندلاع الحرب الأهلية في العام 1975، وتعطُل الحياة القضائية في لبنان، والتزاماً من الأُستاذ مصطفى صالح بقناعاته بعدم الاستمرار بمسؤولية لا يُمكنه مُزاولتها، قدّم استقالته من رئاسة بلدية حارة صيدا في العام 1977، وغادر للعمل في إفريقيا.
كل مَنْ عرف الأُستاذ مصطفى صالح، يشهدُ لهُ حرصه على التواصُل والمُبادرة إلى القيام بالواجبات، وحُب مُساعدة الآخرين، والاستقامة، والرأي السديد بصراحةٍ ووضوح، فلا لون رمادي بالنسبة له، بل أبيض أو أسود!
رَحِمَ الله المُحامي مصطفى صالح، وتغمّده بواسع رحمتهِ، وأسكنهُ فسيحَ جنّاته، وألهمَ أًسرتهُ وعائلتهُ وأهلهُ ومُحبيه وأبناء بلدته حارة صيدا الصبرَ والسلوان.
المصدر | بقلم هيثم زعيتر
هيثم زعيتر: المُحامي مصطفى صالح.. التزام بالقضايا الوطنية والقوميةhttps://t.co/vjRwrBDQC3 pic.twitter.com/MxxkkjmXAF
— Saidacity.net (@Saidacity1) September 9, 2022