صيدا | وقائع ونص البيان الختامي لمؤتمر إطلاق حملة مش طبيعي: "الشذوذ طبيعي أم انحراف؟"
أقيم مساء الخميس في ١٨-٨-٢٠٢٢ مؤتمرُ بعنوان: "الشذوذ طبيعي أم انحراف؟!" وذلك في القاعة الرئيسة لبلدية صيدا بحضور مختلفِ شرائحِ المجتمعِ اللبنانيِّ الوطنيةِ والدينيةِ والسياسيةِ والطبيةِ والنفسيةِ والقضائية والتربويةِ والمدنية والشعبيةِ، حيث كان أبرز المتحدثين المفتي الدكتور مدرار حبال، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد طالب، المطران الدكتور إيلي حداد، القاضي حمزة شرف الدين، الدكتور سعيد شعبان، والمعالجة النفسية هدى قدورة
حيث تناول المؤتمرون موضوع الشذوذ الجنسي من النواحي الطبية والنفسية والقانونية والدينية. وأكدوا على كون هذا السلوك انحرافاً عن الإطار الطبيعي للعلاقات البشرية الفطرية بل ويشكّل اختلالاً على المستويات الأخلاقية والقيمية التي جاءت الشرائعُ السماوية بحفظها، وكفِلَتها النصوصُ الدستوريةُ والقانونيةُ، وكمَّلتها الدراساتُ العلميةُ؛ وذلك انطلاقاً من الثوابت الفطرية والدينية والقانونية والطبية والنفسية والتربوية والتاريخية.
وقد جاءت توصيات المؤتمر شاملة جميع الشرائح المعنية؛ للنخب والآباء والأمهات والقطاع التربوي والجسم الإعلامي وكذلك للنواب والسياسيين أن يكون كلٌّ على قدر مسؤوليتة الوطنية والاجتماعية الملقاة عليه في حراسة الفضيلة والمحافظة على مكارم الأخلاق وخاصة في مواجهة التطبيع مع الشذوذ الجنسي، فهو سلوك منحرف يمكن علاجه.
ثم خُتِم المؤتمر بتلاوة مختصر عن البيان الختامي وإطلاق حملة "مش طبيعي"
التي تهدف إلى توعية المجتمع بمخاطر آفة الشذوذ وكونها إنحرافاً سلوكیاً یحتاج للعلاج والمتابعة. وتوحید جھود المهتمین والداعمین لمواجھة ھذه الآفة. ومد جسور الحوار المبني على الخطاب العقلي والعلمي المبرھن. وإعداد كوادر شبابیة للتطوع في میدان التوعیة في ھذا الملف. وتفعيل دورهم للقیام بواجب التوعیة في جمیع الفرص المتاحة.
نص البيان الختامي لمؤتمر إطلاق حملة مش طبيعي:
"الشذوذ طبيعي أم انحراف؟"
نحن المشاركون في مؤتمرِ: "الشذوذ طبيعي أم انحراف؟!" ممثلو مختلف شرائح المجتمع اللبناني الوطنية والدينية والسياسية والطبية والنفسية والقضائية والتربوية والمدنية والشعبية:
اجتمعنا في القاعة العامة لبلدية صيدا، بتاريخ 18 آب 2022 وبحضور الشخصيات التالية:
• مفتي صور ومنطقتها الدكتور مدرار حبال
• المفتي الشيخ أحمد طالب
• المطران إيلي حداد
• القاضي حمزة شرف الدين
• الدكتور سعيد شعبان
• المعالجة النفسية هدى قدورة
وكان اجتماعُنا بهدف المحافظةِ على بديهيات الفطرة الإنسانية السليمة وتنوير الجمهور بالهجمة المشبوهة على القيم الصالحة والأخلاق النبيلة والسلوك البشري الراشد والتنشئة المتوازنة للجيل الجديد الواعد.
وإذ تتمثلُ الوسيلةُ الوحيدةُ للوصول إلى هذا الهدف بالمحافظة على المسلَّمات الأخلاقية والقيمية التي جاءت بها الشرائع السماوية، وكفِلتها النصوصُ الدستوريةُ والقانونيةُ، وكمّلتها الدراسات العلمية؛ فإننا نؤكد على الثوابت التالية:
أولاً: الثابت الديني:
تكريم الدين وجميع الكتب السماوية للإنسان، بجَعل الخالقِ صورةَ الإنسان في أحسن تقويم، وجعلَ نِظام الناس مبنياً على الِازْدِواجِ من ذكر وأنثى ابتداءً من آدم وحواء، وجعل التزاوج بينهما جبلةَ فطرية، وجعل كَيْنُونَة العائِلَة منهما أساساً للتَّناسُلِ، وهو نِظامٌ فطري لا يَشِذُّ عَنْهُ إلّا الشُّذّاذُ، ومن هنا جاء التحريم لخيار الانحراف عن الفطرة السليمة، لما فيه من إجرام بحق الانسان وإفناء للجنس البشري.
ثانياً: الثابت الطبي:
أثبتت المصادر الطبية بشكل نهائي أن هيئة الإنسان ووظائف أعضائه وترتيب جيناته مكونة بإبداع عظيم ومنتظمة بشكل فائق الدقة، ونفت بشكل قطعي رصد أي كود جيني (Genetic code) معين مسؤول عن الشذوذ الجنسي، وبيّنت أن التغيير في طبيعة أو وظيفة أي عضو في الجسم الانساني يعني الاعتلال المرضي، وأن الاستخدام الخاطئ لأعضاء غير مهيئة لذلك كالسلوك الجنسي الشاذ يُحدث الأمراض، وأكدت أن الميل الجنسي المثلي يرجع لعوامل اجتماعية وبيئية، وأشار الكثير من الأطباء إلى دور الإعلام الليبرالي في إجراء عملية غسيل مخ للجمهور لتعزيز بروباغاندا الوجود الطبيعي للمثليين، بل أثبتت الأبحاثُ العلميةُ الحديثة عن تسبُّبَ ممارسات الشواذ بأمراضٍ خطيرة كالإيدز، وليس آخرَها جدري القرود الذي يشكل قلقاً عالمياً حيالَ الشاذين.
ثالثاً: الثابت النفسي:
رصدت الأبحاث النفسية والاستقراءات الميدانية الإكلينيكية معاناة نِسَب كبيرة من أصحاب سلوك الانحراف الجنسي من تلازم الاكتئاب والاضطرابات النفسية والمزاجية وعدم تقبّل الذات و تفشي الإدمان وقد تؤثر على الوظائف العقلية. وأن هذا السلوك المنحرف يُمكِن معالجتُه.
رابعاً: الثابت القانوني:
التأكيد على تجريم القانون اللبناني للشذوذ الجنسي، بصراحة نص المادة "534 عقوبات" التي تصل عقوبتها الى السنة حبسًا، وممكن أن تصل إلى الأشغال الشاقة في حالة الفعل المنافي للحشمة مع قاصر وإن اجتهاد المحاكم الجزائية اللبنانية ثابت في هذا الخصوص.
خامساً: الثابت التربوي:
الإنسان كائن اجتماعي يولد مفطورًا على حب قيم الخير ونبذ مساوئ الأخلاق والنفور من صفات الشذوذ، ومن حقه طفلا وشابًا وعجوزًا أن يتلقى التعليم وأن ينعم ببيئة آمنة، وأن يعيش حياة متوازنة ضمن مجتمع سويّ، وتحت حكومة عادلة، تخضع تشريعاتها للحق والحكمة والرشد، فلا يكون سلعة للشركات الكبرى الجشعة التي تتلاعب بالأبحاث العلمية وتتحكم بالقوانين، ولا أن يكون تلميذًا لبروباغندا الإعلام المضلِل الذي ينصب نفسه قاضيًا ومشرعًا ومعلمًا، ولا حقل تجارب لمروجي الشذوذ والمخدرات وأدوية الهرمونات الجنسية.
سادساً: الثابت الفطري:
الإنسان يولد مع صفاتٍ ومعارفَ وخصائصَ بديهيةٍ غيرِ مكتسبة، والتي تتطور مع الخبرة المكتسبة تراكمياً.
فالعقل البشري لا يولد كصفحة فارغة بل يولد حاملاً معه أساس المعرفة الفطرية والبديهية، مثل حاجة الإنسان للطعام ، والرغبة في التفكر والبحث وحب الاطلاع، والميل الطبيعي للأمور الأخلاقية والقيم الصالحة، ومن أهم هذه الميول الفطرية ميل الذكور للإناث وميل الإناث للذكور. والانحرافُ عن هذه الميول السوية يستوجب العلاج النفسي، كعلاج من يحب السرقة والقتل وعلاج من يدمن على القمار .
توصيات المؤتمر :
وانطلاقاً من هذه الثوابت، وتحمّلاً للمسؤولية الوطنية والاجتماعية والقانونية والدينية الملقاة على عاتقنا؛ نوصي بما يلي::
▪ أولاً:
دعوة النخب لبذل مجهود أكبر.
نُثَمّن استنفار النُخَب والمثقفين/ات ممثلي مختلف فئات المجتمع لحراسة الفضيلة في مواجهة آفة الشذوذ الجنسي وأدواتها، وندعوهم لمواصلة بذل مجهود أكبر لحماية الطفولة والمرأة والشباب من التضليل النفسي والفكري، والسقوط في براثن مروجي المخدرات والانجذاب لرفاق السوء تحت ضغوط البطالة والفقر ولحظة يأس عابرة.
▪ ثانيا:
انشغال الآباء والأمهات واستسهال تعلق الأولاد بالهواتف يخطف الأطفال من أحضانهم.
ندعو الآباء والأمهات إلى بذل جهد أكبر وقضاء وقت ترفيهي وتربوي أطول مع أطفالهم، وليعلموا أن في الأجهزة وبرامجها من يسرق وعيهم ووعي أطفالهم ويشوه أمانيهم وأحلامهم ومستقبلهم، ويسقطهم في أوحال الشذوذ والمخدرات فيجب عدم الاستهانة بذلك بعد اليوم، كما ينبغي على الأبوين تكوين علاقة طيبة بينهما فإن عدمَ الانسجامِ والخلافَ أو التصرفات غير السليمة بين الأبوين في البيت تنعكس على سلوك الأطفال والأبناء فالأب الذي لا يحترم الأم أو الأم التي لا تحترم الأب أو ما يحصل بينهما من مشاجرة أو حالة من السخط وعدم الرضا أو جو الكآبة والكراهية كل ذلك ينعكس سلبا على الأبناء ويؤثر تأثيرا مخربا في سلوكهم وأخلاقهم وحالاتهم النفسية كما أن علاقة الأبوين بالأبناء وأسلوب التعامل معهم يترك أثره الحسن أو السيئ في نفوسهم وعلاقتهم المستقبلية بالأبوين وعلاقتهم بالمجتمع.
▪ ثالثاً:
المربون صانعو الأجيال و صائغو العقول.
نلفت عناية العاملين/ت في الحقل التربوي المنهجي واللامنهجي إلى إيلاء هذه القضية مساحات أكبر في التوجيه والحوار المبرهَن، وتبصير المتعلمين/ ات بمكامن الخطورة في الفكر الوافد الذي يهدف إلى هدم الحصون من الداخل. فالأجيال أمانة بين أيديكم.
▪ رابعاً:
مناشدةٌ للإعلاميين/ات لوقفة حق أمام الرأي العام.
نؤَكِّد على دور الإعلام سواء المرئي أو المسموع أو المكتوب وروّاد التواصل الاجتماعي في التأثير على الرأي العام بل على صناعة العقل الجمعي، وهذا يفرض عليهم تحمّل مسؤولياتهم الرسالية في تحسين الحق وتقبيح الباطل ونبذ التفاهة دون الرضوخ لأي ضغوط من الجهات المُعلنة أو المانحة.
▪ خامساً:
واجب النواب تجاه الأسرة والمجتمع
نهيب بنواب الأمة اللبنانية أن يتحملوا مسؤولياتهم أمام من يمثلونهم من شباب وصبايا وأطفال هم جيل الغد، من خلال صيانة التشريعات التي تحافظ على فطرتهم وبراءتهم ونقائهم من التلوث بالتوجهات المشبوهة والتي تهدف إلى ضرب المجتمع بعضه ببعض وإسقاطه في وأوحال الشبهات والشهوات والغرائز المنحرفة ليكون عرضة للاستعمار من جديد.
■ وأخيراً وليس آخراً:
أعلنّا باسم وصِفَة الحاضرين /ات الكرام عن إطلاق حملة "مش طبيعي":
التي تهدف إلى:
- توعية المجتمع بمخاطر آفة الشذوذ وكونها إنحرافاً سلوكیاً يحتاج للعلاج والمتابعة.
- توحید جھود المهتمین والداعمین لمواجھة ھذه الآفة.
- مد جسور الحوار المبني على الخطاب العقلي والعلمي المبرھن.
- إعداد كوادر شبابية للتطوع في میدان التوعیة في ھذا الملف.
- تفعيل دور الكوادر المؤھلة للقيام بدور التوعية في جميع الفرص المتاحة.
▪ انتهى البيان الختامي للمؤتمر.
سيوزّع على الوكالة الوطنية للإعلام والصحافة وينشر على منصات التواصل الاجتماعي التابعة للحملة.
صيدا - الخميس في ١٨-٨-٢٠٢٢