الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

"وصّلني ع طريقك ببلاش"... مبادرة لافتة في صيدا تزامناً مع ارتفاع أسعار المحروقات

المصدر: "النهار"
"وصّلني ع طريقك ببلاش".
"وصّلني ع طريقك ببلاش".
A+ A-
أحمد منتش- صيدا
 
بعد تفاقم واستفحال الأزمات الاقتصادية والحياتية لدى غالبية اللبنانيين، وارتفاع أسعار المواد والسلع الاستهلاكية وفقدانها أحياناً، إضافة الى ارتفاع سعر الدولار بشكل جنونيّ على حساب العملة الوطنية، انتشرت في مدينة صيدا وخصوصاً في أحيائها القديمة، ظاهرة شراء واستخدام المركبات الصغيرة التي تتحرّك على ثلاث عجلات والتي تُعرف بـ"التوك توك"، كوسيلة للتنقّل وللعيش الكريم، ويستخدمها أصحابها في وظائف مختلفة ومتنوّعة، وخصوصاً في نقل البضائع والخضر والفاكهة الى داخل أحياء وأزقّة المدينة القديمة التي لا تستطيع حتّى السيارات الصغيرة ولوجها، إضافة الى تحميلها العديد من السلع والمواد الغذائية والخضار لبيعها من خلال تثبيتها على جوانب الطرق والساحات العامة، أو التجوّل فيها داخل الأحياء السكنية.
 
"وصّلني عَ طريقك ببلاش"
وحده الناشط في حراك صيدا وفي ائتلاف 17 تشرين وائل قصب، قام بشراء هذه المركبة لسببين أو لهدفين في نفسه، الأوّل أن تكون بديلاً عن سيّارته في تنقّلاته يوميّاً من مكان سكنه في الهلالية شرق صيدا، الى مكان عمله في محلّه في شارع رياض الصلح وسط المدينة، وأيضاً في إيصال أولاده الى مدرستهم واعادتهم منها، والسبب الثاني مساعدة الناس الذين يجدهم على الطرق العامّة خلال تنقّلاته ينتظرون سيارة أجرة لنقلهم معه "ببلاش"، أي من دون أيّ قرش واحد، ومن أجل ذلك كتب على مقدّمة مركبته التي تتّسع لراكبين أو ثلاثة إذا تطلب الأمر في المقعد الخلفيّ، بالإضافة الى السائق الذي يجلس في المقعد الأمامي عبارة: "وصلني عَ طريقك ببلاش".
 
 
فكرة اقتناء هذه المركبة الصغيرة كما قال قصب لـ"النهار"، "راودتني خلال أزمة المحروقات وارتفاع أسعارها بشكل جنونيّ، ومشاهدتي كلّ يوم طوابير الذلّ امام محطّات الوقود، وبعد ذلك قمت بشرائها وسعرها مقبول ومصروفها أكثر من جيّد، كلّ 20 ليتراً بنزيناً تكفي للتنقّل بها الى نحو 600 كلم، وهذا الأمر خفّف عنّي أعباء مادية كبيرة كنت أصرفها خلال تنقّلاتي اليومية في سيارتي، ولم أعد أخشى الوقوف في طوابير الذلّ في حال تجدّد أيّ أزمة في المحروقات، أمّا مساعدتي لأيّ شخص أجده واقفاً على الطريق فأنقله معي، وهذا يُشعرني بالفرح والسعادة"، وأوضح قصب "في بداية الأمر كنت عندما أوقف المركبة قرب أيّ شخص أجده واقفاً على الطريق، وأطلب منه الصعود معي إذا كانت طريقه على طريقي، أشعر بالارتباك والخجل أحياناً، ومع الوقت أصبحت أصرّ عليهم، وكنت أجد الفرحة والابتسامة على وجه أيّ شخص يجلس في مركبتي "ببلاش"، سيّما وأنّ أجرة نقل أيّ راكب بين صيدا وضواحيها ارتفعت من ألفي ليرة الى عشرين أو ثلاثين ألف ليرة لبنانيّة.
 
وأمل قصب أن تتوسّع فكرته بين الناس، لكونه يرى أنّ مساعدتنا لبعضنا بعضاً يفترض أن تحصل بأيّ طريقة وفي كلّ وقت.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم