قصة إبريق الزيت لا تنتهي في ميناء صيّادي السمك في صيدا، مجاري الصرف الصحي المُدارة إلى حوض الميناء تفتك بالأسماك الصغيرة المعشّشة في القعر فتطفو نافقةً على سطح المياه.
كلّ مناشدات الصيادين لبلدية صيدا لرفع السمك النافق لم تلقَ آذاناً صاغية، رهانهم الوحيد على تبدّل اتجاه الريح من شرقية إلى غربية فتسحب معها السمك النافق إلى عمق البحر.

أمين سرّ نقابة صيّادي الأسماك في صيدا، محمد السمرة، قال إلى «الأخبار» إنّ الكارثة حلّت بنفوق كميات كبيرة من الأسماك بسبب المجرور المحوّل إلى الميناء مع ما تحمله من مواد كيماوية وسموم، تتأثّر بها الأسماك الصغيرة، وأوضح أنّ البلدية، ولتوفير المازوت، تطفئ محطة ضخّ المجاري باتجاه محطة التكرير وتحوّلها إلى ميناء الصيد فتسمّم الأسماك.

(علي حشيشو)()

صيادٌ آخر شكا إلى «الأخبار» من آثار مجاري الصرف الصحي على مراكب الصيد حيث تدخل المجاري إلى داخل محرّكاتها فتخرب، كما أنّها تضرّ بأجسام المراكب الخشبية.

نفوق السمك، عدا عن ضرره على الثروة السمكية، فهو يبعث برائحة كريهة لا خلاص منها إلا بهبوب الرياح الغربية.