صيدا سيتي

السنيورة تجاوز مرحلة تشكيل لوائحه بجرعة دعم سعوديّة لكن الحسابات الإنتخابيّة لا تحقق طموحه للحلول مكان الحريري

صيداويات (أخبار صيدا والجوار) - الأربعاء 06 نيسان 2022
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

دخل الاستحقاق الانتخابي المرحلة النهائية قبل التوجه الى صناديق الاقتراع بعد اكتمال اللوائح المتنافسة في 15 دائرة انتخابية على امتداد البلاد.

واذا كانت الحسابات الانتخابية معقدة في ضوء التطورات والمتغيرات التي سجلت في السنوات الثلاث الاخيرة بعد انتفاضة او ثورة 17 تشرين الأول، فان خروج الرئيس سعد الحريري وتياره من حلبة الصراع والمنافسة، ساهم مساهمة رئيسية في خلط الاوراق على الساحة الانتخابية عموما، وفي الدوائر ذات الغالبية السنيّة خصوصا.

وقبل اقل من شهر ونصف عن موعد الانتخابات تطرح اسئلة عديدة حول نسبة الاقتراع المتوقعة للناخبين السنّة، ومن هو الطرف الذي يسعى الى وراثة «الحريرية السياسية» في لبنان.حتى الآن تؤكد الاستطلاعات والقراءات العامة ان نسبة المشاركة السنيّة في الانتخابات ستتراجع عن تلك التي سجلت في العام 2018، مع العلم انها لم تكن مرتفعة في تلك الانتخابات، لا سيما في العاصمة بيروت.

ومما لا شك فيه، ان هناك عوامل عديدة تؤشر الى ان نسبة المقترعين بصورة عامة في لبنان لن تتجاوز النسبة التي سجلت في الانتخابات السابقة لعل أبرزها:

- الوضع المعيشي المتردي في البلاد، وبروز مشكلة النقل كعامل جدي تساهم في تخفيض الاقبال على صناديق الاقتراع، رغم توقع زيادة «المخصصات المالية» للقوى والاحزاب والتيارات على أنواعها لهذا الأمر. كما ان المال الانتخابي الذي يلعب دوره في العملية الانتخابية، يساهم ايضاً في زيادة او خفض نسبة الاقتراع، الأمر الذي يعزز الاعتقاد ان القوى المتنافسة تعوّل على تأمين هذا العنصر الاساسي للتعويض او لتحفيز الناخبين على التصويت لها.

ورغم الدعم الذي تتلقاه او يتوافر لمعظم هذه القوى، فان المشكلة النقدية والوضع المالي بشكل عام، قد يسبب بارباك لدى هذه القوى في توفير السيولة المالية اللازمة، مع العلم ان هناك اعتقاد بأن السوق المالية ستشهد حركة ناشطة لصرف العملة وتحويلها من الدولار الى الليرة اللبنانية، لان بعض هذه القوى والجماعات يفضل الدفع بالليرة لتغطية وكسب اكبر عدد من المقترعين لصالحه.

- هناك معطى اساسي قد يلعب دورا سلبيا، ويزيد من نسبة الممتنعين عن التصويت، وهو تشرذم القوى والجماعات التي تخوض معركة التغيير في وجه القوى السياسية النافذة في البلاد.

- هناك استثناءات في بعض الدوائر التي تشهد تحشيدا قويا لهذه القوى والمجموعات التي تتفاءل بتسجيل نتائج وخروقات جدية في وجه اللوائح المنافسة.

وفي المشهد السنّي، تتفاوت نسبة الخروقات لقرار الحريري العازف عن المشاركة في الانتخابات، غير ان التطورات الاخيرة كشفت عن ان السعودية، التي تملك نفوذا قويا في الساحة السنيّة اللبنانية، تدعم حركة الرئيس فؤاد السنيورة وتحالفه مع «القوات اللبنانية» اكثر من القوى والشخصيات السنيّة الاخرى.

وتقول مصادر سياسية، ان هذا الدعم «عن بُعد» يتجلى بتطورات عديدة سجلت مؤخراً، لعلّ ابرزها تمكن السنيورة من رعاية وتشكيل لوائح في بيروت، وعكار، وصيدا، وتسهيل وتحسين ظروف لائحة «القوات» في زحلة، بعد تشجيع وتبنّي احد «المتمردين» من المرشحين السنّة على قرار «المستقبل»، كما ان اللائحة التي يقودها «المتمرد» الاول على الحريري مصطفى علوش في طرابلس، تعتبر او تصب في فلك ومحور حركة السنيورة في مرحلة ما بعد الانتخابات.

وتضيف المعلومات، ان هذا الغطاء السعودي ساعد السنيورة الى حدّ بعيد في تشكيل هذه اللوائح، بعد ان كان قد وصل الى درجة العجز في تشكيل لائحة واحدة، وانه يعوّل على تشكيل كتلة نيابية سنيّة وازنة نسبيا تحل محل كتلة المستقبل.

لكن حسابات السنيورة دونها عوائق وصعوبات نظرا للمنافسة الشديدة التي يواجهها على الساحة السنية في كل الدوائر، لا بل ان لوائحه في عكار وصيدا وزحلة بالتحالف مع «القوات» تبدو ضعيفة على الصعيد السنّي، ففي صيدا يبدو النائب اسامه سعد الاقوى بتحالفه مع الدكتور عبد الرحمن البزري، اما المرشح يوسف النقيب المدعوم من السنيورة فانه يفقد غطاء السيدة بهية الحريري و»تيار المستقبل». وفي زحلة يبدو ان وظيفة انضمام المرشح «المتمرد» على «المستقبل» الحشيمي للائحة «القوات» هو تأمين الحاصل الانتخابي الاول للائحة والسعي الى توفير الحاصل الثاني.

اما في عكار، فان اللائحة المدعومة من السنيورة التي تضم النائبين السابقين طلال المرعبي وخالد الضاهر بالتحالف مع «القوات» تواجه وضعا صعبا في وجه لائحة تحالف البعريني ـ حبيش وباقي اللوائح، ولا يرجح ان تحصل على حاصلين ما يعني توفير الحاصل الانتخابي لمرشح «القوات».

وفي بيروت، يعول السنيورة على فوز اللائحة التي يدعمها بحاصلين او ثلاثة على الاقل، مع العلم انه يواجه منافسة شديدة على الساحة السنيّة من 3 لوائح: لائحة المخزومي، ولائحة «جمعية المشاريع» (الاحباش)، ولائحة نبيل بدر و»الجماعة الاسلامية». واذا نجحت رهاناته، وهذا أمر في غاية الصعوبة، فانه سيفوز بمقعدين سنييّن ومقعد درزي للحزب «التقدمي الاشتراكي».

وبعيدا عن الحسابات الانتخابية الرقمية، فان اللافت عشية هذا الاستحقاق ضعف تأثير ودور بهاء الحريري الذي يرعى عددا من لوائح حركته «سوا» في الدوائر ذات الغالبية السنيّة، ويبدو واضحا انه لم يحظ برعاية ودعم مباشر من المملكة العربية السعودية. واذا كانت الرياض متحمسة لدعم السنيورة وتحالفه مع «القوات اللبنانية»، فانها في الوقت نفسه تحسب حساب اللوائح السنيّة الاخرى، وتعتبر فوزها بمقاعد نيابية مكسب في كل الاحوال لمواجهة حزب الله وحلفائه في المرحلة المقبلة. لكن المملكة لا تحبذ الانخراط الكامل في معركة الانتخابات، وتفضل حسب ما ظهر ويظهر من مؤشرات حتى الآن، تقديم الدعم الممكن لحلفائها في لبنان تماشيا مع اسلوب تعاطيها الحالي مع الساحة اللبنانية.

المصدر | محمد بلوط - الديار 

الرابط | https://tinyurl.com/46zaacvt


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 981002199
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة