صيدا سيتي

قاسم غادر يرحل مُؤمناً بالقضايا التي ناضل | بقلم هيثم زعيتر

X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

يرتبطُ اسم قاسم محمد سعيد غادر "أبو محمد" (79 عاماً) ارتباطاً وثيقاً بالنضال الوطني والقومي والعروبي.

ابن بلدة شبعا، في بلدة العرقوب، التي أبصر النور فيها في العام 1943ـ قبل نكبة فلسطين، والاحتلال الإسرائيلي لأرضها واقتلاع أهلها منها.
كرّس في حياته ما تُمثّله تلك المنطقة الجُغرافية، من مُثلث وصل ما بين لبنان وفلسطين وسوريا، فكان نضاله من أجل هذه القضايا مُجتمعة.
ناضل من أجل لبنان، سيدٌ حرٌ مُستقل، تسوده العدالة والمُساواة، وهو الذي عانى ظلم الاحتلال الإسرائيلي والإهمال والحرمان، فكان انحيازه إلى قضايا المُواطنين ومطالبهم المُحقة.

دافع عن فلسطين، انطلاقاً من أنّها قضية العرب المركزية.

آمن بالوحدة العربية والاشتراكية والحرية، وأنْ يُتوّج ذلك بشكل عملاني استباقاً لإعلان الاتحاد الأوروبي.

اختار "حزب البعث العربي الاشتراكي" للنضال من خلاله لتحقيق ما آمن به.

تبوّأ مراكز عدّة، لعل الأطول فيها مُهمّة أمين فرع "حزب البعث العربي الاشتراكي" في الجنوب لعقود عدّة.

استطاع مع المُخلصين من فاعليات صيدا، الروحية، الإسلامية والمسيحية، والسياسيين والحزبيين والاقتصاديين والنقابيين، تجاوز العديد من المحطات والمحن والأحداث التي مرّت بها مدينة صيدا والجنوب في مُواجهة الاحتلال الإسرائيلي وعُملائه وأدوات الفتن الداخلية.

كُلُّ مَنْ عرف "أبو محمد" أدرك جيداً أنّه لم يتغيّر، ولم تُبدّله لا المراكز ولا الظروف، سواء أكان ذلك في أوج السيطرة السورية على لبنان أو بعد الخروج السوري عنه.

بقي كما هو، مُتواضعاً، طيّباً، مقداماً، خدوماً، نظيف الكف، ذا همّةٍ عالية وأخلاقٍ رفيعة، فحظي بالاحترام والتقدير، حتى ممَّنْ اختلف وإياه بالسياسة.

اختبرته الأيام والظروف، سواء أكان في موقع المسؤولية أو حُرِمَ من منصب وزاري أو نيابي، فلم يُغيّر ذلك من التزامه بقناعاته الحزبية، والأمثلة على ذلك كثيرة، لعل في طليعتها ترشُّحه للانتخابات النيابية في دورتي العامين 1996 و2000 عن المقعد السني لدائرة مرجعيون - حاصبيا.

تلك هي المُثُل التي تربّى عليها قاسم غادر، في منزل والده الحاج محمد سعيد غادر، صاحب الهامة المرموقة، الذي كان واضحاً، يُعبّر عن رأيه وجُرأته بصوته الجهوري، قارعاً ناقوس الخطر، واعظاً ومُنبّهاً ومُحذّراً، على الرغم من تقدُّمه بالسن، ومع الطيبة التي ربّته عليها والدته خانم الزهيري.

وهو ما سار على طريقه مع زوجته مريم غادر وأفراد العائلة: محمد، غياث، لما، كاتيا، إحسان والمرحومة لبنى.

رحل وفي قلبه غُصّةً لما وصل له لبنان، وما آلت إليه الأوضاع العربية، لكن أملهُ هو بالجيل الشاب، المُؤمن بمُحاربة الفساد والمُفسدين، والانطلاق قُدماً من القواسم المُشتركة مع مُحيطه العربي.

الرحمة للراحل، والعزاء إلى أفراد عائلته وبلدته شبعا وكل من عرف الرجل الطيب قاسم غادر.

المصدر | هيثم زعيتر - اللواء

الرابط | https://tinyurl.com/4mm5xez3

Posted by ‎صيدا سيتي Saida City‎ on Wednesday, March 2, 2022

 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 981679731
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة