"المستقبل" يحبس أنفاسه في صيدا بانتظار عودة سعد... هل يغيّر؟
يحبس «المستقبل» أنفاسه وهو يحيي الذكرى السنوية السابعة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، بعد قرار الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي وعزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية في أيار المقبل ودعوته عائلته في التيار للحذو حذوه. حبس الأنفاس ترافق مع معلومات لـ»نداء الوطن» تؤكد أن جمهور التيار الأزرق لم يفقد الأمل بتغيير الحريري في بعض تفاصيل قراره، وهو ينتظر عودته إلى لبنان بعد أيام قليلة لإحياء الذكرى حيث سيزور الضريح من دون الحسم ما إذا كان سيلقي خطاباً بالمناسبة أو يعقد لقاءات يترك فيها لنواب «المستقبل» وكوادره خيار الترشح من عدمه، كلّ في منطقته ووفق حساباته.
في صيدا، عزوف النائبة بهية الحريري عن الترشح للانتخابات التزاماً بقرار الرئيس سعد، خلط الأوراق في دائرة صيدا – جزين الأولى، وفتح المشهد الضبابي على احتمالات عدة أبرزها: عودة «العمة» عن قرارها والترشح ترقباً لموقف الحريري، مقاطعة «المستقبل» الانتخابات أو عدم الحماسة في المشاركة وترك حرية الخيار للناخبين أنفسهم، ترشيح أحد القريبين منه ودعمه في إطار الحفاظ على أحد المقعدين النيابيين في صيدا بطريقة غير مباشرة امتداداً لدور الحريري نفسها التي لم تغب عنه منذ أول انتحابات في العام 1992 وتالياً الحفاظ على الدور السياسي والعائلي في المعادلة الصيداوية.
رصد تطورات
وفي انتظار حسم ضبابية المشهد في أي اتجاه، رصدت «نداء الوطن» جملة تطوّرات تتعلق بالشأن الانتخابي ومنها:
- إن حركة الشخصيات القريبة من رجل الأعمال بهاء الحريري غير ناشطة في المدينة ما يشير إلى استبعاد أو أقلّه التريث في إعلان ترشيح أيّ منها، علماً أن صافي كالو القريب منه ينشط في بيروت هذه الأيام رغم استبعاد حضوره إلى لبنان للمشاركة في الذكرى كما كان متوقعاً.
- بدء بعض الماكينات الانتخابية العمل على استقطاب أصوات الناخبين في ظل خلط الأوراق وضبابية التحالفات وصعوبة حصول أيّ من المرشحين على الحاصل وسط توقعات بتدنّي نسبة المشاركة انسجاماً مع قرار «المستقبل»، رغم حماسة ممثلي الحراك الاحتجاجي للمشاركة الفاعلة رغبة في إحداث تغيير صعب ومستبعد في الدائرة، وهو ما ستكشف عنه طبيعة تحالفاتها لاحقاً.
- قيام بعض المرشحين باتصالات ولقاءات بعيداً من الأضواء والإعلام لجسّ نبض إمكانية التحالف بينهم سواء على مستوى صيدا أو جزين لحسم قرارها وخيارها، تزامناً مع ترقب مدى انعكاس تواصل الرئيس فؤاد السنيورة مع «القوات اللبنانية» واستقباله الوزير السابق ملحم رياشي على الناخبين المؤيّدين في صيدا، ومع اجتماعات متتالية لناشطي ثورة 17 تشرين لتنظيم صفوفها ومحاولة توحيدها وترتيب لوائحها.
- اللقاء الذي جمع المسؤول السياسي لـ»الجماعة الإسلامية» في الجنوب الدكتور بسام حمود في صيدا مع عضو المكتب السياسي لحزب الكتائب عن منطقة جزين كلود حجار يرافقه ناجي حجار وميشال حجار، وتناول الشأن الانتخابي والعلاقة التي تربط صيدا بشرقها وصولاً إلى جزين وسُبل تعزيز الوحدة الوطنية والعيش المشترك. في وقت أشار فيه النائب السابق عن «الجماعة» عماد الحوت إلى إمكانية التحالف مع حزب الكتائب الذي تتلاقى «الجماعة» معه ببعض الطروحات الإصلاحية التي يمكن أن تنهض بالوطن. فهل نشهد تحالفاً انتخابياً بين الجماعة والكتائب في الدائرة بدلاً من تحالف الجماعة و»التيار الوطني الحر» الذي حصل في الانتخابات الماضية؟
«لن نسامح»ميدانياً، تستعدّ صيدا لإحياء الذكرى، حيث رفعت صورة كبيرة للرئيس الشهيد في ساحة النجمة وسط المدينة وتحتها عبارة «لرفيق.. لن نسامح ولن ننسى» بتوقيع «أبناء صيدا الأوفياء» وفي عدد من ساحاتها ومستديراتها بمبادرة من بعض أبناء المدينة. وجاء في بعضها «رح تبقى صيدا لرفيق الحريري.. قلعة وفا.. لأهل الوفا»، «17 سنة وبعد... صيدا مع رفيق وسعد»، «الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. سيبقى نهجك ومسيرتك الوطنية شاهداً للأجيال» و»رفيق الحريري.. معك لتخلص الدني».
المصدر | محمد دهشة - نداء الوطن
الرابط | https://tinyurl.com/r26xeyu4