صيدا سيتي

خليل المتبولي : رحل أبو عزيز ... الذي كان منتشرًا في الميادين كافّة !

صيداويات (أخبار صيدا والجوار) - الإثنين 07 شباط 2022
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

طوى آخر صفحة من كتاب العمر على كلمة النهاية وأغمض عينيه ورحل ، رحل الذي كان منتشرًا في الميادين كافّة ، رحل الذي كان مختزنًا طاقة هائلة لإنجاز كل ما يطرحه أمام نفسه ورغباته، وأمام الآخرين ، رحل الذي كان في حالة تفجير دائم لكل طاقاته ، والذي كان مندفعًا في تشغيل طاقات الفكر والقلب والجسد والممارسة النضالية والكفاحية والاجتماعية بفعاليتها القصوى . كان يعمل بشغف أسطوري ، وينقل عدوى هذا الشغف إلينا ، كان يبث روح التفاؤل بالعمل دائمًا ، منظّمًا مرتبًا أنيقًا في كل شي . رحل الأب والصديق والمربّي والمعلّم توفيق عسيران ( أبو عزيز).

أبو عزيز مناضل ومكافح من مستوى رفيع ، وعلينا أن ندرك أهمية ما قدّمه على هذا الصعيد ، كفاحه ونضاله كان في خدمة الناس ، وفي خدمة الوطن ، وفي خدمة القضية الفلسطينية ، التي ورثها من رفيق دربه الشهيد معروف سعد ، تابع هذا النضال والكفاح دون كلل ولا ملل حتى أيامه الأخيرة ، ثابر على هذا العمل دون تردد ، لقد شعر توفيق عسيران ( أبو عزيز ) أنه في إطار انتمائه للقوة السياسية التقدمية أي انتماؤه للتنظيم الشعبي الناصري ، الذي كان من مؤسّسيه ، شعر أنه في هذا الانتماء يستطيع أن يكون أقدر على الإبداع والعطاء ، وتقديم التضحيات . أفنى حياته في العمل الاجتماعي والسياسي حتى أصبح رمزًا لهما في مدينة صيدا ، التي كانت عشقه.

أبو عزيز الإنسان البالغ الوداعة الذي لم يتخلّ يومًا عن وداعته إلا مدافعًا عن الحرية والنضال والكفاح ، أو مواجهًا لعدوان عليها ، كلمته كانت كلمة صدق ، كان أمينًا للقيم الوطنية والقومية والإنسانية ، نذر حياته دفاعًا عن المظلومين والمحرومين ، ومجابهة الفقر والتخلّف والاستكانة ، من خلال تأسيسه وعمله في مؤسسات اجتماعية ،  إنه علم من أعلام النضال التقدمي ، حياته كانت مثقلة بالكفاح المر الطويل ، قدّم حصاد أيامه زادًا للأجيال بسخاء وتواضع ، ووهبهم غذاءً للوجدان والعقل ، أنكر ذاته بكفاحه أمام الأخرين.

كان ناصريًّا بكل ما للكلمة من معنى ، وكان رسولًا للنهج ، كما كان قدوة للجميع ، أثّرت رسالته ، كما نهجه في الكثيرين من حوله ، فوجد نفسه في التنظيم الشعبي الناصري الذي اندفع فيه وحمل رايته ، اغتنى به وأغناه ، كانت شخصيته محبّبة وجذّابة ، كان طيبًا متواضعًا ، مما أثّر في تعزيز مركز الثقل الذي كانه في التنظيم الذي التزم به ، كطريق واضح في تحرير الإنسان قلبًا وقالبًا.

أبو عزيز كنت تحب كتاباتي ، وتحثني على الكتابة دائمًا من شدة إعجابك بما أكتب ، لم أكن أعلم أنني سأكتب عنك بغيابك ، إنما هذه مشيئة الله ، سأبقى منتظرًا تعليقك عمّا كتبت ، أبو عزيز ، سنفتقدك ونفتقد نصائحك وإرشاداتك ، وحنانك وعطفك علينا ، فإن كنت قد عجزت من أن أعبّر عما في نفسي من حزن وأسى على فراقك ، فعذري أنّ مشاعري لم تهدأ بعد ، ولم أعرف طريقي إلى التسليم بفراقك بعد.

المصدر | بقلم خليل المتبولي - صيدا


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 980991570
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة