رابطة «الثانوي» في قبضة أحزاب السلطة مجدداً
مجدداً، أحكمت أحزاب السلطة قبضتها على رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي. وحصدت لائحة «العمل النقابي الموحد» الائتلافية (حركة أمل، حزب الله، تيار المستقبل، الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المردة) مقاعد الهيئة الإدارية الـ17، وذهب المقعد الـ18 إلى المرشح على لائحة «مستقلون» المعارضة الياس المندلق، الذي اتفقت الأحزاب (لا سيما حركة أمل وحزب الله) على أن تعطيه أصواتها، وإن اعتبرت «مستقلون» أنها خرقت بهذا المقعد.
وأظهرت النتائج الأولية أن 45 في المئة من المندوبين صوّتوا للائحة الائتلافية، فيما فازت لائحة «قوى التغيير النقابية» (التيار النقابي المستقل ولجان الأقضية وعدداً من المجموعات المستقلة والوجوه النقابية المستقلة، والحزب الشيوعي والجماعة الإسلامية) بـ 35.6 في المئة، واختار 15 في المئة من المندوبين «مستقلون». ولو توحدت لائحتا المعارضة لحصلت على 52 في المئة من الأصوات.
القيادي في التيار النقابي المستقل جورج سعادة قال إن المعركة كانت «كبيرة باعتبار الفارق في الأصوات بين آخر الرابحين وأول الخاسرين لا يتعدى 9 أصوات». وأظهرت النتائج «توازناً في القوى بين أحزاب السلطة وقوى المعارضة»، لافتاً إلى أن «لقاء النقابيين الثانويين» الذي غادر المعارضة وشكل «مستقلون»، لعب «دور حصان طروادة لخسارة المعارضة، وتشتت الأصوات، وذر الرماد في العيون من خلال الحملة العشوائية والتخوينية التي قادها ضد لائحة قوى التغيير النقابية، ولولا ذلك لكانت النتيجة 18 للمعارضة». واعتبر أن النجاح الكبير هو في «بناء جبهة معارضة وازنة وأن يبدأ عملها منذ اليوم كقوة تواجه السلطة وأدواتها في الروابط والنقابات وتقف إلى جانب حقوق الناس وكراماتهم».
«تقدير الأحجام كان خاطئاً»، بحسب المرشح على لائحة «مستقلون» النقابي حسن مظلوم. مع ذلك، «أظهرت النتيجة حضور قوة جديدة في العمل النقابي خارج الاصطفافين في أحزاب السلطة وأحزاب المعارضة، وكشفت بدء التململ في صفوف الأساتذة»، محملاً الحزب الشيوعي والجماعة الإسلامية المسؤولية عما حصل.
مرشح حركة أمل على اللائحة الائتلافية، حيدر خليفة أشار إلى أن اللائحة كانت سترشح المندلق لولا فقدان التواصل معه في الآونة الأخيرة ما جعله يأخذ خياره في الترشح على لائحة «مستقلون»، في حين أن البعض وصف ما حصل بالتكتيك الانتخابي. وقال خليفة إن مندوبي الحركة جيروا أصواتهم إلى المندلق، فيما أعطى بعض مندوبي النبطية أصواتهم للمرشح على لائحة «مستقلون» أيضاً عبد الرحمن مكي المقرب من أمل. وأوضح أن هناك توجهاً لدى اللائحة لتعزيز حضور المرشحين المسيحيين الذين لا يتجاوزون 3 من أصل17، بعدما رفض التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية الانضواء في اللائحة الائتلافية.
على خط آخر، بدا كل من تيار المستقبل وحزب الله مصرين على تولي رئاسة الرابطة، وإن بقيت هذه العقدة سرّاً من الأسرار، ولم تفصح أي من القوى المؤتلفة أنها عقدت اتفاقاً ضمنياً عليها، بل أرجأت الحديث إلى ما بعد انتخابات الهيئة الإدارية.
كذلك، تردد أن حركة التشطيب فعلت فعلها بين محازبي حزب الله وتيار المستقبل، أي داخل التحالف الواحد، لكن مرشح حزب الله حيدر إسماعيل أكد «أننا على الأقل التزمنا باللائحة 100%».
التيار الوطني الحر استبق إعلان لائحة أحزاب السلطة ببيان أعلن فيه أنه لن يشارك في الانتخابات ترشيحاً واقتراعاً، مناشداً جميع المندوبين أن تكون المعركة نقابية بامتياز، ولا تنزلق إلى تصفية الحسابات. وفيما تحدث أساتذة مشاركون في الانتخابات عن أن مندوبي التيار حضروا إلى مركز الاقتراع، نفت مصادر مسؤولة في التيار مشاركة أي من المندوبين الملتزمين الـ40، «وإذا كان ثمة أساتذة من المندوبين الـ20 الذين يدورون في فلك التيار حضروا إلى مركز الاقتراع فإن هؤلاء صوتوا بأوراق بيضاء».
وفي حين أشارت مصادر نقابية إلى أن حزب القوات اللبنانية أوعز عشية الانتخابات إلى ناخبيه باختيار مرشحين محددين على لائحة «مستقلون»، أكد رئيس مصلحة الأساتذة الثانويين في الحزب سليمان جوهر أن الحزب «على موقفه بترك الحرية لمندوبيه لاختيار من يرون أنه يمثلهم من بين المرشحين ويخوض عملاً نقابياً بعيداً من الإملاءات». وأشار إلى أن القواتي شكيب بارودي المرشح على لائحة قوى التغيير النقابية «خرج عن القرار الحزبي». وانتقد غياب التوازن الطائفي في اللوائح الثلاث، مشيراً إلى أن الحزب «تلقى اتصالات من أطراف عدة للترشح على لائحة الأحزاب وإكسابها نوعاً من الميثاقية، إلا أننا رفضنا ذلك»، علماً بأن أعداد المرشحين المسيحيين لم تكن تقل في الدورات الانتخابية السابقة عن 7 مرشحين من أصل 18.
في المشهد الانتخابي، خاضت الانتخابات 3 لوائح (لائحة الأحزاب، لائحة قوى التغيير النقابية ولائحة مستقلون)، وحشدت كل منها مناصريها للاقتراع، ولم يكن أكبر تكتل حزبي واثقاً من النتيجة سلفاً. فـ«نبض» الأساتذة الثانويين كان يشي بأنّ «ائتلاف» الأحزاب لا يخوض انتخابات سهلة، وأن صناديق الاقتراع ستخبّئ مفاجآت. وتداول البعض بأنّ «لغة المحادل» تراجعت، وأنّ هناك توجهاً لدى الأساتذة نحو عدم التقيّد باللوائح المعلّبة، وإن بدا أن الكثير من المقترعين الحزبيين سيلتزمون بقرارات أحزابهم، وقد تجلى ذلك في ساعات بعد الظهر. لذلك، استحوذ الجو التنافسي على المندوبين الذين يشكلون الهيئة الناخبة، فتقاطروا إلى مركز الاقتراع في ثانوية زهية سلمان في بئر حسن منذ الساعات الأولى لفتح الصناديق، وقد اقترع 87.4 في المئة من المندوبين.
وأظهر فرز الأصوات أنّ أول الرابحين ملوك محرز (تيار المستقبل) نالت 255 صوتاً، فيما حاز أول الخاسرين تاج الدين غزاوي (لائحة قوى التغيير النقابية) 191 صوتاً.
وتضم لائحة الفائزين: أحمد المعربوني، أنطوان أبو عبدالله، حيدر إسماعيل، حيدر خليفة، ريشار أبو محرز، زين العابدين الجمال، سحر سرحان، عصمت ضو، غسان زيدان، غسان أبي فاضل، فراس العس، فؤاد إبراهيم، محمد الحفار، ملوك محرز، ناجح الرفاعي، ناجي ياسين، نضال عبدالله، إضافة إلى الياس المندلق.
المصدر | فاتن الحاج - الأخبار
الرابط | https://tinyurl.com/2p8hhntv