الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

خمسة نواويس أثرية لبنانية من أبرز مقتنيات متحف اسطنبول... تعرّفوا إليها

المصدر: النهار
ريم قمر
نواويس
نواويس
A+ A-
يعدّ متحف اسطنبول الأثري، من أهم المتاحف التي تعرض تاريخ السلطنة العثمانية فيضم المتحف حوالي مليون قطعة أثرية تمثّل مجموعة متنوعة من الثقافات، أحضرت من مختلف أراضي الإمبراطورية.

وعندما عيّن عثمان حمدي بك مديراً للمتحف في عام 1881، اهتم بعمليات التنقيب في مختلف أنحاء الدولة العثمانية خصوصاً في جبل نمرود وميرينا وكيم ومعبد ألوليا. وقد تكون البعثة التنقيبية التي قادها لاستكشاف المقبرة الملكية في مدينة صيدا اللبنانية، بين عاميّ 1878 و1888 الأكثر أهمية، إذ أسفرت عن العثور على مجموعة من النواويس الرائعة أشهرها الناووس المعروف باسم ناووس الإسكندر الكبير.

اكتشفت هذه القطع الأثرية في بلدة القياعة في شمال شرق مدينة صيدا. ويعدّ هذا الموقع مدفناً لملوك صيدا، ولقد عثر فيه على غرفة تحتوي على مجموعة من النواويس التي يمكن اعتبارها من أروع القطع المدفنية الجنائزية في العهود القديمة. من بين هذه النواويس، ناووس الاسكندر، وناووس الباكيات، وناووس الليقي، وناووس المرزبان التي نقلت جميعها الى اسطنبول وهي معروضة اليوم في المتحف الأثري.

ناووس الاسكندر
يعدّ ناووس الاسكندر من أجمل هذه النواويس، وهو مصنوع من رخام "بنتاليك" pentelige الأبيض. يتألف الناووس من جرن مزخرف بالنقوش الجميلة ومن غطاء منحني الجوانب، تبدو واجهاته المثلثة الشكل كواجهة معبد يوناني.
كان هذا الناووس الذي يصل وزنه الى 15 طناً مغطّى بألوان غنيّة متنوعة، بقيت آثارها حتى اليوم. نقش على أحد جوانب الناووس نقش يمثل القائد المقدوني ممتطياً جواده ومعتمراً خوذة بشكل رأس أسد. ويمثل مشهد آخر معركة ايسوس التي حصلت بين الإغريق والفرس والتي كانت نتيجتها دخول الإسكندر إلى المدن الفينيقية. أما المشهد الثالث فيمثل مشهداً لصيد الأسود والغزلان وهي هواية كانت شائعة عند ملوك وحكام الشرق القديم. ويرجح ان يكون الفارس الذي يظهر في المشهد بلباس فارسي تقليدي هو "عبدولونيم" الذي أمر بنحت هذا الناووس عربون وفاء للملك المقدوني الذي عينه ملكاً على صيدا.
 
 

ناووس الباكيات
يمثل هذا الناووس نساء حزينات ونادبات يحطن بجرن الناووس الذي يحتوي على جثمان ملك صيدا "ستراتون" او "عبد عشترت" الذي حكم في العهد الفارسي.
وتظهر النساء، والتي يصل عددهن الى 18، حافيات الأقدام ومتوشحات بثياب طويلة كما هي العادة في الشرق، وتعطي الأعمدة الأيونية الطراز التي تزيّن الناووس الانطباع وكأنه معبد يوناني.
أما غطاء الناووس فنقشت عليه عربات تجرّها الخيول وتمثل موكباً جنائرياً. ويبدو أن الناووس كان مطلياً بألوان مختلفة لا يزال بعضها ظاهراً حتى الآن.
 

الناووس الليقي
هو من النواويس التي عُثر عليها أيضاً في مدافن القياعة. أطلقت عليه هذه التسمية لأنه يشبه بتصميمه نواويس منطقة ليقيا في الأناضول. الناووس مصنوع من رخام باروس، نحت على واجهته الأمامية مشهد صيد يظهر فيه خمسة فرسان يهاجمون خنزيراً برياً؛ وعلى الجانب الخلفي مشهد صيد آخر يظهر فيه أربعة أشخاص يقودون عربتين، تجرّ كل واحدة منهما أربعة أحصنة، في مواجهة أسد. ويظهر على الغطاء نقوش لأربعة كائنات أسطورية اثنان منها يمثلان زوجيّ سفينكس متدابرين.
 

ناووس المرزبان
يعود تاريخ هذا الناووس إلى النصف الثاني من القرن الخامس ق.م. وهو يتميز بنقوشه التي تمثّل مشاهد من "حياة المرزبان" الحاكم الاداري لولاية صيدا في العهد الفارسي.
فيظهر المرزبان في أحد المشاهد متّكئاً على سريره، وتجلس زوجته أمامه فيما يقدّم له خادمه الخمر، بينما يظهر خادم آخر خلف المرزبان. النقش الثاني للجانب المقابل يمثّل أربعة أشخاص وهم خدم المرزبان يحملون رماحاً. وعلى أحد جانبي الناووس، يظهر المرزبان جالساً، بانتظار أن يهيئ له أتباعه عربة تجرّها أربعة خيول، وعلى الجانب المقابل، يظهر المرزبان على حصانه في مواجهة لبؤة في مشهد صيد.
 
 

"ناووس "الملك تبنيت
هو من أقدم النواويس التي عثر عليها في المدافن الملكية في القياعة؛ حكم الملك تبنين صيدا ما بين سنة 540 ق.م. وسنة 534 ق.م.
ويبدو أن ملك صيدا استقدم من مصر هذا الناووس المصنوع من حجر الديوريت الأسود، الذي كان مصنوعاً في الأصل ليدفن فيه قائد مصري يدعی بن – بناح، كما يذكر النص الهيروغليفي المحفور على غطاء الناووس. ولما قرر الملك تبنيت أن يُدفن في هذا الناووس، أمر بإضافة كتابة بالحرف الفينيقي في القسم السفلي من الغطاء، تُعرّف بصاحب الناووس الجديد. ولقد عُثر داخل الناووس على جثمان الملك تبنيت محنطاً ومعه مجموعة من المجوهرات الثمينة.
 
 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم