إختلاط حابل الدولار بنابل الانتخابات... الناس في صيدا تشكو فقط والساحات صامتة
إختلط حابل الدولار بنابل الانتخابات، حلّق الاول عالياً في السوق السوداء، ومعه ارتفعت الاسعار بشكل جنوني وآخرها المحروقات والحبل على الجرار، بينما المسؤولون مشغولون بالتحضير للانتخابات النيابية القادمة في ايار وفق حساباتهم الخاصة بعيداً من اوجاع ناخبيهم، والناس تئن وتشكو فقط من دون القيام بأي حراك احتجاجي، كأنها تخدرت مع الغلاء المطرد وبات جزءاً من يومياتها.
ارتفاع الدولار مع بدء العام الجديد مؤشر سلبي لازمات حلت ضيفاً ثقيلاً على أحاديث الناس في صيدا، شتّتت أفكارهم بين كيفية تأمين احتياجاتهم قبل ان تقفز الاسعار مجدداً سعياً وراء توفير بسيط، وبين صب اللعنة على المسؤولين الذين أجبروهم على مد يد العون والمساعدة، او التهافت للتسجيل على المنصة الالكترونية طلباً للبطاقة الالكترونية وكأن فيها الترياق لكل المشاكل، وعلى الوقوف في طوابير الانتظار عند المصارف لقبض رواتبهم بالدولار.
ويقول ابو حسين المغربي لـ"نداء الوطن"، وهو يشتري من سوق الخضار: "ان لعنة الدولار اصابت الناس وحياتهم، تراهم يهيمون على وجوههم تائهين، فتزيد الفقراء فقراً والاغنياء ثراء، لقد سقطنا الى قعر الهاوية ولم يعد هناك من حل سوى انتفاضة شعبية عارمة تفرض التغيير بقوة الشارع السلمي ولو حتى بالعصيان المدني".
في المقابل، ظل الحراك الشعبي الصيداوي على حاله من الاختلاف وسط صمت الساحات وتلويح بعض الناشطين بالتصعيد للتعبير عن الغضب والرفض. ويقول الناشط وليد السبع أعين: "للأسف الأخبار التي تتوارد غير سارة ولكنها الحقيقة، مؤشرات الدولار إلى ارتفاع مع ازدياد بالأسعار والمسؤولون نائمون وبدأوا الآن تحضيراتهم لحجز مقاعدهم النيابية، أوقعوا الناس ببعضها لعشرات السنوات واليوم الأضداد يتحالفون ويتعازمون للمشاركة بالإنتخابات والشعب تائه ضائع إن لم نقل لفظ أنفاسه الأخيرة. المطلوب تحرّك جاد ويومي من أجل عدم تطيير الإنتخابات، والمشاركة بالإقتراع بقوّة".
هاجس "كورونا"
وفوق الهموم المعيشية والحياتية، تفرض الهموم الصحية نفسها وبقوة، وتحاصر الهواجس من تفشي "كورونا" بمتحوره الجديد الناس، مع الارتفاع المتزايد في نسبة المصابين، حيث أوضح رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري ان موجة كورونا عالمية وتجتاح لبنان والحالات الى تزايد، موضحاً ان "اوميكرون" سريع الإنتقال لكن الإصابات غير شديدة باستثناء بعض الحالات، داعياً الجميع إلى أخذ اللقاح، معتبراً ان المطلوب احصاء عدد الذين يضطرون للدخول للمستشفى والعناية المركّزة وليس فقط عدد المصابين.
بينما يؤكد رئيس غرفة إدارة الأزمات والكوارث عضو المجلس البلدي لمدينة صيدا المهندس مصطفى حجازي لـ"نداء الوطن" ان "نسبة الفحوصات الايجابية بلغت 25% وفق ما اطلعنا عليه من المستشفيات والمختبرات على نتائج الفحوصات وهي نسبة مرتفعة، ما يدفعنا الى المزيد من الحذر ودعوة الناس الى الالتزام بالاجراءات الوقائية"، مضيفاً ان "وضع المستشفيات لا يحسد عليه امام هجرة الاطباء والممرضين والكادر الطبي المختص، وامام القدرات المالية المحدودة وارتفاع الكلفة التشغيلية والمستلزمات الطبية ارتباطاً بالدولار، مثلما كانت عليه مع بدء تفشي كورونا، ووسط العتمة هناك مؤشران ايجابيان الى الآن: نسبة الدخول الى المستشفيات ما زالت مقبولة ما يعني ان تفشي الوباء ما زال تحت السيطرة، وغالبية المصابين هم من غير الملقحين 85%، ما يدفعنا الى دعوة الناس الى الاقبال الكثيف على تلقي اللقاح لانه الخلاص الوحيد اليوم".
المصدر | محمد دهشة - نداء الوطن
الرابط | https://tinyurl.com/y9bhstya