وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى رعى إحتفالا في صيدا في اليوم العالمي للغة العربية
نظمته بلدية صيدا ونادي الأونيسكو وجمعيات أهلية
وتخلله تكريم الأستاذ خليل شمّا
رعى وزير الثقافة القاضي الأستاذ محمد وسام المرتضى إحتفالا في مدينة صيدا لمناسبة اليوم العالمي للغة العربية (18 ديسمبر ) ، بتنظيم مشترك من بلدية صيدا ونادي الأونيسكو في كلية الآداب وتجمع المؤسسات الأهلية في صيدا وجمعية التنمية للإنسان والبيئة وجمعية بيت النجاح للتنمية البشرية وجميعة نقطة فاصلة.
حضر الحفل، الذي أقيم في قاعة سينميا إشبيلية ، المحامي سليمان علوش ممثلا الوزير المرتضى، المحامي سليمان علوش، الدكتور خالد الكردي ممثلا النائب الدكتور أسامة سعد ، عضو المجلس البلدي في صيدا المهندس محمود شريتح ممثلا رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، عضو المجلس البلدي المهندس محمود شريتح،الدكتور أحمد نزال نائب الأمين العام لإتحاد الكتاب اللبنانيين ممثلا الدكتور ناصيف نعمه مؤسس نادي اليونسكو في كلية الآداب والعلوم الإنسانية – الجامعة اللبنانية(الفرع الخامس) ، السيد وليد حشيشو ممثلا السيد ماجد حمتو رئيس تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا، رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة السيد فضل الله حسونة، عضو المجلس البلدي المهندس محمد البابا ممثلا جمعيتي نقطة وفاصلة وبيت النجاح للتنمية البشرية، قائد شرطة بلدية صيدا المفوض ثالث بدر قوام، وجمع من الشخصيات وأساتذة جامعات وفاعليات تربوية وإجتماعية وبيئة وغيرها.
وتخلل الحفل تكريم عضو الإتحاد الدولي للغة العربية الأستاذ خليل شمّا وذلك بمناسبة منحه شهادة الشخصية الدولية المؤثرة لعام2021 من الاتحاد الدولي للكتاب العرب والأكاديمية الدولية للكتاب والمفكرين والمثقفين العرب. وأيضا جرى تقديم فقرة فنية بصوت الفنان عبدالرحمن حلواني، ونصوص نثرية للأستاذ خليل شمّا.
عاكوم
بداية النشيد الوطني اللبناني، فكلمة ترحيب من عريفة الحفل الأستاذة ليال عاكوم التي قدمت الحضور شاكرة للوزير المرتضى رعايته للحفل والهيئات الداعمة والمنظمة . وقالت: تعانق اللغة العربية الكمال، وتزين هام الجبال، وتلقي عذب المقال في رونق فريد. ونستقبل يوم لغتنا العالمية ونحن نسابق الزمن من أجل رفعة إسمها ومكانتها بين اللغات، فاللغة العربية حازت مراكز مرموقة حسب الدراسات والإحصائيات العالمية التي أشارت إلى تقدمها في كثير من المجالات.
حشيشو
ثم تحدث السيد حشيشو ناقلا تحيات رئيس تجمع المؤسسات الأهلية السيد حمتو. وأكد على أهمية اللغة العربية والحفاظ عليها، ودور الجمعيات الأهلية في ترسيخ إعتماد اللغة في أنشطتها وبرامجها ومشاريعها المختلفة.
البابا
ثم تحدث المهندس البابا فأشار في كلمته إلى إنحدار ملحوظ لواقع اللغة العربية مرده تشتت الأمة العربية والإسلامية، بينما نشهد على أن بعض الدول الغربية وبالرغم من تعدد لغاتها وثقافاتها، قد أنشأت إتحادات لتقوية الروابط فيما بينها. وقال: إننا في جمعيتي بيت النجاح للتنمية البشرية ونقطة فاصلة، نعمل على تطوير المنهج التعليمي وخصوصا بعد أزمة كوفيد 19 والتحديات الإقتصادية والتوجه للتعلم عن بعد، وذلك من خلال إنشاء أندية النجاح وإطلاق مبادرات بالتعاون مع عدد من الجامعات والمدارس والجمعيات في لبنان وعلى رأسها الجامعة اللبنانية ونادي اليونيسكو في كلية الآداب والعلوم الإنسانية – الفرع الخامس ،إيمانا منا بأهداف التنمية المستدامة وأبرزها التعليم الجيد.
نزال
ثم تحدث الدكتور نزال فقال : اذا كان في تاريخ لبنان ما نفتخر به جميعا ، بلا استثناء، فهو وجهنا الثقافي ، واسهامنا العلمي في حضارة الشرق ، وحضارة العالم ، ولغتنا هي حجر الرحى في هذا الاشراق الكبير. وان تكون الثقافة عنوانا لدور كبير وعظيم ، في تاريخنا فهي محل الاعتزاز ومجال الاحتفال دائما.
ان تشجيع نشر لغتنا العربية والترويج لها والارتقاء بها ، يشكل حجر زاوية في العمل الثقافي. اننا في نادي اليونيسكو نتطلع باهتمام كبير الى نتائج هذه الجهود الآيلة الى ترسيخ انتمائنا وهويتنا عبر حماية هذا الموروث الثقافي المتناقل بين الاجيال ، في العادات والطقوس والفنون الشعبية والامثال والشعر العامي باللغة العربية والتي اصطلح على ادراجها ضمن مسمى الفولكلور عالميا ومنذ العام 1846.
كما نطمح الى توسيع شبكة المكتبات لتطال اكبر عدد ممكن من مناطق لبنان ، بالتعاون مع البلديات والانديه وتنظيمات المجتمع الاهلي.
شمّا
بعد تحية لغوية في مستهل كلمته قال المحتفى به الأستاذ شمّا: " تشرق علينا غداً شمس اليوم العالمي للغة العربية ومحوره هذا العام " اللغة العربية والتواصل الحضاري " وبهذه المناسبة ارفع أسمى ايات التهاني والتبريكات إلى الأمتين العربية والإسلامية والى العالم ، نستقبل عيدنا هذا العام ولازالت لغتنا تتقدم في المؤشرات الريادية والعالمية ، فهي ليست كأي لغة ، اكثر من أربعمئة مليون نسمة يتنعمون بالحديث باللغة العربية وهي لغة رسمية في سبع وعشرين دولة."
أضاف " تأثرت بها اللغات التركية الفارسية ، والاوردية ، الإسبانية ، الانكليزية ، الكردية ، والفرنسية . أما في العلوم فحدث ولا حرج ...كلنا يعلم أن حضارتنا العربية كانت علامة فارقة في التاريخ علمياً وفكرياً وحضاريا ً.
واردف " هذه الحضارة تستأنف اليوم مع وصول مسبار الامل الاماراتي الى كوكب المريخ ، اي وصول العرب لابعد نقطة في تاريخ استكشاف العرب للفضاء .اللغة التي وصلت إلى المريخ ستصل بين عامي 2028 و 2033 الى كوكب الزهرة وحزام الكويكبات.
وسأل في الختام " كل هذا المجد للغة العربية ألا تستحق التعظيم ويومها العالمي المجيد ? سؤال برسم كل عربي غيور على لغته ، عاشت اللغة العربية ، عاش الثامن عشر من كانون الاول المجيد."
علوش
ثم القى المحامي علوش كلمة الوزير المرتضى وجاء فيها:
أيها السيدات والسادة ، أيها الحضور الكريم،
لقد شرفني معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، الذي رفع شعار بث ثقافة الوعي، بتمثيله في هذا الإحتفال، فكان الشرف شرفين، شرف التمثيل وشرف المناسبة، وأنا بإسم معاليه إذ أثني على أهمية احتفالكم بهذا اليوم، أتقدم من البلدية والجمعيات الداعية بجزيل الشكر والامتنان على هذه الدعوة الكريمة في هذه المدينة الحبيبة.
أما عن اللغة التي نجتمع بمناسبتها فلماذا نصرُّ على أن نحتفي بها في يومها العالمي أو غيره من المناسبات، هل فقط لأنها لغة القرآن الكريم، وهل أن نزول القرآن بلغة العرب يمثل امتيازاً قومياً لهم؟.. أو أننا نريد أن نثير في أجيالنا المتعاقبة أهمية هذه اللغة التي تمثل تراثهم وأصالتهم ومستقبلهم؟.
أو لأننا نريد أن نردد على مسامع العالم ما قاله المستشرق الفرنسي إرنست رينان: "اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليست لها طفولة ولا شيخوخة"، أو لأنها أغنى لغات العالم كما قال أحد المستشرقين الألمان، أو لمرونتها وقدرتها على التكيّف وفق ما يقتضيه العصر كما أشار لذلك كثيرون، أو لذاتية هذه اللغة وما تمتلكه من عناصر الإبداع وجمالية ألفاظها ومعانيها وبيانها الذي يستولي على القلوب والعقول؟؟.
إننا نرى أن هذه العناصر وغيرها مدعاة لنا لنهتّم بلغتنا ونحتفي فيها، ولكي نعلّم أولادنا وأحفادنا على أن ينهلوا من معينها أكثر حتى وهم يتطلعون لإتقان اللغات الأخرى التي تفتح لهم أبواب العمل أكثر، لأننا بتنا نخشى من أن نربح لغات العالم ونخسر لغتنا، وأن نسير في ركب الآخرين ونترك كل هذا الإرث العظيم الذي لا يمكن أن يصل للعالم أو أن يمتد إلا من خلالنا نحن أبناء هذه اللغة والمنتمين إليها نسباً وفكراً وإيقاعاً سارياً في الزمن.
أيُّها الأحبة:
"لقد أنزل الله القرآن مفصلاً في آياته، عربياً في لغته {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} أي يملكون المعرفة التي تتيح لهم فهمه بالمستوى الذي يمكن أن يتحول إلى إيمانٍ بمضمونه".. كما يقول الراحل السيد فضل الله.. فالمسألة هي في مدى قابليتهم لحمل الرسالة، ولا يمكنهم أن يحملوها للعالم بعيداً من قابليتهم اللغوية وفهمهم لهذه اللغة، كما أن ما بحوزتهم من تراث وقيم وعلم وإبداع هو في هذا الكنز اللغوي الذي يمثل رصيداً لأمة بكاملها ولا يمكن التفريط بذلك في محفل الأمم.
ومن هنا فإن هذه اللغة التي أغنتنا عبادة وتبتّلاً وصلاةً وتراثاً زاخراً في التهجّد والتدين، نريد لها أن تُغنينا علماً وإبداعاً وأدباً وحياةً وجمالاً وسحراً، وقد قال النبي العربي: "إن من الشعر لحكمة، وإن من البيان لسحرا".. وما أروع أن تتضوّعها أجيالنا المتعاقبة لتكون مساراً تربوياً ومنهجاً علمياً وأدبياً نُقدّم من خلاله نماذج لها بصمتها في أمتها ونرفعها أو نرتفع بها إلى العالمية والإنسانية الرحبة.
وفي سياق متصل ، فقد كرمت الجامعة الانطونية المطران جورج خضر أسقفاً للعربية، تيك اللغة التي عمل على تسويتها مذوداً للّوغوس والتي بها جذب قراءه، مؤمنين وغير مؤمنين، إلى ابرشية من فكر وجمال ومحبة.
ولذلك فإن أفضل طريقة للتعبير عن التزامنا بهذه اللغة وعن استئناسنا بجماليتها وروعتها في يومها العالمي هي أن نعبّر عنها بها، وأن نحاول سبر أغوارها ومكنونها الإبداعي بالغوص في عوالمها والتحدث بها، وتقديم مصطلحاتها الرائعة والفريدة التي نفتقدها في اللغات الأخرى.
إن التحديات التي تواجه لغتنا كبيرة وكثيرة ولعل أخطرها هي في هذه الغربة لأجيالنا عنها، وهذا الابتعاد عن السعي نحوها قولاً وكتابةً وتندّراً، وكم يؤلمني ويؤلمكم أن شبابنا وشابّاتنا عندما يستخدمون وسائل التواصل يهجرون الكتابة بالحرف العربي ليجدوا سهولة في استخدام حروف اللغات الأخرى، وهو ما أعتَبِرُهُ بداية الطريق للتيه بعيداً عن لغتنا.. ونحن مدعوون جميعاً لحثّهم على العودة لأصالتهم، ومسؤولون عن القيام بأدنى واجباتنا ــ وهنا أخاطب أهل العلم والثقافة والفكر ــ وخصوصاً بعد أن تحوّل العالم إلى ما يشبه القرية الصغيرة.
نحن مسؤولون عن العمل لإدخال هذه اللغة في كل مجالات العلم ومختلف وسائل التواصل المعرفي والثقافي وألا نجعل لغتنا تخضع لكل هذه الأساليب في الاستلاب الثقافي الذي يبعدها عن المنافسة والفوز على اللغات الأخرى في هذا المعترك العالمي الخطير.
أيُّها الأحبة:
لا أريد أن أتوقف كثيراً عند خصوصية لغتنا الجميلة وتميّزها في الاشتقاق الذي ذهب البعض إلى وجوب تقدّمه على علم النحو، أو أهمية التوليد الذي يمثّل ثروة وتجديداً وإثراءً لرصيدها، فذلك ما تحدث به الكثيرون وأجاد به أهل الاختصاص ــ وأنتم منهم ــ ولكنني أنظر في عمق هذه اللغة العظيمة وفي مسؤوليتنا تجاهها وما تتعرض له من تحديات ومحاولات استلاب لأن الأمم إنما تندفع إلى الأمام بلغتها أولاً وبالعناصر الحضارية التي تغنيها هذه اللغة، ويقتضي علينا جميعاً أن نحمي هذا الحصن ونمنع أعداءنا من تدميره، وألا نتنازل عن هذا السلاح الذي يمثل هويتنا وتراثنا ومستقبلنا.
وكما صدق الشاعر حينما قال:
لغـةٌ إذا وقعـتْ عـلى أسماعِنــــا
كانتْ لنا بـــــرداً على الأكبــادِ
سـتظلُّ رابـــــطـةً تؤلّـفُ بيننا
فهيَ الرجــــــاءُ لناطـقٍ بالضّادِ
باقة ورد وشهادة تقدير
ختاما قدم السيد فضل الله حسونة باقة ورد لممثل الوزير المرتضى المحامي علوش عربون شكر لرعاية الحفل، بإسم البلدية والهيئات والجمعيات المنظمة والداعمة.
ثم قدم المحامي علوش والسيد حسونة شهادة تقدير للمحتفى به الأستاذ خليل شمّا بمناسبة منحه شهادة الشخصية الدولية المؤثرة لعام2021.
المصدر | المكتب الإعلامي لبلدية صيدا
Posted by صيدا سيتي Saida City on Friday, December 17, 2021
الرجاء الضغط على لوغو الفايسبوك لمشاهدة جميع الصور أعلاه