صيدا سيتي

خليل المتبولي: متى سيحدث الإنفجار الإجتماعي الكبير؟!

صيداويات (أخبار صيدا والجوار) - السبت 30 تشرين أول 2021
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

بقلم : خليل ابراهيم المتبولي

متى سيحدث الإنفجار الاجتماعي الكبير؟

ثوّار أحرار سنكمل المشوار!!

... وبعدين معكم أو معنا؟!

يتحدث الكل عن الفساد والنهب وعن السرقة، وعمّا وصلنا إليه من انهيار اقتصادي ومالي وسياسي واجتماعي، وعن الغلاء الفاحش، وعدم المقدرة على العيش، وعن الظلم الواقع، ويطالبون بالمساواة والعدالة الاجتماعية، وحريّة العيش بكرامة.

كل هذا يثير النقمة على التخاذل، ويحرّض النفس على المزيد من التحركات النظيفة البعيدة عن التهاون والمهادنة والممالاة، والخروج من تحت عباءة الطائفة والمذهب والزعيم المفدّى، ويدعو إلى التمرّد والعصيان، وصبّ جام الغضب على اللصوص والمحتكرين، والمتحكمين برقاب ومصائر الناس. إنما بالرغم من كل ذلك إلا أننا لا نزال بتراخي واستلشاء.

لقد نجحوا في زرع مركب نقص مرضيّ في نفوسنا، واستطاعوا أن يؤسسوا لفكرة وهمية في نفوسنا أننا ثوّار أحرار نتمتّع بعقلية ثائرين متمردين، ونزدهي بالتمرّد. لقد جعلوا منّا أناسًا مصابين بالخنوع، جبناء، متواطئين، ساكتين عن الحق، نهادن ونتهاون... هل نحن جبناء صامتون أم أصبحنا؟ ماذا حصل  أو ماذا يحصل؟ لمَ الاستكانة؟ ممَّ الخوف؟ مَن يقيّدنا عن فضح الظلم والفساد؟ مَن يكتم أنفاسنا عن الدفاع عن حقوقنا من ماء وكهرباء وتعليم واستشفاء، وعيش كريم لائق بحياة إنسان بالمطلق.

... وبعدين معكم أو معنا ؟!

هل يعقل أن سعر قارورة الغاز مئتان وخمسون ألف ليرة، والناس تتهافت لشرائها،  وأنّ سعر صفيحة البنزين تجاوز الثلاثماية ألف ليرة لبنانية، والسيارات على حالها في الشوارع ممتلئة بأصحابها تنتقل من مكان إلى آخر، والجميع يتوجّه إلى عمله، كأنّ الأمر طبيعي وعاديّ، الدولار يحلّق في أجواء العشرين ألف، ومن المرجّح أن يرتفع أكثر، وكل ما يتبعه من سلع ومواد يحلّق معه، ولا حياة لمّن تنادي... الرواتب على حالها، ولم تعد تفي بأبسط مقومات العيش .

... وبعدين معكم أو معنا؟!

ألا يدعو الأمر إلى بصق الحصاة، وحدوث الإنفجار الاجتماعي؟ تحدث الاحتكارات، والسرقات، والإختناقات، ولا يجرؤ أحد على التكلّم، أو توجيه تهمة ضد أحد. إلى متى سنبقى في قفص الخنوع والرضوخ والخوف؟

نسأل مَن المسؤول عن الدمار الذي حلّ بنا، والانهيار الذي نتعرض له، والجحيم الذي نعيش فيه؟ اسمحوا لي واعذروني أن أقول إنّ المسؤولية تقع على عاتقنا، نعم، لا تستغربوا، نحن المسؤولون عن هذه الكارثة والمرحلة السوداء التي نمر بها، لأننا لا نجرؤ على توجيه الأسئلة والمساءلة إلى رجل السياسة والمسؤول، لماذا؟ لأنه الزعيم وحامي الحمى، ولأنّه هو مَن وظّف وسعى إلى تأمين مصالحنا الصغيرة، لتغطية مصالحه الكبيرة، وتمرير استثماراته وسرقاته تحت أعيننا، دون أن يرفّ له ولنا أي جفن. كما أنّهم يعملون على تسويغ عدم التطرق إلى المشكلات والأزمات والسرقات التي تحصل، ويبثّون بين الناس أنّ الحديث عن هذه الأزمات والمشكلات أخطر من المشكلة والأزمة بحد ذاتها، وبذلك يكونون قد أسكتوا الناس بطريقة دبلوماسيّة، لكنها قمعيّة مبطّنة .

يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهم أهل الباطل أنهم على حق."

في الختام، علينا أن نتحرر من أنفسنا، ومن سطوة القمع والإضطهاد، والتخلّص من المصالح الشخصية والذاتية، والتفلّت من عقال الاحباط والخنوع، والإيمان بالحقوق وبالعيش بكرامة وعزة نفس، حينها نقول متى سيحدث الانفجار الاجتماعي الكبير.


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 981100149
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة