سفراء من دول شمال أوروبا في عين الحلوة وديسمور تعود اليه سفيرة فوق العادة!
قام وفد ضم سفراء عدد من دول شمال أوروبا ( اسكندينافيا) هم :" سفيرة السويد آن ديسمور وسفيرة الدانمارك ميريت جوهل ونائب رئيس بعثة المملكة النروجية في لبنان سيفين ورلدسن ( الثلاثاء) بزيارة لمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا( جنوب لبنان) برفقة ممثلة منظمة اليونيسف في لبنان يوكي موكو لتفقد مشاريع وبرامج لليونيسف تنفذها عبر شركاء لها في المخيم بتمويل من هذه الدول ، وللإطلاع عن قرب على الواقع الاجتماعي والحياتي الصعب الذي يعيشه اللاجئون في المخيم في ظل الأزمات التي يمر بها لبنان ، حيث زار السفراء مؤسسات اجتماعية تعنى بالطفولة داخل المخيم والتقوا ممثلين عن الفصائل والقوى الفلسطينية.ورافق السفراء في الجولة مدير عام الأنروا في لبنان كلاوديو كوردوني ومدير منطقة صيدا في الوكالة إبراهيم خطيب.
ورغم ان ما يميز هذه الزيارة هو كونها الأولى من نوعها الى المخيم التي يقوم بها ثلاثة سفراء أجانب بوفد واحد وفي وقت واحد ، الا ان المفارقة الثانية تتمثل في وجود آن ديسمور ( سفيرة السويد ) على رأس الوفد نظراً لخصوصية العلاقة التي تربطها بمجتمع اللاجئين الفلسطينيين وقضيتهم عموماً كونها شغلت سابقاً مهام مدير عام الأنروا في لبنان من العام 2012 وحتى العام 2014 ، وزارته مرات عدة قبل ذلك أيضا كسفيرة لبلادها ، وفي كل مرة كانت تتولى فيها مهمة من المهام الرسمية أو الدبلوماسية وآخرها كانت بصفة نائبة وزير خارجية السويد لتعود اليوم وتزوره سفيرة فوق العادة وهي مجددا على رأس البعثة الدبلوماسية السويدية.
ونسجت ديسمور طوال هذه الفترات جسور تواصل وحوار مع كل المكونات الفلسطينية في المخيم ، ورغم فترات التوتر الذي ساد العلاقة مع بعض هذه المكونات اثناء توليها إدارة الأنروا، الا ان دبلوماسيتها واقتناعها بحقوق اللاجئين الفلسطينيين والموقف المبدئي لبلادها من القضية الفلسطينية كونها من أولى الدول التي اعترفت بدولة فلسطين ، كل ذلك جعلها حرصة على ان تبقى متابعة لقضاياهم ومهتمة بها من أي موقع تشغله.
وهي قالت ردا على سؤال خلال زيارتها امس المخيم مع وفد سفراء الدول الاسكندينافية " انها في أي موقع تكون فيه لديها نفس النظرة تجاه المخيم واللاجئين الفلسطينيين وقضيتهم ، لان سياسة السويد هي نفسها .نحن اعترافنا بفلسطين منذ زمن طويل ونحن ندعم كل منظمات الامم المتحدة ، ولكن الفارق بين الزيارات السابقة وزيارة اليوم هي في توقيتها في ظل الأوضاع التي يعيشها لبنان مقارنة بالوضع الذي كان عليه عندما كنت هنا سابقاً ..ولا شك ان هذا التدهور الذي حصل في لبنان يؤثر سلباً بشكل اكبر على اللاجئين الفلسطينيين".
السفراء الزائرون تجولوا سيرا على الأقدام في بعض شوارع المخيم وهم ينتقلون بين محطة وأخرى من برنامج زيارتهم تواكبهم عناصر من القوة الفلسطينية المشتركة. وأولى محطات جولة السفراء الثلاثة كانت في مدرسة السموع عند مدخل المخيم حيث التقوا عددا من الطلاب كما وعاينوا الاضرار التي خلفتها الاشتباكات الاخيرة التي شهدها المخيم . التقوا بعدها ممثلي القيادة السياسية الفلسطينية المصغرة بحضور مدير البرنامج الفلسطيني في اليونيسف في لبنان نزيه يعقوب واستمعوا الى مطالبهم والأزمات الحياتية والصحية والاجتماعية والتربوية التي يكابدها اللاجئون في المخيم، في ظل ما وصفه ممثلو القوى الفلسطينية بالشح في الخدمات التي يفترض ان تقدمها وكالة الأنروا مطالبين الدول المانحة والمجتمع الدولي الى تقديم المساعدات اللازمة اللاجئين لحين عودتهم الى وطنهم فلسطين.
ثم تفقد السفراء عيادة الأنروا ومركز التلقيح ضد كورونا واستمعوا من مدير قسم الصحة في الاونروا عبد الحكيم شناعة الى شرح عن عمل العيادة والتلقيح في المركز متوجهاً بالشكر الى منظمة اليونيسف على دعمها المركز المساهمة في تلقيح اكبر عدد ممكن من ابناء المخيم.
وكانت للسفراء تصريحات عبر فيه كل منهم عن انطباعه عن هذه الزيارة فقالت ديسمور "يسرني ان اكون هنا في عين الحلوة كسفيرة للسويد التي تدعم الاونروا وتدعم اليونيسف ويسرنا ان نرى كيف تعمل الاونروا بالشراكة مع اليونيسف ونحن شاهدنا بأم العين التحديات الهائلة التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون هنا في لبنان فيما يتعلق بمحدودية الوصول الى سوق العمل والقيود على العمل وعلى وصول الطلاب الى المدارس ونحن سنبذل كل ما في وسعنا مع سفراء الدول الاخرى دول لكي ندعم اليونيسيف والاونروا.
فيما قالت جوهل "سعيدة ان ارى التعاون مهم وقوي بين الاونروا واليونيسف في مخيم عين الحلوة ، والدانمارك ستظل ملتزمة دعم الاونروا، منذ سنتين كان هناك دعم اكبر من قبلنا لان الدنمارك ملتزمة المساعدة للقضية الفلسطينية وتبلغ قيمة هذا الدعم 18 مليون دولار في السنة .وهذا الهدف ان نبقى ملتزمين وفخورون بالنتائج والالتزام مع الامم المتحدة".
وبدورها قالت ورولدسن" يسرني ان اكون هنا في عين الحلوة اليوم وهي زيارة مهمة لنا لانه من المهم لنا ان نرى التحديات على الارض ، النروج قلقة بسبب الازمة المتفاقمة في لبنان وكيفية تأثيرها على الاكثر ضعفا وهم اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وهم من اولويات النروج ويسرنا ان نعالج هذه المواضيع بالشراكة مع اليونيسف والاونروا ويسرنا ان نرى العمل الذي تقوم به اليونيسف والاونروا هنا على الارض مع اللاجئين وفي خدمتهم".
ورحب مدير الأنروا كوردوني بوفد السفراء ومديرة اليونيسف وقال " لا يخفى على احد ان وكالة الاونروا في ازمة مالية ولكن نحن نستمر بكل جهودنا وبكل خدماتنا ونلتزم بان نزيد المساعدة لاننا في لبنان بحالة طوارىء وامكانياتنا ليست كافية ولكن علينا ان نزيد الدعم للمجتمع الفلسطيني. ونشدد على التزاماتنا كوكالة في ان نستمر بواجباتنا وبالشراكة مع اليونيسف ومنظمات اخرى واكيد بالشراكة وبدعم من الدول الموجود معنا سفراؤها الآن.
واعتبرت ممثلة اليونيسف " موكو" : اننا نستقبل اليوم سفراء دول هم شركاء لنا يساعدوننا في البرنامج دعم اللاجئين الفلسطينيين الذي نديره في اليونيسف. لدينا مساعدات من السويد والدانمارك والنروج وفنلندا ، واليوم سمعنا اصوات الاطفال الذين يريدون ان يتعلموا ويطوروا أنفسهم واليونيسف والاونروا تتعاونان لتوفير القرطاسية والكتب المدرسية ولكي نتأكد من وصول الطلاب الى التعليم نحن ايضا لدينا برنامج لحماية الطفل وايضا نحن نطبق برنامجا صحيا للحماية من الكوفيد , ونحن خلال هذه الازمة في لبنان نقدر اهمية حماية اطفال لاجئي فلسطين ونطلب من كل الاطراف في هذا المخيم وفي كل انحاء لبنان حماية الاطفال من العنف لان الاطفال هم امل المجتمع ونحن لدينا شراكة مع الاونروا ومع كل الاسرة الدولية لكي نؤمن مستقبل افضل لكل الاطفال".
المصدر | رأفت نعيم - مستقبل ويب
الرابط | https://mustaqbalweb.com/article/193119
تم النشر بواسطة صيدا سيتي Saida City في الثلاثاء، ١٢ أكتوبر ٢٠٢١
الرجاء الضغط على لوغو الفايسبوك لمشاهدة جميع الصور أعلاه