كلمة رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي في حفل إعادة إفتتاح قلعة صيدا البرية بعد إنجاز ترميمها بهبة إيطالية
ألقى رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي كلمة بمناسبة حفل إعادة إفتتاح قلعة صيدا البرية قبل ظهر اليوم الثلاثاء 12-10-2010
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة وزير الثقافة الدكتور محمد مرتضى، حضرة سفيرة ايطاليا السيدة نيكوليتا بومباردييري، حضرات السادة النواب: معالي الوزيرة السيدة بهية الحريري والدكتور أسامة سعد والمحامي إبراهيم عازار والفعاليات والحضور الكريم...
بداية، ارحب بكم جميعا في مدينتكم صيدا، المدينة التي تحتضن عبق أكثر من 4000 عام من التاريخ، والذي يتكشف معنا كل يوم، حقبة من حقباته سواء في الحفريات الأثرية المنظمة، أو حتى احيانا عن طريق الصدفة في موقع بناء هنا أو حفرية هناك. كل موقع وكل حجر من احجار المدينة القديمة، لديه حكاياه وخفاياه، والتي ان قدر لها ان تتكلم، لملأت ملايين الصفحات من كتب التاريخ.
والقلعة البرية التي نقف امامها اليوم لو قدر لها أن تتكلم، لتحدثت ربما عن صلابة أهل المدينة بوجه غزاة قهرتهم على اسوارها، وكان اخر نصيب للقلعة منه صاروخ من طيران العدو الاسرائيلي استهدفها في اجتياح ال 82. ولعلها كانت لتتحدث عن كثير من ايام الخير التي عاشتها المدينة، لكنها ايضا كانت لتتحدث عن سنوات من الاهمال الذي عانت منه المدينة على المستوى الرسمي، وتركت وحيدة لتقلع شوكها بيديها.
وقد قامت البلديات المتعاقبة يدا بيد مع أبناء المدينة عامتهم وخاصتهم، وبالتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية والجهات المانحة، كما هي مناسبة اليوم التي ما كانت لتكون لولا هبة ايطالية كريمة بقيمة 849 الف دولار، بالكثير من اعمال التطوير للبنى التحتية في المدينة القديمة، واعمال التنقيب والكشف عن الكنوز التاريخية.
وامام ما يمر به لبنان بشكل عام من ازمة اقتصادية لم يشهد مثلها التاريخ الحديث، وامام كل الخطط التي يتم وضعها لمحاولة النهوض من هذه الازمة، لا بد أن يكون للجانب الثقافي والتاريخي والسياحي نصيب، خاصة ان ما لدينا من مقومات في هذا المجال، اضف اليها بعض الاهتمام، يكفي لتمويل نفسه بنفسه لا بل ويفيض الى تنمية القطاعات الأخرى.
لذلك، فاننا نتطلع في مدينة صيدا، إلى مزيد من الاهتمام الرسمي بالمدينة، والمزيد من الاضاءة على قيمتها التاريخية، خاصة وأن المدينة على ابواب الانتهاء من الكثير من المشاريع السياحية الحيوية لا سيما المتحف الذي نقف على بعد عشرات الأمتار منه. نتطلع الى مزيد من الاهتمام الرسمي لانه سيكون ذا انعكاس كبير على الحركة السياحية في لبنان بشكل عام، وعلى المدينة طبعا بشكل خاص.
وأخيرا، لا يسعني امام القلعة البرية بحلتها الجديدة بعد سنوات طويلة من الخراب، ورغم ضبابية المشهد اللبناني اقتصاديا وماليا وعلى كافة الصعد، ان اتطلع ببصيص أمل الى مستقبل لبنان، وكلي ثقة أننا ان عقدنا العزم على اصلاح أمورنا، فلا بد أن يستجيب القدر، لأنه ما زال على ارضنا ما يستحق الحياة.
باسمي وباسم بلدية صيدا، أرحب بكم جميعا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم النشر بواسطة صيدا سيتي Saida City في الثلاثاء، ١٢ أكتوبر ٢٠٢١
الرجاء الضغط على لوغو الفايسبوك لمشاهدة جميع الصور أعلاه