مشروع "واصل" للنقل العام ينطلق قريباً والسائقون يعترضون .. السعودي: "المشروع ماشي" ولا يقطع أرزاق أحد
ما كادت بلدية صيدا تعلن استعدادها لاطلاق مشروع "واصل" للنقل العام في صيدا ومنطقتها بالتعاون مع شركة البيلاني للنقليات، وبتعرفة مدروسة تراعي الظروف المعيشية الصعبة الراهنة نتيجة الإنهيار المالي وإرتفاع سعر صرف الدولار، حتى ثار غضب السائقين العموميين الذين اعتبروا ان المشروع يساهم في قطع ارزاقهم، وهم بالاساس بالكاد يؤمّنون قوت يومهم.
ربما وقعت البلدية بين فكي كماشة، فقراراتها لا يمكن ان ترضي كل الناس، ولكن رئيسها محمد السعودي كان يختار دوماً الانحياز الى مصلحة الناس بعيداً من اي اعتراض او محاولة تمرد، تماماً كما كان الحال في الاشراف على توزيع المازوت على اصحاب المولدات الخاصة بعدالة وشفافية، ثم بإلزامهم بتسعيرة عادلة بعيداً من اي فوضى وتفلت بالتسعيرة وخاصة الجباية بالدولار الاميركي، ويكرر الخيار هذه المرة مع النقل العام.
ويقول الرئيس السعودي لـ"نداء الوطن": "ليست هناك كماشة... المشروع ماشي وسننحاز الى مصلحة الناس، واعتصام السائقين العموميين للتعبير عن موقفهم الخاص، ومفهومهم الخاطئ للمشروع، فهو يستهدف الطبقات الشعبية والفقيرة والكادحة التي لا قدرة لديها على استخدام التاكسي اصلاً، في كل بلد هناك نقل عام وخاص، وكل مواطن يختار ما يريد".
وشدد السعودي على "ان الهدف هو تخفيف وطأة الازمة المعيشية والاقتصادية عن ابناء المدينة ومنطقتها، ويجب عليهم ان يستوعبوا حجم الكارثة التي نعيشها والمتواصلة الى حين، فلا يمكن لاي مواطن عادي او عامل او اجير او مياوم ان ينتقل من بلدة عين الدلب المجاورة الى صيدا مثلاً بالتاكسي ويدفع 40 الف ليرة لبنانية ذهاباً ثم مثله اياباً، هذا يعني ان يوميته طارت على التنقل فقط من دون تأمين طعام وشراب عائلته، المشروع للنقل العام ولا يقطع ارزاق سائقي التاكسي ومن يريد الانتقال بها فالابواب مفتوحة وليست موصدة بل هو للتخفيف من المعاناة واي قرار لا يمكن ان يرضي كل الناس والمشروع سينطلق في القريب العاجل وربما في اسبوع الى ابعد تقدير".
وشرح مدير شركة البيلاني لخدمات النقل المهندس عدنان البيلاني تفاصيل المشروع الذي يتضمن في مرحلته الأولى تسيير 6 خطوط: صيدا – منطقة الفيلات والتعمير، صيدا – منطقة عين الدلب وحارة صيدا، صيدا – منطقة مجدليون وعبرا والهلالية، صيدا – منطقة بقسطا والشرحبيل وخطان دائريان في مدينة صيدا (الأولى - الكورنيش البحري- سينيق - الأوتوستراد الشرقي)، مشيراً الى أن الباصات ستكون جديدة ومكيفة ومجهزة بكاميرات وgps ومواصفات تراعي الحداثة والسلامة العامة والتعرفة قيد الدراسة وستتراوح بين 8 إلى 10 آلاف ليرة لبنانية، وعند إعتمادها ستكون موحدة للخطوط كافة. وخلال اجتماع تنسيقي في مقر البلدية قبيل اطلاقه، أكد كامل كزبر، عضو المجلس البلدي المكلف متابعة الملف "أن المشروع هو محل متابعة حثيثة من السعودي نظراً لأهميته للمواطنين وتنقلاتهم ووصولهم إلى مراكز أعمالهم بسهولة وبكلفة مدروسة، والفترة التجريبية تمتد من 3 أسابيع إلى نحو شهر سيتم بعدها تقييم تطور الخطوط وقد يتم توسعتها وزيادة الباصات لتصل إلى مناطق ومحطات أخرى تربط صيدا بالجوار وبالعكس".
في المقابل، قطع عدد من سائقي التاكسي العمومي الطريق في ساحة النجمة امام البلدية وركنوا سياراتهم، احتجاجاً على ما اعتبروه قطع ارزاقهم مع الاستعداد لاطلاق المشروع "واصل"، مطالبين بالتراجع عنه واقتصاره على بعض المناطق لان فيه قطعاً لارزاقهم، في ظل ارتفاع سعر صفيحة البنزين وغلاء كل قطع السيارات، من الزيت الى الاطارات والمكابح.
ويقول السائق الحاج كامل الزين "ان اطلاق المشروع يعني قطع ارزاقنا، لان البنزين غال، ومهما عملنا لا يكفي تأمين قوت يومنا، ونحن نستأجر النمرة ونريد ان تدعمنا الدولة بالبنزين كي نعيل عائلاتنا، وكل الحكي مع السائقين حول مستلزمات سياراتهم بالدولار الاميركي ونطالب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالنظر الى معاناتنا، علماً ان عدد الركاب تراجع كثيراً عن ذي قبل في الاصل". بينما يؤكد السائق محمد نسب لـ"نداء الوطن" ان "البنزين غال وكل قطع السيارة بالدولار، وما يجري معنا حرام، نشعر بأننا مهمشون ولذلك يجب ان تكون هناك خطة مدروسة تراعي ظروف الجميع، ونحن منهم".
المصدر | محمد دهشة - نداؤ الوطن