صيدا تواكب تشكيل الحكومة: بين الآمال والخيبات... "لن تشيل الزير من البير"
واكبت القوى السياسية والشعبية في صيدا باهتمام تشكيل الحكومة العتيدة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، بعد تذليل كافة العقبات، اهتمام لا يحمل الكثير من التفاؤل في خضم الازمات المعيشية والاقتصادية الخانقة، ولكنه على "قاعدة حكومة أفضل من الفراغ"، و"لن تشيل الزير من البير" كما يقول المثل الدارج، الا انه على الاقل ستوقف الانهيار او تحدّ من سرعته، وفي كلاهما تتراوح تطلعات الصيداويين بين الآمال والخيبات مجدّداً.
في يوم الانتظار للاعلان عن تشكيل الحكومة، حبس الصيداويون أنفاسهم وكادوا لا يصدقون نجاحها حتى اللحظة الاخيرة، اذ ان التجارب الماضية لم تكن مشجعة، سواء مع الرئيس سعد الحريري سابقاً او مع الرئيس ميقاتي نفسه، وفق ما يقول علي بعاصيري لـ"نداء الوطن" وهو كان ينتظر دوره عند احدى محطات الوقود للتزود بالبنزين، قبل ان يضيف "آمل ان تنتهي طوابير الاذلال هذه وتتوقف الاشكالات وحرق الاعصاب، وان يعود الدواء الى الصيدليات والقيمة الى العملة الوطنية".
مع كل تشكيل حكومة، يكرر الصيداويون مطالبهم في ما خص معالجة الأزمة المالية والإقتصادية الخانقة: وضع حدّ لتفلّت سعر الدولار الأميركي والغلاء ومراقبة الأسعار، زيادة الرواتب، توفير فرص العمل لجيل الشباب منعاً للهجرة، الإصلاح ووقف الفساد ومحاسبة المرتكبين والإنماء المتوازن، اي وقف الانهيار وعودة الازدهار. ويقول فؤاد الملاح: "سنبقى نتعلق بأي نور في آخر النفق، ولن نفقد الامل، نتمنى ان تنجح حكومة ميقاتي ويعيد الثقة الى اللبنانيين بمصير بلدهم ومستقبل ابنائهم".
ومن الميدان الى العالم الافتراضي، حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات ذات السخرية حيناً والمتفائلة حيناً آخر، وسط خشية من ان تكون الحكومة مفخخة بثلث معطل، وقال الناشط طارق: "بحق هذا اليوم الفضيل (اشارة الى الجمعة) تفرج علينا وعلى لبنان، لقد تعبنا كثيراً"، وقال حسام الرواس: "معليش لو بدها تكون طائفية شوي، بس ليش اعلان الحكومة بعد صلاة الجمعة مش بعد قداس الاحد"؟ وبينهما قالت ديانا الزين "أهضم شيء انه في التشكيلة الحكومية عائلات تكررت، بس الاسم الاول تغير"، بينما قال ناشط آخر على سبيل الممازحة "اليوم حكومة، الاثنين رفع الدعم، الثلثاء بتنزل العالم على الشارع، الاربعاء استقالة الحكومة والخميس برنامج مارسيل غانم". الى جانب الآمال، يبدو الأمر على أرض الواقع صعباً ومشهد المدينة مع الازمات بات مكرراً، عند محطات البنزين وسط اشكال من هنا او هناك، وقد دفع الغضب بعدد من المحتجين الى قطع الطريق عند محطة ابو مرعي سابقاً في الهلالية بسبب اقفالها وعدم افتتاحها كما الكثير من المحطات التي رفعت خراطيمها وانتزعت آلات التعبئة كمؤشر على طول الاقفال.
على ان الاخطر في الازمة كان بدء اقفال المستشفيات، فبعد مستشفى الجنوب (شعيب)، لوحت مستشفى "الراعي" باقفال اقسامها بسبب نفاد المازوت، غير ان تحركات عاجلة ادّت الى تأمين 30 الف ليتر من منشآت الزهراني من مخزون الاحتياط لانقاذها والمستشفيات الاخرى التي بات مخزونها في الرمق الاخير، الى جانب الافران بهدف منع تفاقم الازمتين الصحية والمعيشية.
المصدر| محمد دهشة - نداء الوطن| https://www.nidaalwatan.com/article/57359