بسام حمود: لماذا لا يُرد الجميل لصيدا التي قدمت الكثير لمحيطها والوطن؟
بعيداً عن الانفعالات الشخصية والخطابات الشعبوية والتعبئة المذهبية والطائفية والمناطقية...
وانطلاقاً من الثوابت الوطنية والاخوة الانسانية والعلاقات المصلحية!!!!
وعملاً بمبدء التعامل بالمثل....
عندما تم انشاء معمل فرز النفايات في صيدا.. كانت حجة بعض المسؤولين لتبرير استقدم النفايات من قضاء صيدا ومنطقة جزين وحتى بيروت اننا جميعنا أبناء وطن واحد ويجب ان نقف مع بَعضنا البعض لكي لا تغرق تلك المناطق بالنفايات!!
وعندما تم بناء معمل تكرير المياه الآسنة وتم استجرار كل البنى التحتية من منطقة جزين الى صيدا!!! قيل نفس الشيئ....
وصيدا منذ ذلك الوقت تدفع ثمن ذلك روائح وأضرار بيئية وامراض صحية وتلوث في مياهها الجوفية والبحرية..... وكله فداءً للوطنية والعيش المشترك!!!!
اما اليوم وللاسف الشديد اثبتت الأزمات المتلاحقة وآخرها أزمة الكهرباء والمازوت ان أحداً لم يتعاطى مع صيدا من نفس تلك المنطلقات التي ترجمتها صيدا بالفعل لا بالشعارات!!!!!
فلم نرى او نسمع من كل من تغنى بوطنية صيدا وصبّ عليها نفاياته ومجاريره، اَي شعور بالمسؤولية الوطنية تجاه المدينة التي ان قررت إغلاق مصبات المجاري و منع استقبال النفايات لغرقت عشرات المدن والقرى بالنفايات والمياه الآسنة.....
لماذا لا يُرد الجميل لصيدا التي قدمت الكثير لمحيطها والوطن!!!! أقلها بإعطائها حقها الذي تستحقه من مادة المازوت والذي يُعطى لها بالقطّاره!!!!!
ولماذا لا يُضحي ابناء منطقة جزين بشيء من الكهرباء من مشروع بسري من اجل صيدا التي لم تبخل عليهم بما هو اهم!!!!!!
ولا زالت صيدا حتى الان وستبقى تؤمن بشعارات الوطنية والإنسانية والمصالح المشتركة والمتبادلة!!!
اما ان بقي الحال على ما هو عليه.... فسنفكر كما غيرنا بمصلحة صيدا وابنائها بعيداً عن كل الحسابات الاخرى... وفق المثل الشائع " كما تراني يا جميل اراك".
بقلم الدكتور بسام حمود - المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب