الشهاب: اللغة العربية ينطق بها ويقرأ حروفها الملايين (لغة العالمية)!
عجب بعض الناس حين سارت الأحاديث بأن الأمة العربية تفكر في إتخاذ اللغة العربية، لغة رسمية... ولغة للعلوم!
رأى بعض الناس في هذا أمراً عسيراً وأملاً بعيداً بل حسبوه مستحيلاً؟ أما الذين يدعون اليوم هذه الدعوة في الأمة العربية ويقترحون أن تكون العربية لغة الثقافة، ولغة الخطاب، لديهم وأن يعرفها المثقفون ويفهمها المعلمون والمتعلمون ويكتب بها العالم.. ليس هذا محالاً ولا أملاً متعذراً.
وحسبنا أن نفكر في أمر اللغة الإنجليزية والفرنسية وكيف شاعت هاتان اللغتين في العالم العربي وصارتا في كثير من الأحيان واسعة التخاطب بين أفراد الأمة الواحدة.
وإن تكن الإنجليزية والفرنسية على غرابتهما وجنابتهما استطاعا أن تبلغا هذه المكانة؟ فأجدر بالعربية أن تبلغها وأجدر بها أن تكون طريقها إلى هذه المكانة، بل أسهل وأقرب.
وبصدق القول وبطرد القياس؟ ما لنا نضرب هاتان اللغتين مثلاً أو نقيم حجتنا بهما على القياس؟ ما لنا لا ننظر إلى التاريخ فنرى الحجَّة الواقعة والبرهان المبين!
لقد كانت اللغة العربية حيناً من الدهر لغة أكثر العالم من أقصى الأندلس إلى الهند والصين وكان العالم يخرج من فرغانه إلى غانه فيأخذ العلم ويعطيه ويخاطب باللغة العربية إلا أن اللغة العربية تراجعت مع أجيال الشباب العربي، و معظمهم لا يحسنون التكلم بالعربية ولا كتابتها ويعرفون العربية ويقرأون أصعب كتبها وغير قادرين على التحدث بها ولا محسنين الكتابة فيها وليس بين هؤلاء الشباب وبين إجادة العربية خطاباً وكتابة؟ إلاَّ أن يمرنوا عليها بوسائل يسيرة غير الوسائل التي تعلموا بها وعهدوها في مدارسهم؟
ناهيكم أن اللغات الأعجمية شاركت العربية حيناً فأخذت من ألفاظها ومفرداتها ومركباتها وقد تغلبت الألفاظ العربية على اللغات.. فليست الدعوة إلى إتخاذ العربية لغة رسمية دعوة مخالفة للتاريخ والواقع ولا هي غريبة ولا هي عسيرة بل هي تتمشى مع التاريخ ومع الثقافة ومع الدين!
ثم نحن لا نبخس اللغات غير العربية حقها، ولا نغض من شأنها، بل ندعوا إلى العناية بها.. وان دعوتنا إلى أن تكون اللغة العربية في كل الأقطار مكان الإنجليزية والفرنسية وتكون العربية لغة الثقافة العامة ولغة التراسل بين أهل اللغات المختلفة في الأمة العربية فإن إلتقى عربيان لهما لغتان مختلفتان كانت العربية لغتهما المشتركة يتحدثان بها مجتمعين ثم يتراسلان بها مفترقين وإذا كتبت دولة عربية إلى أخرى كتبت بالعربية لا بالإنجليزية أوالفرنسية الغريبتين؟
هذه دعوة يسيرة لا شطط فيها ولا إعنات وفي التاريخ وفي الحاضر شواهد لهذه الدعوة ودواعيها، ولا أحسب عربياً حقاً في أمة عربية يمارى (الشهاب) في هذه الدعوة أو يعارضها او يخذلها، فإنها الدعوة التي لا محيد عنها ما جمع العرب بين هذه الأمم! وجمعها على ثقافة مشتركة وعلى مقاصد في الحياة متفقة، وعلى أفكار متشابهة وحضارات متقاربة.
هذا ويتمنى (الشهاب) أن تكون العربية في البلاد العربية لغة الخطاب بينهم وبين اخوانهم أينما ساروا في أرجاء الأرض ويدعون إلى تحقيق هذه الأمنية بكل الوسائل: (اللغة العربية لغة العالمية)!
داعياً جميع الأصدقاء في المكتب الدائم للجامعة العربية أن يعطوا اللغة العربية استحقاقاً تاريخياً في جدول الأعمال!!!
(هذا الخطاب أعدّه الشهاب بمناسبة دورة اللغة العربية الذي كان مقرراً لحضوره في عمان – الأردن و تأجل بسبب الظروف الراهنة).
المصدر | بقلم المربي الأستاذ منح شهاب - صيدا
تم النشر بواسطة صيدا سيتي Saida City في الخميس، ٢٩ يوليو ٢٠٢١