أزمة المازوت تتفاقم في صيدا .. بوجي: الاشتراك في شهر آب المقبل سيتخطّى المليون ومئة الف ليرة لبنانية
على وقع الانتظار والاجواء الضبابية، بقيت أزمة شح المازوت في صيدا ومنطقتها تؤرق المسؤولين والمواطنين على حدّ سواء، وهي تتفاقم صعوداً حتى نام عدد كبير من ابنائها على العتمة، وبدا مشهد المدينة وكأنّه في سباق محموم بين تأمين المادة للمستشفيات والافران واصحاب المولدات ومعمل زهرة لانتاج الاوكسجين، وبين امتصاص الاحتجاج الشعبي الذي بدأ ينذر بانفجار، ترجم في أكثر من منطقة وحي من الاحياء بإقفال الطرقات بالاطارات المشتعلة وحاويات النفايات واحياناً بشكل فردي ونتيجة فورة غضب سرعان ما تنتهي.
واعتبر رئيس تجمّع اصحاب المولدات الخاصة في صيدا علي بوجي "انّ مردّ المشكلة ليس فقط ازمة المازوت وشحّها، بل الى التقنين القاسي بالتيار الكهربائي من قبل الدولة، حيث لا تزيد ساعات التغذية عن اربع ساعات في افضل الاحوال، ما يحمّل اصحاب المولدات العبء الاكبر في سدّ الفراغ، ومع شحّ المازوت وارتفاع الاسعار ترتفع الفاتورة ويشكو الناس"، مشيراً الى "ان المطلوب من الدولة ان تؤمّن على الاقل عشر ساعات تغذية كي يستطيع اصحاب المولدات سدّ فراغها، وغير ذلك لا فائدة من الامر حتى ولو تم تأمين المادة، لان الفاتورة ستبقى مرتفعة وسينوء كاهل المواطن تحتها في خضمّ الازمة المعيشية والحياتية الخانقة".
وعدّد بوجي اسباب عدم امكانية اصحاب المولدات تحمّل التقنين القاسي، قائلاً: "اولاً، لا نستطيع تحمّل 22 ساعة قطع، وثانياً تجهيزاتنا غير كافية وغير قادرة على ذلك، وانا واحد من الذين احترقت المولدات لديهم نتيجة الضغط، ثالثاً الناس لا تستطيع دفع كلفة الـ 22 ساعة تغذية بالمولد، اذ قد تصل الفاتورة الى اكثر من مليون ليرة لبنانية وهذا عبء كبير، وتقديرنا ان رسم الاشتراك في شهر آب المقبل سيتخطّى المليون ومئة الف ليرة لبنانية، اي اكثر من الحدّ الادنى بمرّتين تقريباً"، مؤكداً "وجود سوق سوداء خفيف لبيع المادة لأننا نرفضه ولا نستطيع المشي به وتحمّل كلفته، واحياناً نضطر لتأمين مئات الليترات حتى لا ننقطع او لتشغيل الآليات، اصحاب المولدات اتخذوا قراراً بعدم التعاطي معها وكل واحد يتصرّف حسب امكانياته في تأمين المازوت المدعوم، وبالتالي اطفاء المولدات أو التقنين بها لساعات يعود الى قدرته".
وامتداداً، اعتبرت جمعية تجار صيدا وضواحيها انّ عيد الأضحى المبارك يحلّ هذا العام في خضمّ أزمات اقتصادية واجتماعية كارثية تعصف بالبلد وتضيق خناقها على الناس في حياتهم ومعيشتهم، وتقلّص ما تبقى من مقدرات وقدرة لديهم على تحمّل تداعياتها المباشرة مالياً وحياتياً وخدماتياً وصحّياً، وفي ظلّ مسار متسارع من الإنهيار يجرف في طريقه القطاعات العاملة والمنتجة، وفي مقدّمها القطاع التجاري الذي لا يزال يتلقّى الضربات تلو الضربات تحت مطرقة الأزمات.
وقال رئيسها علي الشريف: "إنّ الجمعية قرّرت فتح المحال والمؤسسات التجارية في أسواق صيدا بدءاً من الجمعة حتى منتصف الليل لغاية عيد الاضحى، ونحن على تواصل مع مؤسسة كهرباء لبنان ومع أصحاب المولدات الخاصة من اجل تأمين التيار الكهربائي للسوق التجاري للمدينة طيلة فترات فتحه في التواريخ المذكورة، على امل ان تحلّ اعيادنا القادمة وقد تعافى لبنان من جميع أزماته".
المصدر | محمد دهشة - نداء الوطن | https://www.nidaalwatan.com/article/53162