حين تتحوّل العروض الرياضية البحرية ملاذاً للهروب من الضائقة الحياتية
فيما تشتد الضائقة المعيشية في واحدة من اسوأ الازمات التي يعيشها لبنان، وتمتد طوابير سيارات الانتظار على محطات الوقود كيلومترات، شهد المسبح الشعبي في صيدا حدثاً رياضياً برياً وبحرياً معاً، حاكى اوجاع الناس وهمومهم بعدما تحوّل متنفّساً للترويح عن النفس واراحة الاعصاب. الحدث الرياضي الذي نظّمه "صيدا اكستريم" ضم عدداً كبيراً من المحترفين والهواة الرياضيين، وتمثّل بعروض شيقة من الدراجات النارية وهي تتطاير في الهواء، مروراً بالتشفيط بالسيارات، وصولاً الى ركوب القوارب واعتلاء الامواج، تحوّل "بقعة ضوء" للكثير من المواطنين الذين وجدوا انفسهم بحاجة ماسة الى الهروب من ضغوط الحياة وضنك العيش ولو لبضع ساعات.
ويقول منظم النشاطات البحرية والبرية هشام سعد "الشعب اللبناني تحل عليه الكارثة تلو الاخرى يبقى يفتش على بقعة ضوء وامل ليعيش بكرامة، لقد سمعنا من الناس انتقادات لاننا نهدر البنزين في التشفيط"، نحن لا نستعمل البنزين في سياراتنا بل "ايتونول"، وقد أحببنا ان نرفع الهم والغم عن الناس وتأتي وتشاهد عروضنا علّنا نخرج من الازمات النفسية ليريحوا اعصابهم".
ويؤكد زياد جمعة "كاياك صيدا"، ان "الحياة يجب ان تستمر طالما نحن لم نستطع تغيير الوضع، حرصنا على المشاركة بالنشاطات لاننا نحب المغامرة اولاً، ولاننا هربنا الى البحر لنشكو همومنا واوجاعنا... يبدو ان حكامنا كسبوا المعركة بدل ان يرحلوا نحن سنرحل".
ويثني محمد الذي يعشق هواية ركوب الامواج على كلام جمعة، ويقول: "هربنا من همومنا اليومية وقررنا الابتعاد عن قرف السياسيين... ليتنا نستطيع رميهم في البحر والتخلص من الانهيار والفساد".
بينما يقول حسام السمرة الذي يقود دراجة: "انا هنا لاكسر الحاجز النفسي والاقتصادي، املاً أن يأتي يوم الفرج ونعود الى حياتنا الطبيعية بعد انتهاء الوباء والغلاء". وقالت عناية حرفوش:"فسحة أمل جديدة لشباب في البحر والبرّ على القوارب والدراجات، عروضات تجعلك لدقائق تنسى هموم الحياة التي حفرت في كل تفاصيل يومياتنا".
ويقفز عامر عمورة بدراجته من على المنصة، وسط توقف سيارات العابرين من صيدا الى الجنوب، ويقول: "نتسلى ونصرف الاموال لنسلخ شيئاً من تراكمات أوجاعنا، انها رياضة القفز بالدراجة النارية لنلفت انتباه كل سياسي اننا ما زلنا نأمل بالقفز فوق ازماتنا وتشكيل حكومة جديدة". على بعد أمتار معدودة من قفز الدراجات النارية في الهواء، كانت مئات السيارات تنتظر دورها لتغنم بليترات من البنزين، لم يستوعب اصحابها الفكرة، ويقول ابو مصطفى الصباغ وهو سائق سيارة تحمل لوحة عمومية: "عندنا مثل شعبي يقول الناس بالناس والقطة بالنفاس"، ننتظر دورنا تحت أشعّة الشمس للحصول على البنزين، حبّذا لو يعود نبي الله موسى عليه السلام ويحمل هؤلاء الفراعنة (حكامنا بغالبية اطيافهم) ويلقيهم في البحر.
المصدر | محمد دهشة - جريدة نداء الوطن | https://www.nidaalwatan.com/article/52280
Posted by صيدا سيتي Saida City on Monday, July 5, 2021