صيدا سيتي

على الرغم من كل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والأسرة التربوية فيه إدارة ومعلمين وطلابا واهال ، نجحت ثانوية حسام الدين الحريري التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا من تحويل هذه الظروف الى حافز إضافي للإستمرارية بتأدية ومتابعة رسالتها التربوية المقاصدية بمزيد من العزيمة والاصرار على المضي بخطى ثابتة على دروب المستقبل ومنح الأمل للأجيال الصاعدة ، مجتازة بتميز وتماسك عاماً دراسياً غير عادي بل استثنائي بكل ما حفل به من تحديات وأزمات ، وماضية في زرع العلم والمعرفة والقيم المقاصدية في عقول ونفوس طلابها ، فكان موسم القطاف على بيادر الحسام اكثر من استثنائي بثماره ونتاجه متوجاً بالنجاح والتفوق والابداع ، مفعماً بإرادة الحياة والمثابرة والجهد والتغلب على كل الصعوبات والمعوقات التي اعترضت التعليم او رافقت تجربة التعليم المدمج او عن بعد ، كيف ولا وقد اختصرت مديرة الثانوية السيدة منى مجذوب شعار الثانوية لهذه السنة بعبارة واحدة " محكومون بالأمل".

فقد اطلقت ثانوية حسام الدين الحريري في صيدا الدفعة الثالثة عشرة من طلاب صفوف الثالث ثانوي بفرعيه" الإنكليزي والفرنسي" وفي مختلف الشهادات " علوم الحياة - الاجتماع والاقتصاد- العلوم العامة البكالوريا الدولية ( IBDP2 ) - المنهج الأجنبي ( IP) - المنهج الفرنسي لشهادة علوم الحياة" ، وذلك باحتفال اقيم في حديقة المدرسة حضره حشد من أهالي الخريجين، وتقدم حضوره نائب رئيس الجمعية رئيس المجلس التربوي الدكتور حسن الشريف وعضوا المجلس الإداري " المحامي حسن شمس الدين والدكتور جمال البزري " واعتمدت فيه شروط الوقاية من فيروس كورونا . وكان باستقبالهم مديرة الثانوية السيدة منى المجذوب ومديرة القسم الثانوي السيدة جنى ابو عرم مع فريق العمل المنسقين للحفل"خليل المتبولي ، هبة شمندي واميرة حريري  "وافراد من الهيتئين الإدارية والتعليمية، ومسؤولو الأقسام وافراد من الهيتئين الإدارية والتعليمية.

بعد دخول موكب الخريجين ، وتقديم من عريفة الحفل هنادي فرحات والنشيد الوطني اللبناني ونشيد المقاصد ، كانت تلاوة عطرة من الذكر الحكيم رتلها الطالب محيي الدين الحريري.

المديرة منى المجذوب

ثم تحدثت مديرة الثانوية منى المجذوب فقالت" أهلًا بكم في حفلنا الّذي نطوي به عامًا استثنائيًّا تُوّج بالمصاعب والتّحدّيات، عامًا تسلّحنا فيه بالعزيمة والإصرار أكثر فأكثر لنعبر النّفق المظلم في مجتمع قيّدته سلاسل العناء والقهر. كيف لا؟ ونحن، “محكومون بالأمل"، “محكومون بالأمل" . وبالفعل، لم يمنعنا التّعلّم عن بعد من تحقيق الرّؤية والرّسالة لبناء المواطن الصّالح، النّافع لوطنه ومجتمعه، لبناء الإنسان المدرك الواعي، القادر على التّعامل مع متغيّرات العصر وتطوّراته، بل كان حافزًا لإغناء مسيرتنا التّعليميّة بكلّ جديد ونافع، وبكلّ خبرة مؤثّرة دائمة، وترسيخ كلّ قيمة ترفع من شأن متعلّمينا وتُغني إنسانيّتهم، ليكونوا أسمى إنجاز نهديه لهذا الوطن".

وأضافت " ومن هنا توغّلنا كفريق قياديّ تربويّ في عالم ال Vuca World لابتكار استراتيجيّات قياديّة تحاكي هذا العالم المتغيّر، الغامض، فكان لا بدّ من بناء قادة يتمتّعون بصفات تتماشى مع عالمنا اليوم: قادة يكونون قادرين على التّصرّف بمرونة ورشاقة بما يتماشى مع التّغيّرات، متمتّعين بفهم شامل لمجريات الأحداث، وبرؤية ثاقبة، بعيدة المدى، وكلّ هذه الصّفات تُرجمت على أرض الواقع من خلال إنجازات مهمة نذكر منها:  

- حصول ثانويّة حسام الدّين الحريري رسميًّا على الاعتماد من قِبل وكالة التّعليم الفرنسيّ في الخارج، وذلك بعد موافقة وزارتيّ التّربية والخارجيّة في فرنسا لاعتماد منهج التّعليم الفرنسيّ في المرحلة الثّانويّة وتطبيقه.

- معرض برنامج السّنوات الابتدائية PYP Exhibition، الّذي تناول قضايا متنوّعة ثقافيّة، واجتماعيّة... عكس فيه متعلّمونا الصّغار أفكارهم، فكانوا باحثين، مطّلعين لإيجاد الحلول المناسبة، فترجموا بذلك ملامح المتعلّم المتسلّح بمهارات القرن الواحد والعشرين.

- كما سطع نجومنا في المرحلتيْن المتوسّطة والثّانويّة في نموذج هيئة الأمم المتّحدةconference MUN حيث أقاموا مؤتمرًا افتراضيًّا شاركوا من خلاله أبحاثهم ومعلوماتهم في قضايا عالميّة ومحلّيّة، مظهرين قدرتهم على التّفكير النّاقد البنّاء، وتقديم الحلول النّاجحة، في وقت تعجز فيه الدّول الكبرى عن إيجاد البدائل المناسبة.

- بالإضافة الى قبول العديد من طلّابنا هذا العام في جامعات دوليّة مرموقة (Stanford university-university of Alberta-university of Manchester - Ivy league Pennsylvania university- McGill university- full merit scholarship at Lebanese American university و غيزها ، ليعكس هذا النّجاح الملامح والمهارات الّتي تسلّح بها أبناؤنا طيلة سنواتهم الدّراسيّة. 

- و بصفتي رئيسة جمعيّة مدارس البكالوريا الدّوليّة IB في لبنان، كانت لنا عدّة لقاءات متواصلة مع مدير منظّمة  IB وغيره من القادة التّربويين، أثمرت تبادلًا للخبرات في كيفيّة ممارسات التّعلّم من بعد، ومجابهة التّحدّيات الّتي واجهتنا، إضافة إلى الدّعم الدّوليّ الّذي حصلنا عليه من قِبل هذه المنظّمة التّربويّة و من قبل السفارة الفرنسية.".

وتابعت المجذوب "أبنائي الخرّيجين..تتعلّق بكم اليوم عيون آبائكم وأمّهاتكم يعتزّون بكم، ويأملون منكم، فكونوا بارّين لهم عملًا وخلُقًا وعلمًا وأداءً، وأمانةً تؤدّونها حقّها في نفوسكم ومستقبلكم، وكيف لا تفعلون؟ ونجاحاتكم مطلبهم وإنجازاتكم مصدر فخرهم. فكونوا لنا ولهم مصدر فخر واعتزاز. واسمحوا لي، أن نرثي ابننا ورفيق طفولتكم يوسف عويدات، رحمه اللّه، وأسكنه فسيح جنّاته، فمنه نتعلّم معنى الأخلاق الفضيلة، ومن روحه المرحة نستلهم التّمسّك بالأمل والتّفاؤل بالحياة، فكونوا شبابًا متسلّحين بالعزم والهمّة والمروءة. كونوا مواطنين نافعين لأنفسكم ومجتمعكم ووطنكم، فكلّنا مؤمنون بمهاراتكم وقدراتكم وإمكاناتكم الّتي تؤهّلكم لذلك، وتمكّنكم من التّميّز والإبداع، وإن اختلفت المجالات".

وختمت المجذوب بالقول "  لا يسعني إلاّ أن أقول: السّعادة والنّجاح متلازمان، فمتى وُجد النّجاح وُجدت السّعادة. وفي هذه اللّحظة الّتي لا تسودها إلاّ السّعادة، أودّ أن أشكركم على هذا الشّعور الرّائع الّذي يعترينا جميعًا اليوم. كما أتوجّهُ بالشّكرِ إلى جمعيّةِ المقاصدِ الدّاعمةِ دومًا لتطلّعاتنا إلى تقديمِ الأفضلِ على صعيدَي التّربيةِ والتّعليم.خالص دعواتي لكم... بأن تبقوا من المتّصفين بالمُواطنة الصّالحة الهادفة، النّافعة المؤثّرة، الّتي تضمن الغنى والقوّة لمسيرة هذا الوطن الحبيب".

د. حسن الشريف

كلمة جمعية المقاصد ألقاها نائب رئيس الجمعية الدكتور حسن الشريف واستهلها بنقل "تحيات رئيس المجلس الاداري الأستاذ يوسف النقيب الذي اضطرته ظروفه الخاصة لأن يغيب عن الحفل ، وتحيات أعضاء المجلس الاداري . وقال" احيي بهذه المناسبة وبشكل خاص كل اسرة المقاصد التي عملت على الوصول الى هذا اليوم بالرغم من الصعوبات الجمة التي مررنا ومروا بها نتيجة الكوارث المتراكمة في سماء لبنان الحبيب. ارحب بكم في رحاب ثانوية حسام الدين الحريري التي ولدت من رحم المقاصد ذات التاريخ التربوي العريق في صيدا ، بدعم من وعزيمة من الرئيس الشهيد رفيق الحريري . هذا الصرح الذي خرج دفعات متتالية من الشباب والشابات المتميزين بالفكر النير والعقل المتفتح .وها نحن نلتقي اليوم لنحتفل معا باطلاق دفعة جديدة من هؤلاء يندفعون الى مسارات جديدة في الحياة مزودين بقيم المقاصد وتراثها".

وأضاف" نحن نعتز ونفتخر بأن هذه الثانوية قد استمرت بالعمل الناجح في جميع برامجها وبالاعداد الفعال لطلبتها على اختلاف أوضاعهم ومتطلباتهم وذلك بالرغم من الصعوبات التي واجهناها جميعاً ، وبالرغم من اشكالات التعلم والتعليم عن بعد !!. ان هذا الأسلوب  التربوي حتما يشكل قفزة نوعية في التكنولوجيا التربوية ، وكان لا بد أن نصل الى ذلك عاجلاً أم آجلاً ، لكننا اضطررنا للغوص فيه مبكراً ، ومع ذلك سعينا لإعداد الجميع للتفاعل مع هذه التكنولوجيا معلمين ومتعلمين وأهالي ، بالرغم من الاشكالات التي يعانيها لبنان من انقطاع للتيار الكهربائي والتقطع بخدمات الانترنت وغير ذلك".

وقال" نحن نعتز بكل افراد أسرة ثانوية المقاصد ويشكل خاص اسرة ثانوية حسام الدين الحريري الذين عملوا كل ما يستطيعون لمتابعة العطاء التربوي لإعداد تلاميذهم وبالشكل الأفضل ولنصل معهم جميعا الى هذا اليوم البهيج . نحن نحتفل معكم اليوم لنؤكد مجددا اننا سنعمل كل ما يلزم للاستمرار في تحقيق هذا الصرح العريق لمساره المقاصدي ليزرع في نفوس طلبته كل قيم المقاصد وتراثها . ونحن اليوم لا بد ان نوجه تحية الى كل الشخصيات الصيداوية الكريمة التي قدمت وتقدم بصمت كل دعم لاستمرار الجمعية في عملها ولاستمرار مدارسها الأربع . كما لا بد اليوم من ان نوجه تحية خاصة الى السفارة الفرنسية في لبنان والى الحكومة الفرنسية لما قدموه من دعم ملموس لهذه الثانوية ., ولأهالي طلاب عديدين فيها ما سمح باستمرار العمل في هذه الثانوية رغم كل الصعوبات".

وأشاد الشريف بمديرة الثانوية منى المجذوب "التي نجحت بقيادتها الحكيمة وصبرها ومثابرتها على ضمان تماسك الأسرة التربوية في هذه الثانوية واستمرار عطائها وانجازاتها ، وبالفريق التربوي للقسم الفرنسي الذي عزز تقدم القسم ليهيىء الدفعة الأولى من طلبة البكالوريا الفرنسية وليقيم افضل العلاقات مع الدائرة التربوية في السفارة الفرنسية . ونحن نعتز انه بالرغم من كل الصعوبات التي واجهها لبنان وواجهتناها في صيدا وفي المقاصد استمرت القيادة التربوية المتميزة في ثانوية حسام الدين الحريري بضمان استمرار كل البرامج الإبداعية والمتطورة في هذه الثانوية وفي ضمان اعتمادها من الأطراف الدولية ذات العلاقة".

وأضاف "نشهد اليوم انطلاق دفعة جديدة من شبان وشابات المقاصد الذين نعتز بان اسرة المقاصد واسرة ثانوية حسام الدين الحريري قد اعدوهم افضل اعداد ، وزودوهم بالعلم والمعرفة والمهارة الأفضل ليواجهوا مسارات الحياة المتشعبة التي سينتشرون فيها . ونتمنى ان يحملوا في نفوسهم كل المعرفة والمهارات وكذلك كل القيم والأخلاق العربية والإسلامية التي عملت هذه المؤسسة على زرعها فيهم لتساهم في تنمية شخصياتهم . ولقد انتهجت القيادة التربوية في هذه الثانوية سبيل التميز والجودة والابتعاد عن الأساليب التقليدية في التعليم والتعلم وعملت بجهد ومثابرة على استمرار هذه الميزة في هذه الثانوية من خلال رؤية تربوية تعتبر الطالب وشخصيته هما الأساس كما تعمل على التحديث المستمر في المناهج وأساليب التعليم وادواته من اجل الارتقاء بشخصية الطالب وتوسيع افاقه ودفعه الى التفكير المتفتح والمبدع مع ضمان الارتباط بالمجتمع المحيط به وبقيمه ومع انفتاح على العالم بتطوراته المتسارعة .وهنا لا بد من الإشادة أيضا كما دائما بالبرنامج الاستثنائي الفريد في صيدا والجنوب للاهتمام بذوي الاحتياجات التعليمة الخاصة واعدادهم لمتابعتهم حياتهم والاندماج في المنجتمع حولهم".

وقال " نحن اليوم واقولها باسم المجلس الإداري للجميعة نؤكد اننا سنعمل بكل قدراتنا لتستمر المقاصد في صيدا وهذه الثانوية بالذات بالقيام بدورها وفي اعداد دفعات متتالية من الخريجين والخريجات الذين نأمل ان يبرز بينهم وبينهن قيادات فاعلة ومؤثرة تحمل رايات الإنجاز في مختلف مجالات الحياة  التكنولوجية أولا ولكن أيضا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية".

وتوجه الشريف الى الخريجين والخريجات بالقول " أنتم اليوم على ابواب مرحلة مفصلية في حياتكم وستواجهون عالماً متسارع التغير والتعقيد . مختلف مجالات الحياة ، التكنولوجية خاصة ولكن أيضا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بل حتى في القيم والمبادىء التي تحكم حياة الانسان والمجتمع.

ان التغيير هو سنّة الكون ، لكن وتيرته تتسارع اكثر من اي وقت مضى ومفتاح التطور والنجاح هو في تقبل التغيير ، بل في المشاركة في صنعه لأن ذلك سيجعل منكم قادة تشاركون في صنع مستقبل البلد والأمة والانسانية . ان التغيير والتقدم لا ينجح الا اذا بني على اسس راسخة من تراث الانسان والمجتمع . فالابداع الناجح يرتكز على ما تراكم من انجازات إنسانية سابقة كما يرتكز على القيم والمبادئ الإنسانية التي تضمن استمرار المجتمعات بقيمها وتراثها .املنا ان تقبلوا على التجديد والابداع في حياتكم المستقبلية وان تغرفوا من هذا التطور المتسارع ولكن مع الحفاظ على اقدامكم ثابتة في الأرض ومع حفاظكم على القيم العربية والإسلامية والإنسانية السمحة التي نمتها المقاصد فيكم في رحاب ثانوية حسام الدين الحريري .نحن فخورون بكم وبكن ونتطلع الى نجاحاتكم ونجاحاتكن كما نتطلع الى بقائكم على تواصل مع مؤسستكم وثانويتكم". 

وختم الشريف بتوجيه الشكر الى المديرة المجذوب والى جميع العاملين في الثانوية اداريين ومعلمين وعمالاً ، والى الاهالي جميعا " الذين تحملوا معنا وتحملنا معهم الأعباء التي اوصلتنا الى هذا اليوم من اجلكم ومن اجل نجاحاتكم . وها نحن نتشارك معهم ومعكم افراح هذا اليوم البهيج متمنيا ان تكتمل افراحهم وافراحنا بكم وفيكم ومعكم".

وبعد عرض فيلم عن الخريجين وكلمات بإسمهم القاها زملاؤهم " لارا الحاج ، غيد البزري ، سابين البابا " ، وجهت اسرة الثانوية تحية خاصة الى روح طالبها الراحل يوسف عويدات بإطلاق بالونات بيضاء من قبل الخريجين في أجواء المدرسة . ثم جرى توزيع الشهادات على الخريجين.

وتخلل الحفل لوحة فنية قدمتها الطالبتان نهيلا ضاهر ونور قدورة ، فيما أدت الطالبة لارا حشيشو أغنية " يا ست الدنيا يا بيروت " تحية للعاصمة اللبنانية ، ووسط تفاعل كبير معها من الحضور.

المصدر | رأفت نعيم 

الرجاء الضغط على لوغو الفايسبوك لمشاهدة جميع الصور أعلاه