أجراس المدارس الرسمية تقرع في صيدا: تعليم حضوري... وسط اعتراض
عادت صفوف الطلاب ومن مختلف المراحل التعليمية في المدارس الرسمية وقلة من الخاصة تضج بالحركة بعدما قرعت اجراس العودة اليها حضورياً بعد صمت طويل في اعقاب إقفال قسري وطويل بسبب الاجراءات الوقائية لمنع تفشي فيروس "كورونا"، ولم تخل العودة من خلافات في "الرسمية" بسبب عدم الاخذ بآراء المعلمين.
وترجمت الخلافات ارباكاً في مدارس صيدا، على اعتبار العودة "غير آمنة" كلياً، طالما ان افراد الهيئتين التعليمية والادارية لم يتلقوا اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا" رغم تدني اعداد الاصابات والوفيات، فسجل حضور للطلاب وفق نظام المجموعتين وغياب بين المعلمين المتعاقدين في المدارس الرسمية، مقابل عدم التزام المدارس الخاصة بالعودة إلى الصفوف بعدما قررت متابعة "التعليم عن بعد" عبر "الأونلاين".
واتخذت مدارس صيدا الرسمية التي فتحت أبوابها إيذاناً ببدء المرحلة الثانية من عودة الطلاب إلى التعليم المدمج... الاجراءات الوقائية الصحية المطلوبة لجهة التعقيم والتشديد في النظافة، فحص الحرارة قبل الدخول الى الصفوف، بينما التزم الطلاب بوضع الكمامة والتباعد الاجتماعي، في مشهد غاب عن المدارس منذ وقت طويل.
واوضح رئيس المنطقة التربوية في الجنوب الدكتور باسم عباس لـ "نداء الوطن"، ان المدارس الرسمية فتحت ابوابها 100%، فيما حضور المعلمين في الملاك كان 96%، والمتعاقدين 67%، بينما الطلاب 40%، مشيراً الى ان الانطلاقة في الايام الاولى من استئناف التعليم الحضوري جيدة، ونتوقع تجاوز اي عقبات قد تظهر، موضحاً في الوقت ذاته ان العملية الحضورية ستتواصل حتى نهاية العام الدراسي وفق تقسيم المجموعتين والذي يتوقع ان ينتهي في حزيران القادم.
في المقابل، قالت النقابية ايمان حنينة لـ نداء الوطن"، ان الاعتراض على العودة للتعليم الحضوري مرده الى عدة اسباب، منها الانقلاب على نتائج استبيانين لرابطتي التعليم الأساسي والثانوي حيث جاءت النتائج رافضة للتعليم الحضوري في الصفوف الانتقالية قبل تلقي اللقاح كما أن الوزارة لم تكترث باستبيانين أجرتهما قوى نقابية مستقلة (التيار النقابي المستقل. النقابيون الثانويون. أساتذة الأقضية. أساتذة من التعليم الثانوي) وقد أعادت النتائج تأكيد المؤكد بعدم الموافقة على التعليم الحضوري في الصفوف الانتقالية (اي جميع الصفوف ما عدا صفي الشهادتين المتوسطة "البريفية" والثانوية "البكالوريا الثانية")، ومنها عدم تلقي جميع المعلمين لقاحات "كورونا" للعودة الآمنة، ومنها عدم تأمين الحد الادنى من احتياجاتهم وخاصة البنزين في هذه الايام مع أزمة التقنين، حيث يضطر المعلمون الى الانتظار ساعات وعلى أكثر من محطة لتأمين حاجتهم للتنقل، ومنها استمرار ازمة المتعاقدين من دون اي حلول، حيث ان أجرة ساعة التعليم ما زالت بعشرين الف ليرة لبنانية، موضحة "ان المدارس الخاصة في صيدا لم تفتح ابوابها وهي ملتزمة بـ "التعليم عن بعد"، لانها قررت عدم تعريض الطلاب لاي خطر من الفيروس خاصة مع الاسابيع الاخيرة من العام الدراسي.
وقالت الطالبة نسرين الخطيب وهي تتوجه الى مدرستها وتحمل وردة حمراء، "انني سعيدة بعودتي الى المدرسة، فقد اشتقت الى زميلاتي اللواتي لم التقِ بهن منذ وقت طويل، كما الى معلمتي وسأهديها هذه الوردة"، بينما قال الطالب حسام حجازي "اتمنى ان تكون هذه العودة الى المدرسة بداية لنهاية الوباء وتعود الحياة الى طبيعتها، لقد مللنا من الحجر المنزلي وعدم الالتقاء بالزملاء والاقارب، الحياة بدونهم لا تطاق".
ولم يخل اليوم الأول من العودة الى المدارس من طرائف ممزوجة بحقائق، اذ تداول ناشطون على "مواقع التواصل الاجتماعي" تعليقات كثيرة ومنها ان احد الاباء ارسل كتاباً الى مدير مدرسة موقعاً من صاحب محطة وقود وليس من طبيب كما جرت العادة، يعتذر فيه عن ايصال أبنائه ليس لانهم مرضى بل لان البنزين نفد من سيارته ولم يستطع تعبئتها بسبب أزمة التقنين.
المصدر | محمد دهشة - نداء الوطن | https://www.nidaalwatan.com/article/47006