"ضبط الحشيشة" سلّط الأضواء مجدّداً على واقع مرفأ صيدا القديم
إحباط تهريب أربعة أطنان من حشيشة الكيف كانت معدّة للتصدير إلى مصر على متن الباخرة CESAR عبر مرفأ صيدا القديم، سلط الاضواء على واقعه للمرة الثانية في غضون عام واحد، اذ المرة الاولى كانت في عقب انفجار بيروت الكارثي في 4 آب من العام الماضي لاستخدامه كمرفأ مساعد لاستقبال البواخر التجارية وافراغ حمولتها بانتظار اعادة تأهيل مرفأ العاصمة.
يقع المرفأ مقابل القلعة البحرية وهو صغير الحجم، وهو مرفأ للصيّادين ومرفأ سياحي في آن معاً، يقصده السّياح في فصل الصيف للذهاب إلى جزيرة صيدا "الزيرة" بشكل أساسي، وهو فعلياً يعتبر رصيفاً فيه حوضان داخلي وخارجي، ويستقبل السفن التجارية المحملة بالاثقال من حديد ورخام وصخور ولا يزيد عمقه عن ستة امتار.
ويقول المؤرّخ الصيداوي الدكتور طالب محمود قرة أحمد لـ"نداء الوطن" ان المرفأ هو عبارة عن رصيف، بني وطوّر خلال الاحداث اللبنانية ويتّسع لباخرتين في الداخل والخارج قبالة القلعة البحرية، وقد حاولوا تطويره برصيف في منتصفه حيث يوجد "القبان" اليوم، ولكن لم تنجح البواخر بالرسو بمحاذاته كون المنطقة صخرية وغير عميقة، لقد رست باخرة واحدة تحمل الزفت السائل ولم ترس غيرها، وبقي المرفأ على طاقته في استقبال باخرتين لا تزيد حمولة اي منهما عن 4 آلاف طن، لانها تضرب بالارض لان المياه بعمق ما بين 6-7 امتار فقط.
واوضح ان تقسيم استقبال المرفأ في الخريطة اللبنانية جاء للاثقال: الحديد والخردة والرخام والصخور، اي ما لا يستقبله مرفأ بيروت لانه يتسبب باضرار في الرصيف، مشيراً الى ان مرفأ بيروت خصص للتجارة الداخلية والخارجية، وجونية للسياحة، وطرابلس للخشب، والجية للفيول وكلينكر" وهي حبوب لصناعة الترابة، وصور للسيارات.
مقابل هذا الواقع المحكوم جغرافياً، ولدت فكرة مشروع مرفأ صيدا على يد رئيس الحكومة الاسبق الشهيد رفيق الحريري الذي خطط لإنشاء "مرفأ بحجم وسطي وبوظيفة عادية غير متخصصة" في جنوب المدينة، بعدما تبيّن أنّ إنشاءه على مدخل المدينة الشمالي له عواقب تراثية وبيئية وسياحية، وقد انطلق العمل في العام 2011 بموجب مرسوم 5790 أصدرته حكومة تصريف الأعمال في 6 نيسان 2011 وتديره "مصلحة استثمار مرفأ صيدا" التابعة لوزارة الأشغال العامة والنقل وهو مؤلّف من حوض واحد يستوعب البواخر متوسطة الحجم فقط إذ لا يتجاوز عمقه 10 أمتار ورصيفه الذي أنجز خلال المرحلتين بطول 275 متراً. وتشكل تجارة الخردة 54% من حركة مرفأ صيدا، الأمر الذي يتطلب إعادة التفكير والتخطيط لاستيراد المواد الغذائية".
المصدر | محمد دهشة - نداء الوطن | https://www.nidaalwatan.com/article/46994