الشهاب في اختتام أسبوع (الصحافة اللبنانية)!
كثيرون حملوا الأقلام فظنوا أنهم هداة صحفيين؟ واستطاعوا الكلام، فحسبوا أنهم قادة الصحافة؟ فاستنسروا بين عصافير؟ وكان لهم سلطان نافذ ورأي بإسم الصحافة؟ وإن الأقلام ما ينفث كالأفاعي سماً لا مداداً؟ وإن من الأقلام ما يبعث الخطوب من حولها؟ ومن بعدها؟ فالقلم إن كان نزيهاً صرفاً ترافقه حكمته، تميز الحقيقة من الشر، فتأخذ عنه ما ينفع الناس، وتدع الزبد يذهب جفاء.
لذا كان لا بد من صحف جيدة تدعو الناس على بصيرة لتصّد الأذى مَن أجمعوا كيدهم، ثم أتوا صفاً ليقذفوا في قلوب الناس ما يحملون من أوزار، فأساءوا إلى الصحافة بإحتقارهم الصحافة؟ وقد ظنوا أن الصحافة إغراء عاطفة؟ وإملاء خيال؟ ليس لهم مع غيرها مجال للنيل من مزايا الصحافة وصيدليتها التي لم تغادر علاج صغير أو كبير من أمراض وأحداث الأيام إلا أحصته وكان لها دوراً رئيسياً في (العيش اللبناني المشترك) وتزيده إصلاحاً.
تلك غاية الصحافة دفاع! ومعلومات! وبحث! فما أحوج الشعب إلى تلك الصحافة ليسلم حاله ويهدأ باله من غوائل أفسدت معنى الصحافة، وبدلت سبيلها، وغيرت قصدها.
كانت الحواث لتزيدنا إستمساكاً بالصحافة، وبغايتها، ولجميع السائلين عن السلامة إلى سواء السبيل فليس عمل الصحافي نشر كل ما سلمت لغته أو علا أسلوبه، بل هناك غاية أسمى من ذلك أو غايات: أجلَّها.. الإصلاح! وما أكثر ما تغافلت الصحف عن مثل هذه الغاية فيهدم كاتب ما بناه آخرون؟
ولعمري ان عرض صور متبرجات تُنشر فيما تُنشر لهو ادعى لخروج الصحافة عن الصحافة؟ (صور خلاعية في المجلات والصحف إلى جانب راقصات عاريات.. وتدعى أنها تصل الماضي بالحاضر؟ ولها أمثال متفاوتة في المقاييس؟ والأشكال)؟ وتُنشر على الناس؟ والصور تتخذ في القرّاء متعة للأبصار ولدى القلوب الضالة الغاوية؟ ما يطرأ على النفوس الصحفية الضعيفة من ظن الصواب في الخطأ؟ لتثير الشهوات وإن أُدعْي في نشرها غير ذلك.. و(الحكمة في الضلال)؟
تذكر أيها الصحافي في أنك قائد أمة وأن فكرتك ستكون فكرتها وخطتك ستصبح خطتها وأسلوبك سيغدوا أسلوبها وغايتك ستصير غايتها.
ولعل ذلك يوقف الأقلام الطائشة عن الوثوب على الحقائق ويجعلك دوماً تفتش بمصباحك عنها فلا تضل الطريق.
لا تدافع أيها الصحافي عن الحق دفاع من يضمي من أجله لشيء من راحته والتي هي جزء من شخصية الصحافي وأساس من أسس بنيان الصحافة.
وأخيراً؛ رويداً أيها الصحفيون رفقاً بالحقائق: اعلموا أن (الشعب اللبناني أسبق الشعوب إلى خدمة الفكر)!! هذه صورة مصغرَّة لما يدور في شعوري ويسير في خاطري في اختتام أسبوع (الصحافة اللبنانية) ولكم جميعاً (محبتي واخلاصي).
المصدر | بقلم المربي الأستاذ منح شهاب - صيدا
Posted by صيدا سيتي Saida City on Wednesday, May 5, 2021