التنظيم الشعبي الناصري يدعو في عيد العمال إلى بناء حركة نقابية مستقلة، وحركة شعبية موحدة عابرة للطوائف والمناطق
يعود عيد العمال على لبنان هذا العام وهو يمر بظروف مأساوية، بينما عماله، ومعهم أصحاب الدخل المحدود والمتوسط، قد انهارت أوضاعهم المعيشية إلى مستوى الفقر والحاجة، مع استفحال البطالة، وتردي الضمانات الصحية والاجتماعية، وخسارة الرواتب والأجور قدرتها الشرائية، وتفشي وباء كورونا الذي يخلف ألوف الوفيات، ومئات الألوف من الإصابات.
كل ذلك مرتبط بالانهيارات الكبرى على مختلف الصعد المالية والنقدية والاقتصادية الناجمة عن السياسات المتبعة من قبل المنظومة الحاكمة على امتداد العقود الماضية، كما هو مرتبط بعجز هذه المنظومة وفشلها وفسادها، وبالخلافات على الحصص بين أطرافها، فضلاً عن إقحامهم لبنان في صراعات المحاور الإقليمية والدولية وتعريضه لتداعياتها.
غير أن المنظومة الحاكمة لا تزال مصرة على رفض الإقرار بمسؤوليتها عن الانهيارات، وهي تواصل سياساتها وممارساتها، وصولاً إلى سرقة أموال الدعم للمواد الاستهلاكية الأساسية.
في المقابل، تدرك جماهير ١٧ تشرين تماماً أن إنقاذ لبنان من الانهيار والفوضى والخراب، وتجنيب اللبنانيين الوقوع في المجاعة والموت على أبواب المستشفيات، لا يمكن تحقيقهما إلا بالتغيير الشامل في كل المجالات، وإلا بالتخلص من منظومة السلطة الفاسدة، وإلا ببناء الدولة المدنية الديمقراطية العادلة عبر مرحلة انتقالية إنقاذية.
يا عمال لبنان، أيها الكادحون والمنتجون
إن معركة التغيير بأمس الحاجة إلى تصميمكم وصلابتكم .. أسقطوا النقابات الصفراء التي عينتها أحزاب السلطة باسمكم، لكن رغماً عنكم .. وبادروا إلى بناء النقابات المستقلة المناضلة لكي تحمل قضيتكم .. قضية الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.
فمعركة التغيير بحاجة لكي تحقق أهدافها إلى تعديل ميزان القوى لمصلحة الحركة الشعبية.
وأنتم أيها العمال عماد هذه الحركة .. فلنعمل من أجل إعادة بناء الحركة الشعبية المناضلة والعابرة للمناطق والطوائف .. ولنعمل من أجل بناء الجبهة الموحدة لقوى الاعتراض والتغيير .. ولنقف بصلابة دفاعاً عن حقوق العمال وكل الناس.
هكذا يكون الاحتفال بعيد العمال، وهكذا نقوم بدورنا في تقريب ساعة الإنقاذ والخلاص للعمال ولسائر اللبنانيين.
المصدر | المكتب الاعلامي للتنظيم الشعبي الناصري