ريما معتوق: ماء الزهر الصيداوي
|
ريما معتوق - صيدا نت. كوم: اشتهرت صيدا ببساتينها الخضراء الممتدة على طول سهلها الساحلي. وبالرغم من التطور العمراني الحاصل فيها، إلا أنها مازالت تحافظ على ثروتها وغناها بالأشجار التي تضفي عليها رونقاً وجمالاً. وبما أن صيدا مدينة ساحلية، فإن زراعة أشجار الحمضيات تكثر فيها. هذه الأشجار تملأ الجو بأريج زهرها خاصة في الربيع حيث تتزين بالزهر الأبيض صاحب الرائحة الزكية الذي ينعش الروح ويجعلها تسبح في بحر من الغبطة والنشوة. من هنا جاءت صناعة ماء الزهر التي برع فيها الصيداويون والتي تبدأ مع أوائل فصل الربيع. وهي عبارة عن وضع وعاء من النحاس يسمى (كركي) له حنفية، على النار بعد أن نضع فيها 5 كيلو من زهر البوصفير ثم نغمرهم بالمياه. وبعد أن يغلي الماء عليهم نكمل عملية غليهم لمدة 4 إلى 5 ساعات على نار هادئة. في هذه الأثناء نضع عند حنفية الكركي وعاء من الزجاج ( ألفية) لملئه بماء الزهر المقطر. ولماء الزهر فوائد عديدة عدا عن رائحته الفواحة الجميلة، فهو يفيد في أوجاع البطن والغثيان ويستعمل في صناعة معظم الحلويات _ التي تشتهر بها صيدا أيضاً – وخاصة القطر، فيعطيها نكهة لذيذة مميزة. وألف صحتين . ونساء صيدا لا يفوتن فرصة موسم الزهر في فصل الربيع، حيث براعم الزهر تتفتح على أشجار السّْفير... ها هي السيدة ندوة التي ورثت فن تقطير الزهر واستخراج مائه تقوم بنثر الأزهار على بساطها قبل أن تبدأ بعملية التقطير التي ازدهرت في صيدا منذ زمن بعيد... فالزهر له فوائد لا تحصى، وماؤه دواء وشفاء ومتعة، يُستعمل في مجالات عديدة، كصناعة الحلوى، وكدواء لأوجاع المعدة، وغير ذلك... ما أروع أم حسن وهي تشعل الحطب تحت الكركة، لتبدأ عملية التقطير عبر أنابيب مخصصة لذلك، مخترقة برميلاً مليئاً بالماء، للمحافظة على درجة حرارة تناسب ماء الزهر المستخرج، وهو يمر عبرها ليصل إلى الألفيات والقناني... لقد اشتهرت صيدا بماء الزهر خلال العقود الماضية وما زالت، مما جعلها محجة ومقصداً من جميع المناطق اللبنانية للحصول على أنقى ماء زهر مقطر...
| |
|
صاحب التعليق: الدكتور أحمد حبلي |
راسل صاحب التعليق  |
التاريخ: 2006-04-16 / التعليق رقم [1918]: it is a very nice article and Ila Al2mama |
|