الشهاب والثقافة الوطنية!

الثقافة الوطنية هي الحجر الأساسي في بناء الدولة فإذا لم يصقل هذا الحجر فلن يكون دولة ولا من يحزنون؟.. هذا ما اتفق عليه العلماء وكبار الأدباء والمفكرين وأبناء الفلسفة الإجتماعية والسياسية الحديثة والمتطورة!
وهذا ما تعمل له دول العالم كافة لتتجنب الوقوع في مهاوي الجهل والعدم، وأكثر دول هذا العصر تضع ثلث موازنتها لتعزيز الثقافة الوطنية التي تبعث للبلاد نشئاً جديداً واعياً يتمسك بوطنيته كما يتمسك بروحه ونور عينيه!
وللثقافة الوطنية مبدأ أولي هو أساس إنتعاش هذه الحياة الصحيحة وقوتها في الإستمرار والبقاء، ولا يغرَّنا أن تصدر في بلادنا الكتب الكثيرة المختلفة؟ وأن نفتح المدارس العديدة ويكتب عليها ما يشير إلى الثقافة الوطنية؟ فإن الورق لم يكن يوماً أثمن من الحبر؟ فكلاهما زهيد الثمن، والذي يثبت لنا حقيقة وجود ثقافة وطنية صحيحة هي مقدار الإعتناء بها والعمل على إظهارها قوية جبارة!
إن لبنان وطن الثقافة وبلد الإشعاع ولكن في سكرة الدعاية أنه من العجيب أن في الوطن ما يزيد على العشرات المدارس الأجنبية تسيطر على صفوفه؟ وعلومه؟ وشهاداته؟ وتحصر ثقافته؟ ضمن جدرانها التي تحمل أعلام دولها؟ وتعطي دروس (الثقافة) كما يحلو لها هي أن تعطيها؟ وتعطي دروس الحقوق والهندسة والسياسة والإقتصاد كما تؤلف وتريد؟... وتنال تشجيعاً؟ وربما تُمنح لها المساعدات؟ وتُقدم لبعضها الأوسمة؟ تقديراً؟ وإعجاباً؟ وإعترافاً بالجميل؟
ونفتح المجال واسعاً لكل أجنبي أن ينشئ له مدرسة أو معهداً يدرس فيه ثقافة بلاده قبل ثقافة البلاد التي تستثمر ثقافياً ومادياً وسياسياً.
وقد أصبح من المعروف علمياً ونظرياً ان أيّة مدرسة لا تكون عليها رقابة تجبرها على إنتهاج الأسلوب الوطني في طريقة التدريس، تعمل لثقافة بلادها؟ ونحن نتورع من أن نخط على أورمة أوراقها مع أوراقنا الرسمية كلمة (التربية الوطنية)؟
فالمعاهد الأجنبية تتغلل في حياة لبنان كافة في القرى والدساكر وفي كل بقعة حتى أصبح في لبنان ما يزيد على المئات مدرسة ومعهد وكلية للأجنبي؟
إن لبنان دولة مستقلة إستقلالاً ثقافياً ومعالم النهضة الوطنية تعني كل معاني الإستقلال في الوجود!
هذا؛ و(الشهاب) قد أسهب في شرح قضية الثقافة الوطنية والخطر الذي يتهددها ويخاف أن يقف الجميع مكتوفي الأيدي وكأنهم يتفرجون على (روما الصغيرة) وهي تحترق؟؟ لا يستطيعون إنقاذ ثقافة بلادنا وناشئتها وحضارتها.
فالإصلاح المنشود تأميم جميع المدارس والمعاهد الأجنبية ووضعها تحت إشراف وزارة التربية الوطنية!.
@ المصدر/ المربي الأستاذ منح شهاب - صيدا