الشهاب في خطبة (الجمعة)! والمساجد مقفلة؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.. بارك الله فيكم يا رجال الدين! ويا أيها الأخوة المؤمنون! تعلمون ان الله سبحانه وتعالى ولاّكم أمر المسلمين! وفي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته)! فالإمام راع مسؤول عن رعيته، وأنتم مسؤولون عن رعيتنا وتعرفون أن السموات والأرض لم تقم إلاّ بالعدل كما قال الله عز وجل (اعدلوا هو أقرب للتقوى) وفي بعض الأحاديث العدل أساس الملك، والدين بالملك يقوى! والملك بالدين يبقى! والذي أوصيكم به ونفسي تقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلانية وكلمة الحق في الغضب والرضا، وتعلمون أن الله سبحانه وتعالى يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور، ولا تخفى عليه خافية وفي الحديث أن الله لاينظر إلى صوركم ولا إلى أقوالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم و أنتم تحت أيديكم الرعية كما نحن اليوم مما يعني أنكم مسؤولون أنتم أمام الله عن أوضاع الناس في البلد؟!
لذلك يُطلب منكم –حراك- تواصلكم مع أهل الخير (مقيمين و مغتربين) لأجل الرعيّة وتواصلكم –أيضاً- مع الجهات الرسمية والمطالبة بكافة الحقوق المعيشية (الصحية والإجتماعية والإنسانية) للناس و رفع عنهم الحرمان وتواصلكم –كذلك- مع السلك الدبلوماسي والإتصال المباشر بالأشقاء والأصدقاء: الملوك والأمراء والرؤساء في دول العالم لطلب المساعدات للناس... وما تعملونه سيجازيكم الله عليه وهذا من اتباع الشريعة المحمدية فيما بين الخلق من حقوق فوق كل اختلاف ومشاكل فالضعيف والعاجز هو الذي يجب العناية به، ما له ملجأ إلاّ ولايتكم يا رجال الدين! و أنا أنصحكم وأحملكم المسؤولية أمام الله يوم تلقونه حفاة عراة لا تنجيكم إلاّ أعمالكم الصالحة التي نحن بصددها اليوم وفيما وليتّم عليه من أمور رعيتكم في أن تراعوا حاجات الناس، و أن تتفقدوا أحوالهم ومواساتهم فالشيء الذي يمكنكم عمله من التخفيف عنهم اعملوه والأمر الذي يصعب عليكم ارفعوه للرأي العام في الأمة وستجدون الأبواب مفتوحة لكم -ان شاء الله- والقلوب مفتوحة لرعيتكم وتكف الضرر عن أهالينا في البلد ولا تقصروا في مصالح الرعية وتثبتوا بأهل الدين والخير والصلاح و بالواجب المترتب عليكم (القيام بأوامر الله) تفقدوا من ولاّكم الله عليهم بما يصلح دينهم وعقائدهم ويعزز هيئة الأمر فيهم بالتآخي والإنسانية بحكمة و رويّة كما في كتاب الله (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) ومؤازرة أهل الخير والعطاء وجعلهم بطانة لكم، وأنا اعتقادي بكم إن شاء الله طيب!
أيّها المؤمنون! ويا رجال الدين! لا تنسوا اخوانكم في صيدا في بابا السرايا وضهر المير، و في رجال الأربعين، وبوابة الفوقا، وفي المصلبية و(حارات النعماني والحلبي وحشيشو وملحم ابو زوزو والصباغ وشاكر) وساحة الأمبير، وعند مدارج أبي نخلة، والكيخيا، والقطيشية، وبطاح، والعمري الكبير، السكان هناك لا يملكون ثمن أكل؟ ولا ثمن دواء؟ ودموع صغارهم تهتزّ لها قلعة صيدا توشك أن تصرخ (أين أنتم أيّها الصيداويون - مقيمين ومغتربين)؟ أين أنتم يا أهل الرعية؟.. بالله عليكم! تحركوا.. تحركوا..
كما نطلب من جميع الأطباء والصيادلة ومالكي المستشفيات والمستوصفات في صيدا وللتاريخ أن الفرصة (للحسابات التي لا مفّر منها في الدنيا والآخرة لم تزل مواتية لخدمة الناس) و أن رحمات أجدادهم وأمهاتهم وآبائهم في القبور ندية بعطف الرحمن على قدر انسانيتهم (اليوم) تالله (قبل فوات الأوان) حيث لا جيوب في أكفان الموتى ولا فائدة بعد الموت من أن نكون أغنى نزلاء المقبرة؟
اللهم أشهد اني بلغّت يوم الجمعة وعينّي تفيض بالدموع من أن المساجد في صيدا مقفلة يوم الجمعة (للوقاية من انتشار عدوى الكورونا) وفي كل دمعة ودمعة في أعين الناس مما يزيد –بها- ثبات الإيمان لقول الرحمن: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)!
@ المصدر/ المربي الأستاذ منح شهاب (صيدا)