الشهاب: لا تخافوا فالخوف داء مميت؟

من منَّا لا يخاف؟ إننا نخشى المستقبل ونخاف من الأزمات والتعطّل والمرض والعدوى وتقلبات الزمن؟ وأن شبح (وباء الكورونا) يبعث الرعب في النفوس قلما إشتّدت الوقاية بأخذ الإحتياطات تملكنا الخوف من أن تصيبنا العدوى و أو تصيب أحد أعزائنا و كثيرون يرتعون الآن حين يسمعون أن فيروس الكورونا يزداد إنتشاراً وهذا أشد حرجاً من سابقتها على الأبواب؟.
إن الأطباء ومعظمهم المشغولين بالمصابين لتأمين لهم المعاينات اللازمة يرون المكوث لنا في المنازل والعزلة والبُعد عن التجمعات يحصر إنتشار العدوى وآخرين يرون أنه إذا لم تهدأ - وشيكاً - حالة التوتر السائدة الآن في أعصاب الناس فإن أثرها على الصحة العامة سيكون وخيماً كما أن الخوف داء قَتال، يظهر أثره جلياً في النشرات الإخبارية (والكل يرتجف من الخوف) كأنه يقترب من أيام نَحبِهِ؟ القوى تنهار؟ والحيوية تنضب شيئاً فشيئاً.. برغم الوقاية؟ والعزلة؟ وإقفال الأسواق، والمدارس وخلافها؟
والعقيدة السائدة أن العدوى يحتمل أن تطول؟ وقد أثارت هذه العقيدة في النفوس الخوف الحبيس؟ و أن جميع المستشفيات امتلأت بالمصابين؟ ولم تفرغ بمكان؟ مما يشتد الخوف عند البعض كذلك و يؤدي إلى هبوط ضغط الدم و تصبح عند كل فرد شكاً وخوفاً بمن حوله وفي أهله؟ واخوانه؟؟ وجيرانه؟ ويصبح الخوف المفرط كذلك مميتاً في الظروف العصيبة الحاضرة.
إن الخوف يقترن عادة بإفراز قدر من (الأدرانالين) يسري في الدم ليمكن المرء من مواجهة الموقف، ولكن الخوف المكبوت الذي يعجز الخائف معه عن الحركة أو إيجاد متنفس له كما في حالة رؤيا المصابين وهو الذي يخشى منه على الحياة....
كل شخص عاقل يخشى شيئاً؟ وكلما ازداد ذكاؤه، وصفا تفكيره، زادت مخاوفه، ولا ضير من الخوف ولا ضرر منه إذا اقترن بالعمل والمواجهة، أما إذا لم يصحب بالعمل والمثابرة والإيمان فإنه يغدو أشدّ فتكاً بالإنسان من (القنبلة الذرية)؟
هذا و يرجو (الشهاب) من الجميع ألاّ يخافوا.. و أن نحرص جميعاً على أن لا نكون ناقلين للخوف، وأن نقضي بالتغلب على الخوف بالإيحاء بالطمأنينة والثقة والإيمان بالله لقوله تعالى (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)! آيات نورانية ترتفع بها محاسن الفكر فوق كل المخاوف.!
@ المصدر/ المربي الأستاذ منح شهاب - صيدا