الشهاب: كل عام وأنتم بخير! (سنة جديدة 2021)!

الخير خير!.. وفي الشر خير!.. أنا كمخلوق بخير!.. وأنا كلبناني بخير!.. وأنا كعربي بخير!.. وأنا كصيداوي بخير!.. وأنا كإنسان بخير!..
وَلِمَ لا؟ أولست أنعم بالصحة كمخلوق؟ أولست أرتع بالقناعة كلبناني؟ أولست أحيَّا بالأمل كصيداوي؟ أولست أدعو بالخير كإنسان؟ بلى!.. بلى!
إني أرى الخير كل الخير، أراه في جسدي السليم كمخلوق يُخلق.. وفي عقلي السليم كحيَ يرُزق!
وفي هجعة الليل لا يقضِ مضجعي أرق، وفي يقظة الإصباح لا يعكَّر مزاجي قلق!
ثم أراه في نفسي كلبناني قانع بغنى الروح، غني بقناعة النفس.. كفافة دون الشبع، وشبعة دون الجشع!
وأراه في روحي كعربي يعيش في أمة وسط بين الشرق والغرب، وسط بين القارات، وسط بين المحيطات، وسط بين الحضارات، والتيارات، وسط بين الدول، وسط بين الروح والمادة.
وأراه في وجودي كإنسان لا يفرق بين أبيض وأسود، ولا بين صيني أصفر، وهندي أحمر! أرى الخير في كل مكان، أراه في العام الذي أقبل، ولم ينفذ صبري في العام الذي أدبر؟ أرى خيراً كل شر، ولا أرى شراً كل شر؟
أليس الخير والشر شيئاً نسبياً؟.. الجوع، والعري، والعطش، أليست في نظر بعضنا شراً وأي شر؟ ولكن ما لذَّة الخير في المطعم، وفي الملبس، وفي المشرب، ثم في الرحمة، وفي الشفقة، وفي المروءة، لولا فضل هذا الشر في الجوع والعري والعطش؟!
هكذا أرى الشر خيراً، ولا أراه ضيراً.. هكذا أرى الخير، كل الخير في كل شر.
أراه في إنتفاضة (17 تشرين 2019)! أراه في المسيرات و في المظاهرات! وفي اقفال الطرقات! والاضرابات! والاحتجاجات! والخطابات! والاصتدامات! والتراشقات! والاصابات! والجراح؟!.. أراه خيراً لأنه يوقظ الشعور بالمظلومين، ويقرع باب العدالة، ويفتح رتاج الحقوق في غضب الحرمان!..
ولولا الشر في عهد الإنتداب و الإحتلال لما عرف اللبنانيون مبلغ الخير في الإستقلال و في الجلاء!
ولولا فيروس الكورونا الذي أصاب العالم بالهلع و ( الخوف الحبيس) لما عرف الناس التوبة في الشدة و الاستغفار و الإيمان بالعودة الى الله لقوله تعالى (ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير ) صدق الله العظيم!
الخير الخير.. أراه في كل شر.. فما من وجه للشر إلا وهو وجه للخير، وما في الحياة من مكان إلاَّ للمتفائلين!
فتفاءلوا، وتفاءلوا، وتفاءلوا! أيها اللبنانيون وثقوا بأنكم بألف خير! وأن لبنان بخير (يحفظه الرب)، وما زال بخير، وسيبقى بخير، ما بقيت الأرض أرضاً والسماء سماء.
وكل عام وأنتم بخير!
@ المصدر/ المربي الأستاذ منح شهاب - صيدا