عبد الله العمر: العلاج المطلوب لقسوة القلوب؟
المصدر/ الشيخ عبد الله العمر:
ما جاء في الكتاب والسنة من حديث عن أعضاء البدن بمثل ما جاء الحديث فيه عن القلب. كيف لا وهو أمير البدن كله وملكه. ومن الآيات التي تتحدث عن القلب من مثل قوله تعالى: {ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد}. والحديث الشريف (الا أن في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب).
وكوننا نتكلم في مقالنا عن قسوة القلوب، فإننا نكون بذلك نتحدث عن واحدة من الحالات الخاصة به وما اكثرها.
لقد ارتبط ذكر القلب في القرآن باحوال الصلاح والفساد فيه. فليس من ذكره والاشاره اليه ما يتعلق بعدد دقاته، فذلك مما يشارك فيه الإنسان ما كان حيا وقلبه ينبض من الدواب والانعام.
وقسوة القلوب لا بد من تشخيصها ومعرفة اسبابها قبل ان تصل إلى مراتب ذلك الأمر وطرق علاجه لقد جاء في الكتاب والسنة ما يفيد لحال القلب والتشبيه لذلك فقال تعالى عن اليهود واحوال قلوبهم بعد زيغهم وضلالهم {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة او اشد قسوة وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار وان منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون} وهذه الحال هي اشد أحوال قسوة القلوب واغلظها.
وهي عنوان مشترك للمشركين القاسيه قلوبهم من ذكر الله والويل من الله لامثالهم {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله}. وهناك أصناف كثيرة من الذين ضرب الله تعالى بهم الأمثال ممن لا يمكن لقلوبهم ان تخشع ولا لاذانهم ان تسمع ولا لرقابهم ان تخضع وخاصة الملوك الجبابرة والاكاسرة التي لا قلب لأصحابها ولا تعرف الا القسوة والانتقام من الناس العبيد بين يديها.
وهناك من الذين طال عليهم الامد من اهل الكتاب فقست قلوبهم ويمكن ان يصيب بعض المؤمنين مثل ما اصاب هؤلاء فتقسى قلوبهم لقوله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون}.
واقل ممن ذكرنا جميعا قسوة في القلب من هم من أكثر الناس من ابناء المسلمين عرضة لما جاء في الحديث الشريف (ان القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد. قالوا: وما جلاؤها يا رسول الله؟ قال: ذكر الله).
ويمكن لنا الاستنتاج كما ذكرنا ان القلوب لها ما يجليها ولها ما يرديها. وما ينفع المسلم المؤمن من ذلك كله عالم يتعهد قلبه بما يجليه حتى لا يصيبه ما يرديه وذكر الله تعالى هو خير جلاء القلوب، وفي مقدمة كلام الله المنزل مدراسة وحفظا واستماعا والرياضة الروحيه من قيام الليل وصيام النهار ومجالسة الصالحين ومن الزهد في الدنيا ومتاعها كل هذا مما يجعل القلوب خاشعة وسليم.
ويقابل ذلك كل ما يردي القلوب ويقسيها من ترك الذكر والانشغال بما يجعل القلوب لاهية ساهية وصدق الله تعالى {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب}.

تطوير و برمجة: شـركة التكنولوجـيا المفتوحة مشاهدات الزوار 836981544
