«عجقتك» يا لبنان..
رولا عبدالله - الأخبار:
بين طرقات مكسوة بالثلوج، وأخرى تغمرها النوافير الناجمة عن فائض الأمطار، وتلك الـــــ «معبدة» بذلك السرب الطويل من السيارات العالقة في الزحام، اعتاد اللبناني أن يكيّف أحواله على الطرقات اللبنانية غير الثابتة على حال: بين هدوء نسبي، شغور مفاجئ أو تدفق بشري و«ماكيناتي» مثل الذي شهدته الطرقات الساحلية والداخلية أمس، وقد تجاوز العديد من الناقمين على تلك اللحظات العصيبة صباحاً بـــــ «هاشتاغ»: «دخل عجقتك يا لبنان»، وبدلا من النق والشكوى اختار اللبناني استبدال نغمته هذه المرة بتغنيجه للزحمة بحثا عن الوجه الايجابي في العاصفة التي احتارت الارصاد في تسميتها كـــــ «ضيفة» قطبية عزيزة على بلد دائم الغليان.
ومن الايجابيات وجهة نظر تفيد في ذلك الهاشتاغ الذي تناقلته الصفحات كما احتدام المطر: «من حسنات عجقة السير انه بتطلع السيلفي احلى، لا إيد بترجف ولا صورة مهزوزة»، وغيره أن اللبناني الذي أحجم عن الصحيفة والاذاعة لصالح مواقع التواصل الاجتماعي وجد أن لا خيار وقت الزحمة سوى باللجوء الى سلوى الإذاعات، وهو الامر الذي تلقفته احدى مقدمات البرامج الاذاعية غامزة: «بشكر عجقة السير لأنها رفعت من رايتينغ برنامجي كونو موقت على وقت الذروة الصباحية». وضمن الهاشتاغ نفسه، ذكّر احد المواقع الاعلامية على صفحته الخاصة: «ساعات وساعات يمضيها اللبناني على الطرقات بعجقة السير... صوّروا عجقة السير من عندكن وشاركونا آراءكم عبر تعليق أو فيديو على #العجقة_من_عندك».
وإذا كان اللبناني بارع «هاشتاغ» ومتابعة في مختلف الظروف السياسية والأمنية والمناخية، فإنه على هامش الرصد لا يترك مناسبة تعبر من دون أن يحوّرها على مزاجه وقياس نوادره، كأن يدور الحوار الآتي: «كم استغرقت الطريق من منزلك الى عملك؟»، فجاءه الرد:»800 تسبيحة، وبالرجعة 250 تسبيحة». وفي رد «شبابي» كتب أحدهم: «ضجرنا من العجقة طلعنا طبل ودربكة وعملنا حفلة»، وفي الزحمة ثمة مشاوير تنطوي على «مشوار العمر» وفيه الحوارية الآتية: «كيف تعرفت على مرتك؟، يجيب الآخر: بعجقة حرقوص شفتا وخطبنا وصلنا على عجقة شمسين عملنا العرس». ومن باب الأجواء العاصفة ، كان لابد أن تكون كلمة للتلامذة الذين دخلت العاصفة على بداية أسبوعهم إما بالتمديد للعطلة أو بوقوع باصاتهم في مصيدة الزحمة، فكان تعليق تكرر: «وفي العاصفة والعجقة يفتقد «بو صعب»».
وفي الهاشتاغ تعليقات بينها: «بعد قرار المشنوق بالإعفاء من المعاينة الميكانيكية فكرت حالي ظمتت من العجقة، علقت بعجقة أكبر«، ومن باب لفت النظر كتب لبناني مغترب:» بألمانيا بيوقفو السيارات عجناب الطريق ليفتحو مجال بالنص لحالات الطوارئ . عنا بلبنان بذكر لما يكون في عجقة بتمرق الاسعاف وخمسين سيارة سارعين وراها لان فتحت الطريق»، ومن التعليقات :»# حكم والسبب عجقة السير»، وهناك أكثر من استيضاح: «نهاركم سعيد انا علقانه بــــــ عجقة السير وانتو شو عم تعملوا؟»، ومعطى: «بخصوص عجقة السير وبما إنها طويلة حسابي بالانستغرام (...)، وعلى الفايسبوك (...)، وعلى السناب شات(...)، وحكاية: «مين بيقول إن عجقة السير ما فيها ايجابيات ما قدرت أوصل لأي محل اليوم عدت إلى منزلي سالمة وكانت
النتيجة هذه الطبخة المتواضعة ..كل عاصفة وانتو سالمين».

تطوير و برمجة: شـركة التكنولوجـيا المفتوحة مشاهدات الزوار 836982900
