صيدا سيتي

صدر حديثًا للباحث والمؤلف الدكتور خالد ممدوح الكردي كتابه الجديد بعنوان "لبنان في خمسة عهود رئاسية (1943–1976): العلاقة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة"، في عمل توثيقي يعيد قراءة مرحلة مفصلية من تاريخ الدولة اللبنانية من زاوية العلاقة بين رأسَي السلطة وأثرها في صناعة القرار السياسي ومسار الأحداث.

يفتح الكتاب نافذة واسعة على الفترة الممتدة من الاستقلال عام 1943 حتى ما بعد اندلاع الحرب الأهلية عام 1975، مستعرضًا بالدراسة والتحليل خمسة عهود رئاسية شكلت الإطار السياسي للجمهورية الأولى. ويقدم المؤلف قراءة نقدية معمقة لطبيعة التفاعل بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، وكيف أسهم هذا التفاعل في تشكيل السياسات الداخلية والخارجية، وفي إدارة الأزمات الكبرى التي مر بها لبنان خلال تلك العقود.

يرتكز الكتاب على منهجية بحثية تجمع بين الوثائق الرسمية، وشهادات سياسية، وأرشيف الصحافة المحلية والدولية، ما يمنحه بعدًا توثيقيًا يتيح للقارئ فهم السياقات التاريخية بدقة أكبر. كما يتناول تطور العلاقة بين الموقعين الدستوريين في ضوء التحولات التي رافقت نشوء الدولة الحديثة، مع الإضاءة على أبرز محطات التعاون والتوتر التي تركت بصمتها العميقة على الحياة السياسية اللبنانية.

ويؤكد المؤلف أن أهمية هذه الدراسة تكمن في أنها تقدم رؤية تساعد الباحثين والمهتمين على تفسير الكثير من الإشكاليات التي لا تزال تلقي بظلالها على الواقع اللبناني المعاصر، معتبرًا أن العودة إلى الجذور الدستورية والسياسية للعلاقة بين الرئاستين تُعد خطوة أساسية لفهم آليات الحكم والتوازنات الدقيقة التي يقوم عليها النظام اللبناني.

يشكل هذا الكتاب إضافة جديدة إلى الأدبيات السياسية اللبنانية، ومحاولة لإعادة قراءة مرحلة حافلة بالتحولات التي صاغت ملامح الجمهورية الأولى، بما يفتح المجال أمام نقاش علمي أوسع حول مسار العلاقة بين السلطات في لبنان وإمكان تطورها في المستقبل.