رياض الصلح والجمعيات السرية: التأثير في مسيرته السياسية
إعداد: إبراهيم الخطيب
رياض الصلح، أحد أبرز قادة الاستقلال اللبناني وأول رئيس وزراء للبنان بعد الاستقلال، كان شخصية محورية في الحركة الوطنية اللبنانية والعربية. ولكن لفهم عمق فكره السياسي وتوجهاته، لا بد من النظر إلى علاقته بالحركات السرية التي كانت نشطة في المشرق العربي في أواخر العهد العثماني وبداية الانتداب الفرنسي.
١. بيئته الفكرية وتأثير الجمعيات السرية
وُلد رياض الصلح عام 1894 في عائلة سياسية بارزة، حيث كان والده رضا الصلح من الشخصيات القومية المناهضة للحكم العثماني. في تلك الفترة، كانت الجمعيات السرية تلعب دورًا أساسيًا في تأجيج الفكر القومي والتخطيط لإنهاء السيطرة العثمانية والاستعمار الغربي.
برزت عدة جمعيات سرية نشطت في المشرق العربي، ومن أبرزها:
- جمعية العربية الفتاة: التي تأسست عام 1911 وكان هدفها الأساسي تحرير الدول العربية من الحكم العثماني وإقامة دولة عربية موحدة.
- حزب اللامركزية الإدارية العثماني: الذي كان يطالب بمنح الولايات العربية حكما ذاتيًا ضمن إطار الدولة العثمانية.
- الكتلة الوطنية السورية: التي كانت تضم مجموعة من القوميين العرب الذين سعوا لمقاومة الانتداب الفرنسي.
٢. دوره في العمل السياسي السرّي
هناك بعض الإشارات إلى أن رياض الصلح كان على صلة ببعض هذه الحركات، خاصة أنه تأثر بالأفكار القومية التي روجت لها. ومع أن اسمه لم يرد كعضو رسمي في "العربية الفتاة"، إلا أن مواقفه اللاحقة تعكس تأثره العميق بأهدافها.
في شبابه، تفاعل مع القوميين العرب وكان قريبًا من الشخصيات التي انتمت لهذه الجمعيات، كما أنه تأثر بمحنة والده الذي نُفي من قبل العثمانيين بسبب مواقفه المعارضة، ما جعله ميالًا لمناهضة الاحتلال والاستعمار بكل أشكاله.
٣. تأثير الجمعيات السرية على مسيرته السياسية
يمكن ملاحظة تأثير هذه الحركات السرية على مشوار رياض الصلح السياسي في عدة محطات:
- نفيه إلى تركيا: بسبب مواقفه السياسية المناهضة للحكم العثماني، والتي يُعتقد أنها كانت امتدادًا لأنشطة الجمعيات القومية.
- تبنيه لفكرة القومية العربية: حيث كان من أبرز المنادين بالوحدة العربية والتحرر الوطني، وهو ما كان الهدف الأساس لجمعية "العربية الفتاة".
- مشاركته في صياغة الميثاق الوطني اللبناني (1943): الذي قام على مبدأ لا للانضمام إلى الغرب ولا للارتباط بالشرق، وهو نهج وطني خالص متأثر بالمطالب القومية المبكرة.
- علاقته بالقوى الوطنية في سوريا: فقد كان مؤيدًا للحركة الوطنية السورية التي قادتها الكتلة الوطنية في مواجهة الفرنسيين، وشارك في محادثات الاستقلال اللبناني السوري.
بين السرية والانفتاح السياسي
على الرغم من أن رياض الصلح لم يكن عضوًا رسميًا في الجمعيات السرية، فإن فكره وتوجهاته كانت انعكاسًا لمبادئها. فقد تبنّى النهج القومي الذي روّجت له هذه الجمعيات، وتأثر بأساليبها في مقاومة الاستعمار والانتداب. كما أن مسيرته كانت امتدادًا طبيعيًا للأفكار التي طرحتها هذه الجمعيات، سواء في مواجهة الحكم العثماني أو الانتداب الفرنسي، مما جعله أحد أبرز الشخصيات السياسية التي جسدت طموحات العرب في الاستقلال والسيادة الوطنية.
المصادر:
مقالة: "العروبيون وانقلاباتهم الفكرية... بين قسطنطين زريق وكاظم الصلح"
تستعرض هذه المقالة دور آل الصلح في الحركات القومية العربية، وتُشير إلى ارتباط رياض الصلح بجمعية "العربية الفتاة" السرية ومشاركته في المؤتمر السوري العام وحزب الاستقلال العربي.
مقالة: "المفاوضات السرية بين إسرائيل ورئيس وزراء لبنان رياض الصلح"
تناقش هذه الدراسة المفاوضات السرية التي أجرتها إسرائيل مع رياض الصلح عام 1948، وتُظهر دوره في الحركة القومية العربية وعلاقته بالجمعيات السرية.
مقالة: "في ذكرى اغتياله.. رياض الصلح أول رئيس وزراء لبناني له أثر في فصل لبنان عن سوريا"
تُبرز هذه المقالة سيرة رياض الصلح، مع التركيز على انتمائه لجمعية "العربية الفتاة" السرية ونشاطه في المؤتمر السوري العام.
تُقدم هذه الصفحة نبذة عن حياة رياض الصلح، وتُشير إلى انضمامه لجمعية "العربية الفتاة" السرية ونشاطه السياسي في المنطقة.
مقالة: "رياض الصلح .. رئيس وزراء لبنان بعد الاستقلال"
تستعرض هذه المقالة سيرة رياض الصلح، مع التركيز على انتمائه لجمعية "العربية الفتاة" السرية ونشاطه السياسي في المنطقة.
مقالة: "لماذا قرر بن غوريون اغتيال رياض الصلح"
تناقش هذه الدراسة المفاوضات السرية التي أجرتها إسرائيل مع رياض الصلح عام 1948، وتُظهر دوره في الحركة القومية العربية وعلاقته بالجمعيات السرية.
مقالة: "رياض الصلح - ويكيبيديا"
تُقدم هذه الصفحة نبذة عن حياة رياض الصلح، وتُشير إلى انضمامه لجمعية "العربية الفتاة" السرية ونشاطه السياسي في المنطقة.