حسن عبد الحليم السوسي (أبو فادي) - ملك الفول في صيدا
أنا حسن عبد الحليم السوسي، المعروف بـ "أبو فادي"، امتهنتُ مهنة الفول والحمص والطوامة كمهنة أساسية. وُلِدتُ بين قدور الفول والحمص، وكنت أذهب إلى المدرسة ثم أعود مباشرة إلى والدي في المحل. لا زلت أذكر أنني كنت في الثانية عشرة من عمري حين رأيته يعمل، وفي غياب عمي وقفت خلف البسطة لأول مرة. كان المحل مليئًا بالزبائن، وحين اضطر والدي للخروج، توليت الأمور بشكل طبيعي وكأنني وُلدت لهذا العمل.
طوال حياتي، كان والدي – رحمه الله – هو قدوتي في هذا المجال. نشأت في صيدا، تحديدًا في المحل القديم، وهناك كبرنا وترعرعنا. في البداية، لم نكن نفتح المحل ليلًا، لكن بعد فترة أصبح لدينا جلسات خارجية، حيث كنا ننصب الخيام ونوفر أماكن للزبائن، خاصة خلال شهر رمضان.
الجوائز والفعاليات الرمضانية
في شهر رمضان، كنا ننظم فعاليات مميزة في المحل. كنا نقدم للزبائن الذين يشترون بقيمة خمسة آلاف ليرة قسيمة يضعونها في صندوق مغلق، وفي نهاية الشهر كنا نجري سحبًا على جوائز قيمة. الجائزة الأولى كانت برادًا، والجائزة الثانية فرن غاز بأربع أو خمس رؤوس، إلى جانب العديد من الهدايا الأخرى. كانت هذه الأجواء تبعث البهجة في قلوب الزبائن، وجعلت المحل وجهةً محبوبة.
لم يكن اللقب الذي حظيت به، "ملك الفول"، مجرد لقب، بل شهادة من الناس أنفسهم. كان الجميع يتحدث عن أن ألذ فول في صيدا يُقدَّم عند السوسي، عند أبو فادي، حتى بات اسم "ملك الفول" معروفًا ليس فقط في صيدا، بل في كل لبنان.
حفلات ومناسبات خاصة
كنا ننظم حفلات كبيرة في المحل، وكانت هذه الحفلات تستقطب شخصيات بارزة، من بينهم رجال أعمال كبار ونقابة الأطباء. كنت في إحدى المرات في بيروت، والتقيت برجل أعمال شهير – لا أذكر اسمه الآن – وكنت قد نظمت لقاءً حضره عدد كبير من الشخصيات المرموقة. كنا نحرص على أن تكون هذه اللقاءات تجمع بين الأجواء العائلية والمأكولات الشهية.
المسبحة والمشوشة - نكهات مميزة
من الأطباق التي اشتهرت بها كان طبق "المسبحة"، الذي يُعرف بهذا الاسم في بيروت، بينما في فلسطين يُطلقون عليه "المشوشة". المشوشة تُحضّر بطريقة مميزة، حيث يتم خلط الحمص بالطحينة والليمون ومكونات أخرى، وكان الزبائن يعتبرون أن ألذ مشوشة في لبنان تُقدَّم في محلي. الحمد لله، كان الإقبال كبيرًا، والأصناف التي نقدّمها متنوعة، ما جعلنا نكسب ثقة الناس باستمرار.
ذكريات الكشاف المسلم
في صغري، كنت ناشطًا في الكشاف المسلم، وكانت لنا الكثير من الذكريات الجميلة. كنا نشارك في المخيمات، وكانت هناك أوقات نتولى فيها الحراسة الليلية. لا زلت أذكر مرة حاول أحدهم التسلل إلى المخيم، ولكننا كنا متيقظين. رآه أحد رفاقنا فورًا وأمسك به، ثم استخدم عصاه الكبيرة لإيقافه. كان بيننا صديق يُدعى زكريا، ربما لا يزال بخير إلى الآن، وأتمنى أن يكون كذلك.
دعوة بمناسبة شهر رمضان
وفي رمضان، أتقدم بأطيب التمنيات للجميع. كل عام وأنتم بخير، وأدعوكم لزيارتنا نهارًا وليلاً، للاستمتاع بأفضل أطباق الفول والحمص والمشوشة. ننتظركم لتشاركونا هذه الأجواء الطيبة، ونتمنى أن نكون دائمًا عند حسن ظنكم.